العرب والعالم

«أنصار الله» تعلن السيطرة على الجوف و«التحالف» يدمّر زورقين قبالة سواحل الحديدة

17 مارس 2020
17 مارس 2020

الحجرف يؤكد موقف «التعاون» الثابت لإنهاء الأزمة اليمنية في الحل السياسي -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد:-

أعلن المتحدّث الرسمي للقوات المسلّحة (الموالي لأنصار الله) العميد يحيى سريع عصر أمس تفاصيل العملية العسكرية الواسعة التي أطلق عليها أسم «فأمكن منهم . مؤكداً السيطرة على كافة مديريات محافظة الجوف (شمال شرق اليمن)، عدا بعض المناطق في مديرية خب والشعف وصحراء الحزم خلال العملية.

وأوضح العميد سريع في بيان بثّته قناة «المسيرة» الفضائية أن «عملية فأمكن منهم أدّت لدحر المنطقة العسكرية السادسة التابعة للقوات الحكومية بجميع ألويتها العسكرية ووقوع المئات من القوات بين قتيل وأسير ومصاب».

وأضاف أن «القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر شاركا بعملية فأمكن منهم، بأكثر من 50 عملية ردّاً على التصعيد الجوي» وأشاد «بالدور البارز والمشرّف لقبائل الجوف في تحقيق هذا الإنجاز الكبير». مؤكدا «الاستمرار في العمل على تحرير كافة أراضي الجمهورية».ولفت إلى أن «قواتنا تعمل على تطبيع الأوضاع بمحافظة الجوف بعد دحر قوات العدو من كافة مديرياتها».

كما صرّح المتحدّث الرسمي باسم قوات «تحالف دعم الشرعية في اليمن»، العقيد الركن تركي المالكي، بأن قوات التحالف البحرية رصدت صباح أمس محاولة لجماعة أنصار الله المدعومة من الخارج للقيام بعمل عدائي وشيك بجنوب البحر الأحمر باستخدام زورقين مفخّخين ومسيّرين عن بعد، قامت الجماعة بإطلاقهما من محافظة الحديدة».

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن العقيد المالكي، أنه تم إعطاب وتدمير الزورقين اللذان يمثّلان تهديداً للأمن الإقليمي والدولي وطرق المواصلات البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.

واتّهم المالكي «أنصار الله» بأنها «تتّخذ من محافظة الحديدة مكاناً لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيّار والزوارق المفخّخة والمسيّرة عن بعد، وكذلك نشر الألغام البحرية عشوائياً، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وكذلك انتهاك لنصوص اتفاق ستوكهولم واتفاقية وقف إطلاق النار بالحديدة»، لافتاً إلى أن عدد الزوارق المفخّخة والمسيّرة عن بعد التي تم رصدها وتدميرها بلغ 46، وبلغ عدد الألغام البحرية التي تم اكتشافها وتدميرها 153.

وشدّد العقيد المالكي على أن قيادة القوات المشتركة للتحالف «مستمرة بتنفيذ الإجراءات الصارمة والرادعة ضد هذه الجماعة، وتحييد وتدمير مثل هذه القدرات التي تهدّد الأمن الإقليمي والدولي».

وتشهد مديرية صرواح في محافظة مأرب (شرق صنعاء) معارك شرسة بين قوات «أنصار الله» والقوات الحكومية، بالتزامن مع عشرات الغارات الجوية التي تشنّها مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية على المنطقة.

وأعلنت مصادر عسكرية أن جماعة «أنصار الله» سيطرت أمس على معسكر كوفل (اللواء 312 مدرّع) الاستراتيجي وميسرة جبهة صرواح، بعد مواجهات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسّطة، أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من الجانبين.

وقالت المصادر إن قوات «أنصار الله» تقترب من مناطق الدمنة والطلعة الحمراء والسد، والتي تبعد كيلومترات قليلة عن مدينة مأرب (مركز المحافظة).

