oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

أسئلة واستفهامات لعالم ما بعد كورونا

24 مارس 2020
24 مارس 2020

يتداعى المشهد العالمي اليوم مع جائحة كورونا التي عزلت الدول عن بعضها البعض، وتعمل بشكل واضح على إعادة رسم الاقتصاد والجغرافيا والكثير من القيم الإنسانية، فالذي حدث في أقل من شهرين لم يكن سهلًا، وما زال الباقي مجهولًا، إلى أين تسير الأمور بالضبط؟

جراء ذلك يصبح الاحتراز هو المطلوب سواء من قبل الدول أو المجتمعات والأفراد في سبيل تلافي هذه الأزمة العالمية التي لم يبق من مكان في العالم إلا وتأثر بها ابتداء من الدول إلى الشركات الكبيرة والمنظمات والموظفين وغيرهم.

إنَّ العالم يحتاج اليوم إلى التكاتف الكبير لأجل الخروج من هذه المحنة التي وضعت الأنظمة الصحية العالمية في محك اختبار كبير لم تتعرض له من قبل تاريخيًا، كما أن المقارنات بالماضي قد لا تجدي، في الأوبئة التاريخية والقديمة، والسبب ببساطة أن عالم اليوم في القرن الحادي العشرين اتسم بميزة هي العولمة والانفتاح وسرعة التنقل، وهو ما يجعل نقل الفيروسات والأضرار تتسع في البلدان وهذا ما شكل جوهر الأزمة، بخلاف العالم القديم حيث كانت الإشكالات تنحصر في أمكنة محددة.

إن هذه الأزمة التي تعرض اقتصادات الدول والأنظمة الصحية والمعارف والقيم التقليدية والثقافية وغيرها إلى الأسئلة والاستفهامات، تفتح من ناحية أخرى بوابة لإعادة التفكير في مكتسبات التجربة البشرية عبر العولمة والحياة الإنسانية الحديثة بشكل عام، أين وصل العالم المعاصر وإلى أين يسير بالضبط؟!

تلك الأسئلة التي تتطلب من الجميع في نواحي الحياة المتعددة وفي كافة القطاعات من اختصاصين وخبراء وغيرهم، العمل على إيجاد الإجابات والحلول لها.

إننا أمام عالم جديد يتشكل بفعل هذه الجائحة العالمية لسنا مدركين لحدود بالضبط.

لكن نأمل أن يكون عالم ما بعد كورونا مدعاة لمزيد من الإخاء الإنساني بين بني الإنسانية والشعوب كافة بما يعزز الأمل والمعاني الرحبة، ويجعل العالم يقوم على المزيد من التعاون والمحبة بدلًا من التفرقة والشتات والحروب كما يحدث وحدث في الماضي القريب.

ويبقى أن العلوم والمعارف والثقافات والتقاليد كلها ستجد نفسها أمام اختبار لإعادة الرؤية والقراءة والتأمل، كيف يمكن أن نقرأ الثقافة بمعنى جديد؟

وكيف يمكن أن ننظر إلى قيم متأصلة في الذوات والمجتمعات؟

فما يجري الآن كشف أن هناك متغيرات وثوابت، لكن تبقى القيمة الثابتة نسبية في ظل تعرض البشر للمخاطر، حيث ليس من قيمة نهائية وكلية أمام ما يمكن أن يهدد مستقبل الكائن البشري، وهو يرتجي الأمل والحياة الكريمة والسليمة وينظر إلى أفق المستقبل المشرق.