Untitled-1
Untitled-1
كورونا

كيف يتعايش العمانيون العاملون في الخارج مع أزمة الوباء العالمي؟

22 مارس 2020
22 مارس 2020

بين مشقة الغربة وحصار «كورونا»

استطلاع: عـــــبدالوهـــاب الهــنائي -

«مما لا شك فيه أن كل فرد يواجه هذه الجائحة، وهو خارج الوطن يشعر بالقلق وعدم الأمان بسبب البعد عن أرضه وأهله، فبطبيعة الحال البقاء في أكناف الوطن يمنح الفرد وعائلته كثيرًا من الثقة والارتياح والتقبل للوضع للعام» بهذا أجاب ناصر بن صالح المعولي المدير الإقليمي لشركة النفط العمانية للتسويق بالمملكة العربية السعودية عن سؤال لـ(عمان) حول أوضاع العاملين العمانيين خارج حدود الوطن مع أزمة الوباء العالمي. ويكمل المعــــولي: «في ظل تفشي فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم لا نجد أنفسنا هنا في المملكة العربية السعودية إلا جزءا من العالم الذي وان اختلفت إجراءات الدول به نسبيا إلا أن النتيجة واحدة على مستوى الجانب الاجتماعي والأسري والوظيفي، وهي حزمة من الإجراءات والتدابير الوقائية الصحية الحثيثة التي شرعت بها وزارة الصحة بالمملكة لتقنين مخالطة الآخرين. فالأماكن التي كانت تعج بصخب الحياة اليومية وضجيجها أضحت خاوية بعد أن فرضت السلطات قيودًا على كثير من مناحي الحياة على سبيل المثال لا الحصر الحجر المنزلي، إغلاق المدارس، تقييد السفر وحظر التجمعات العامة لتوقي الإصابة بفيروس كورونا».

ويشير المعولي، قائلا: «ارتأيت أنا وعائلتي المكوث في المنزل واتباع جميع التوجيهات من قبل الجهات المعنية والمساهمة في الجهود المبذولة في التصدي لانتشار الفيروس دونما تأفف أو استياء، حيث إننا على ثقة تامة أن هذه الإجراءات لم تقم بها السلطات إلا لمصلحة المواطنين السعوديين والمقيمين وعلينا جميعًا أن نتكاتف مع هذه الجهود التي وبطبيعة الحال تنتهجها كثير من دول العالم لمواجهة الجائحة».

بيئة آمنة

ويؤكد المعولي «نحن في شركة النفط العمانية للتسويق على اتصال دائم بالمركز الرئيسي للشركة في السلطنة، حيث إن جل اهتمام إدارة الشركة منصب على سلامة طاقمها الوظيفي سواء بالسلطنة أو أفرعها بالخارج والعمل على تأمين بيئة آمنة وسليمة، وقد انتهجت الشركة العمل عن بعد ومجموعة من الإجراءات الوقائية التي تضمن بيئة آمنة وسليمة لنا ولزبائننا دونما تعارض مع التوجيهات الحكومية بالمملكة».

ويشير المعولي إلى أنه «لا يخفى على الجميع أن جميع رحلات الطيران والحدود تم إغلاقها للحد من التنقل مما فرض علينا البقاء في المملكة دونما موعد محدد للرجوع لأرض الوطن، وعلى الرغم من ذلك لا نجد أنفسنا بعيدين عن وطننا الأم عمان لأننا في المملكة نتشارك مع أخواننا السعوديين الدين والثقافة والمبادئ وأننا في وطننا الثاني ونحن جميعا نحظى بلا شك بحقوق ورعاية صحية لا تقل عن ما يحظى به المواطن كوننا مواطني مجلس التعاون الخليجي، ومما يدل على اهتمام خادم الحرمين الشريفين حول ما يعيشه العالم من تفشي فيروس كورونا، كلمته التي ألقاها حيث جاءت تحمل في طياتها رسالة طمأنة للمواطن والمقيم في هذه الأرض المباركة وتأكيدا على حرص حكومة المملكة على توفير كافة ما يلزم للجميع، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يفرج عن سائر بلاد المسلمين وأن ينعم الجميع بالصحة والعافية».

إجراءات استباقية

من جهته، يقول محفوظ بن ناصر الرقادي، مدير إدارة التحقيقات والأخطار بمكتب الأمانة الفنية بالأمانة العامة لمجلس التعاون: «لله الحمد الوضع في المملكة مطمئن جدا والإجراءات الاستباقية المتخذة من قبل الحكومة ساهمت بشكل فعال وكان خطاب خادم الحرمين الملك سلمان للتأكيد على حرص المملكة على تسخير كل الإمكانيات في سبيل المحافظة على سلامة كل إنسان يعيش على هذه الأرض، حيث نطمئن الجميع بعدم وجود أي صعوبات على الإطلاق وجميع المستلزمات والخدمات متوفرة وبشكل منظم تشكر عليه جميع الجهات بالمملكة وهذه دلالة على المستوى والكفاءة العالية لدى الحكومة في إدارة مثل هذه الأزمة العالمية».