من جهته قال المتحدّث الرسمي للقوات المسلّحة (الموالي لأنصار الله) العميد يحيى سريع في بيان إن «الدفاعات الجوية» تمكّنت أمس من التصدّي لتشكيل قتالي مكوّن من عدد من الطائرات الحربية «المعادية» في سماء مديرية صرواح بمحافظة مأرب.

وأضاف سريع أن «الطائرات المعادية أجبرت على المغادرة قبل تنفيذ أي أعمال عدائية»، موضّحاً أن عملية التصدّي تمّت بعدد من صواريخ «فاطر1».

سياسياً: أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية معالي الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، على الموقف الثابت لمجلس التعاون لإنهاء الأزمة اليمنية من خلال الحل السياسي المستند إلى المرجعيات الثلاث المتمثّلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216، وذلك لدى اجتماعه أمس الأوّل مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.

وأشاد الحجرف في بيان نشره الموقع الإلكتروني للأمانة العامة لمجلس التعاون «بالجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة في اليمن وفق تلك المرجعيات، وما تقدّمه من دعم إغاثي وإنساني من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والدعم التنموي من خلال المشاريع التي ينفّذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، لمساعدة أبناء الشعب اليمني».

في غضون ذلك التقى مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة «المجلس الانتقالي الجنوبي» اللواء سالم عبد الله السقطري، المستشار السياسي في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن فادي المعوشي. وأكد السقطري على أهمية دور الأمم المتحدة في الدفع قدماً بعملية السلام، مشيراً إلى أن المجلس الانتقالي «حريص كل الحرص على إنجاح هذه المساعي، وتعاطى بكل مسؤولية في سبيل الوصل إلى حلول ترفع المعاناة عن كاهل الشعب وتنهي حالة الاحتراب وتقود لإحلال السلام الدائم والمستدام».

وأشار إلى أن «جهود المجلس الانتقالي نحو إرساء السلام في المناطق المحرّرة والمناطق الجنوبية على وجه الخصوص، تصطدم بتعنّت وتزمّت الأطراف التي لا تؤمن بفكرة القبول بالآخر وبحق الشراكة وبأهمية تعزيز الجبهة الداخلية وضرورة استعادة مؤسسات الدولة وتطبيع الحياة»، مؤكداً أن المجلس «ما زال يتطلّع لدور فاعل وأكبر سواء من التحالف العربي لممارسه ضغوطه لتنفيذ اتفاق الرياض، أو من خلال المبعوث الدولي للوقوف أمام الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه المناطق الجنوبية».

وقال السقطري «مع الأسف الحكومة لم تلتزم بتعهداتها نحو اتفاق الرياض وهناك أطراف متشدّدة في الحكومة لا ترغب في تطبيع الحياة في عدن وفي بقية المحافظات، وتريد إبقاء الوضع في عدن في حالة فراغ سواء من الناحية الإدارية والتنفيذية أو الأمنية وهي هنا تتحمّل كامل المسؤولية عن تبعات هذا الوضع».

وذكر أن «الطرف الحكومي لم يلتزم بالتنفيذ وترتّب على ذلك التعنّت خسارة محافظة الجوف ومناطق استراتيجية في مأرب، وإذا ما استمر الحال فإن القادم سيكون أكثر سوءًا، وقد تجد الشرعية نفسها تخسر آخر مواقعها في المناطق الشمالية». من جانبه عبّر فادي المعوشي عن «قلق المبعوث الأممي مارتن جريفيث من بطء سير عملية تنفيذ اتفاق الرياض وانعكاساته السلبية على عملية السلام في اليمن»، مؤكداً «حرص المبعوث الأممي الشديد على متابعة تطورات الوضع اليمني بما فيه الوضع في الجنوب وسعيه الدؤوب لوصول جميع الأطراف إلى حل سياسي سلمي شامل لكافة القضايا على الساحة اليمنية».