humaid
humaid
أعمدة

توعويات: « امتيازات.. ولكن »

18 مارس 2020
18 مارس 2020

د.حميد بن فاضل الشبلي -

[email protected] -

نناقش اليوم موضوعا مرتبطا بالامتيازات التي يحصل عليها بعض زبائن البنوك ومؤسسات الصرافة المالية، ومن ضمنها بطاقة زبائن (VIP) حيث تعتبر هذه الخاصية خدمة تقدمها المؤسسات المالية لبعض زبائنها، حيث يحظون بحفاوة الاستقبال وتخليص المعاملة التي حضروا من أجلها بصورة خاصة وسريعة، والحقيقة أننا لا نختلف ولا نعارض لمثل هذه الامتيازات، وخصوصا بالمؤسسات التي تخصص غرفة أو شباك خاص لاستقبال أصحاب هذه البطاقات، ولكن رسالتنا التي نوجهها اليوم لبعض المؤسسات التي لا يوجد لديها مكان وغرف خاصة تستقبل بها أصحاب بطاقات (VIP)، فسلبية هذه الميزة أنه مع دخول صاحب تلك البطاقة إلى داخل البنك أو محل الصرافة، يتم تقديمه مباشرة لتخليص معاملته ولو كان هناك أفراد في الانتظار، وهي الصورة كما شاهدتها في الواقع.

وهنا سأحكي لكم المشهد الذي حدث مع الأخ أبو سالم الذي يحمل مثل هذه البطاقات المميزة، حيث يقول أنه في آخر زيارة قام بها للبنك أخذ موظف الاستقبال بالترحيب به ومن ثم مناداته بالتقدم للمكتب لتخليص معاملته، وفي تلك اللحظة كان رقم العميل يشير إلى شخص كان في الانتظار طلب منه الموظف بالتراجع حتى يتم إنجاز معاملة أبو سالم، في تلك اللحظة يقول أبو سالم شعرت بإحراج شديد وخصوصا أن ذلك الشخص كان من كبار السن، ناهيك عن وجود أفراد آخرين في الانتظار، أحسست من نظراتهم بوجود امتعاض لديهم نتيجة أني تقدمتهم بسبب تلك الخاصية التي منحتني إياها تلك البطاقة، ومع أني أنجزت معاملتي بصورة سريعة إلا أنني لم أشعر بالسعادة لهذه الخدمة، فهذا الموقف المحرج دفعني لاتخاذ قرار في حال قمت بزيارة البنك وتم تقديمي من قبل الموظف لتخليص معاملتي وهناك أفراد في الانتظار، فإني لن أقبل هذه الخدمة إذا لم تكن مخصصة في مكتب خاص لمثل هذه الامتيازات، ولن أقدم على التقدم لتخليص معاملتي وهناك أفراد كانت تنتظر أدوارها منذ وقت طويل.

وفي هذا الصدد نتمنى من البنك المركزي، بتوجيه هذه المؤسسات في وضع حلول لهذه الملاحظة، وذلك من أجل إبعاد الحرج الذي قد يطال بعضهم، والحقيقة من الصعب للشخص أن يحضر إلى مؤسسة ويتم تقديمه على من سبقه في الانتظار ولو كان يحمل بطاقة فيها هذا الامتياز، وخصوصا أن سمة المجتمع وشخصية العماني لا تسمح له بأن يتم تقديمه على كبار السن أو من سبقه للوصول إلى ذلك المكان، وهنا لكي لا يحدث هذا الإحراج، فإنه من الجميل أن يحظى أصحاب هذه البطاقات بنوع من الخصوصية بتوفير مكتب خاص يقوم باستقبالهم فيه بعيدا عن الإحراجات، وبدون أن يمتعض بقية عملاء المؤسسة في حالة تقديم شخص أمامهم، مع العلم أن أصحاب هذه البطاقات يقوم الزبون بدفع رسوم سنوية من أجل الحصول على هذه المزايا أو أن يكون لديه مبلغ مالي ثابت في الحساب، ولكن نتمنى أن تكون هناك طريقة أخرى نحافظ فيها بين خصوصية المجتمع وبين المزايا التي يستحق للزبون أن يستمتع بها.

والحقيقة هناك مؤسسات مالية لديها هذه الخاصية، فالزبائن الذين يصنفون من فئة (VIP) يتم استقبالهم في مكاتب خاصة، وهذا ما نتمناه موجود في بقية المؤسسات المالية التي لم تقوم بتوفير هذه الخاصية إلى الآن، أو أن يتم معاملة جميع الزبائن بنفس المستوى في حالة قيامهم بسحب أرقام الانتظار، فلا يمكن توقيف الدور في حالة وصول زبون يحمل بطاقة أو صفة (VIP) ومن ثم تقديمه لتخليص معاملته وهناك من سبقه في الوصول والانتظار، وختاما الموضوع يحتاج إلى التفكير خارج الصندوق لإيجاد حلول ترضي الطرفين وبعون الله المؤسسات المالية المحلية قادرة على ذلك.