ويكمل الرقادي: «نحن كعمانيين نعمل في الأمانة العامة نتبع دولة المقر في نظام العمل، وتم تعليق العمل اعتبارًا من يوم الاثنين الماضي وهناك تنسيق عالٍ بين العمانيين في الرياض من خلال وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتم مناقشة جميع الأمور والاستفسارات من خلال مجموعة الواتساب التي بها موظفون من السفارة ومن الطيران العماني وهي أداة فاعلة جدًا، وجميعنا على تواصل من خلال هذه المجموعة».

ويؤكد الرقادي أن «الذي نطلبه من الحكومة في حال استمرار هذه الجائحة لفترة أطول بتسيير رحلة إلى مسقط في اقرب فرصة ممكنة مع مراعاة عدم الحاجة إلى وضعنا في الحجر نظرًا لوجودنا ولإتباعنا حجر منزلي منذ أسبوع واعتبار الإجراءات الاحترازية ذات المستوى العالي المتخذة في المملكة».

العمل من المنزل

أما وقاص بن أحمد الهنائي مهندس مشاريع أول في شركة WSP في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، فيقول: «في ظل الوضع الحالي الذي تشهده المنطقة بسبب انتشار فيروس كورونا، أمارس حياتي اليومية والعملية بشكل مستقر في العمل حيث قامت الشركة بإجراءات وقائية وإرشادية للموظفين وتسهيلات عن طريق العمل من المنزل قدر الإمكان وإجراء الاجتماعات عن طريق برامج التواصل الحديثة تجنبا من انتشار الفيروس».

ويؤكد الهنائي «يبقى الرجوع إلى الوطن هو التحدي الأكبر فقد اضطررت إلى إعادة عائلتي إلى الوطن والبقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة تحسبا لأي قرار يمنع الدخول أو إغلاق المنافذ وبالتالي خسران الوظيفة في حالة عدم استطاعتي العودة إلى العمل بعد فترة السماح».

عزلة قوية

من جهته، يقول المواطن علي بن أحمد الحضرمي مسؤول علاقات الزبائن بشركة شلمبرجير بالمملكة العربية السعودية: إن «الأوضاع في خضم أزمة وباء فيروس كوفيد-19 وانتشاره بصورة سريعة وكبيرة إلى مناطق كثيرة من العالم، ومن بينها المملكة العربية السعودية شأنها شأن باقي الدول، إلا أن الأوضاع داخل المجمع السكني الذي نقطنه والكائن بالمنطقة الشرقية بمدينة الخبر آمن وسليم ولم تسجل أي حالات إصابة؛ إلا إن مخاوف انتشار الفيروس قد أدت إلى وجود عزلة اجتماعية قوية سواء كانت داخل المجمع السكني أو بمنطقة الخبر بشكل عام». ويكمل الحضرمي، «وفي ضوء حجم المخاطر التي أوجدها مرض كورونا وتداعياته المتزايدة، وتزايد مخاوف الدول بكافة أرجاء العالم بالإضافة إلى تحذيرات منظمة الصحة العالمية من عدم سرعة اتخاذ إجراءات للحد من سرعة تفشي الفيروس، اتخذت المملكة ممثلة في وزارة الصحة حزمة من السياسات والإجراءات الهادفة إلى مواجهة هذا المرض من أجل الإبطاء والسيطرة عليه والحؤول دون إصابات جديدة وفقا لقاعدة الوقاية خير من العلاج».

ويؤكد الحضرمي أنه «وفي خضم أزمة كورونا التي تعصف بالعالم، ظهرت ثمة جوانب إيجابية على مستوى الحياة الاجتماعية، كتعزيز روح المسؤولية والتضامن بين الناس».

وأشار الحضرمي إلى أن إدارة الشركة، اتخذت العديد من الإجراءات الوقائية داخل المجمع السكني الذي يقيم فيه، كمنع التجمعات وإغلاق الأماكن الترفيهية بالمجمع مثل مناطق لعب الأطفال والسباحة والصالات الرياضة». وأشار الحضرمي إلى أن «الحاجة ملحة إلى التعاون الدولي الفعال في مجال الصحة العامة، كون أن هذا التعاون هو الأداة الأساسية اللازمة للقضاء على هذا الوباء العالمي».