العرب والعالم

الخارجية اللبنانية تستدعي سفيرة واشنطن على خلفية تهريب عميل لإسرائيل

20 مارس 2020
20 مارس 2020

تنحي رئيس المحكمة العسكرية -

بيروت -عمان- حسين عبدالله-(وكالات):-

استدعى وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي، أمس، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا، على خلفية إخراج عامر فاخوري المتهم بالعمالة لإسرائيل من سفارة واشنطن في بيروت.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية، إن «حتي» استدعى دوروثي شيا، واستمع منها إلى شرح حول حيثيات وظروف إخراج فاخوري من السفارة الأمريكية في عوكر قرب بيروت إلى خارج لبنان.

وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو اطلعت الأناضول عليه لطائرة أمريكية قالت إنها قادمة من قبرص وحطت في مقر السفارة الأمريكية في عوكر وقامت بنقل الفاخوري ومغادرة لبنان.

في السياق ذاته تنحى رئيس المحكمة العسكرية في لبنان امس احتجاجاً على حملة الانتقادات التي طالته إثر قراره إطلاق سراح مواطن أمريكي لبناني متهم بتعذيب سجناء عندما كان قيادياً في ميليشيا تعاملت مع إسرائيل أثناء احتلالها لجنوب لبنان.

وأقام الفاخوري على مدى عشرين عاماً في الولايات المتحدة. ولدى عودته إلى لبنان في سبتمبر الماضي، أُوقف وأطلق القضاء العسكري آلية ملاحقة بحقه. لكن المحكمة العسكرية اللبنانية قررت الإثنين إطلاق سراحه.

وقال رئيس المحكمة العسكرية العميد الركن حسين عبدالله في كتاب التنحي، وفق ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام، «احتراماً لقسمي وشرفي العسكري، أتنحى عن رئاسة المحكمة العسكرية التي يساوي فيها تطبيق القانون إفلات عميل، ألم أسير وتخوين قاض».

وأكدت مصادر قضائية لوكالة فرانس برس تنحي عبدالله «اعتراضاً على حملة الانتقادات التي شُنت ضده وتعرضه للتخوين» إثر القرار الذي اتخذته المحكمة العسكرية الإثنين الماضي بإطلاق سراح الفاخوري، والذي اعتبرت فيه أن الجرائم المسندة إليه بتعذيب سجناء في معتقل الخيام والتسبّب بوفاة اثنين منهم «سقطت بمرور الزمن العشري (أي مرور أكثر من عشر سنوات على وقوع الجرم)».

واعتبرت كتلة حزب الله النيابية أن على السلطة المعنية «إحالة» القضاة الذين أصدروا القرار «إلى المحاسبة».

وأثار الإفراج عن فاخوري حملة انتقادات في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وكان الفاخوري قيادياً في ميليشيا «جيش لبنان الجنوبي» الذي كانت إسرائيل تموّله وتسلّحه. وبعد خروج إسرائيل من لبنان، هرب العديد من أفراد هذه المجموعة الى إسرائيل أو الى دول أخرى. وقد عاد بعضهم خلال السنوات الماضية، وغالبهم لم يتولوا مسؤوليات في «جيش لبنان الجنوبي»، وخضعوا لمحاكمات، ونالوا عقوبات معظمها مخفف.

وكان الفاخوري غادر لبنان في العام 1998، قبل عامين من انسحاب الجيش الإسرائيلي. في العام ذاته، صدر حكم غيابي بحقه بالسجن لمدة 15 عاماً مع الأشغال الشاقة لاتهامه بالعمالة لإسرائيل.

ويلاحق الفاخوري أيضاً في دعوى أخرى رفعها عدد من المعتقلين السابقين في سجن الخيام الذي كان يحتجز فيه ناشطون لبنانيون وفلسطينيون ضد إسرائيل في الجنوب، بجرم اعتقالهم وحجز حريتهم وتعذيبهم.

وبعد إطلاق سراح الفاخوري، سارع مفوض الحكومة لدى محكمة التمييز الى طلب نقض الحكم وإصدار مذكرة توقيف بحق الفاخوري وإعادة محاكمته، فيما أصدر قاضي الأمور المستعجلة في النبطية في جنوب لبنان قراراً بمنعه من السفر لمدة شهرين. إلا أن مصدراً أمنياً قال لوكالة فرانس برس أن الفاخوري نقل «من لبنان في مروحية حطت أمس الأول على مدرج السفارة الأمريكية» في عوكر شرق بيروت. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأول أن الفاخوري «في طريقه» إلى الولايات المتحدة. وقال ترامب «عملنا بجدّ لتحريره»، مضيفاً «أشكر الحكومة اللبنانية التي عملت معنا»، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أمس أن وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي استدعى سفيرة الولايات المتحدة في لبنان دوروثي شيا، و« استمع منها إلى شرح حول حيثيات وظروف إخراج عامر فاخوري من السفارة الأمريكية في عوكر إلى خارج لبنان».

من جانبه شدد رئيس ​الحكومة​ ​حسان دياب​، في تصريح عبر وسائل التواصل الإجتماعي على أنه «لا يمكن أن تُنسى جريمة العمالة لإسرائيل»، مؤكدا أن «حقوق الشهداء والأسرى المحررين لا تسقط في عدالة السماء بمرور الزمن»​​​​​​.