oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

إرشــــادات واحـــترازات لابـد مــــنها

15 مارس 2020
15 مارس 2020

مما لاشك فيه أن الأزمات تظهر معادن البشر، كما أنها تقوي العزائم في سبيل بناء المستقبل الأفضل، وفي تجربة السلطنة فقد سبق أن مررنا بإعصار جونو عام 2007م وغيرها من تجارب الأعاصير التي عززت العمل التشاركي والجماعي لأجل الكل، بما يعكس الروح الوطنية العالية لدى الجميع.

قد تكون جائحة كورونا «كوفيد 19» مختلفة، فهي وباء عالمي يتكاتف الجميع على الحد من انتشاره سواء على مستوى الدول أو على الصعيد العالمي، لكن الفكرة الأساسية هي أن التكاتف لأجل الخروج من الأزمة ضروري، حيث أن عدم الالتزام من قبل طرف معين ينعكس على الجميع لا قدر الله.

لهذا يجب التأكيد على أن تعطيل الأنشطة الجماعية والرياضية والمدارس والهيئات التعليمية وغيرها، يجب أن يصب في صالح الحد من انتشار الوباء وليس العكس.

فنحن في وضع أزمة، حيث يجب ألا نحول تلك الإجازة الاضطرارية إلى رفاهية أو كأنها فترة راحة، إنما هي من جهة أخرى تدعو للانتباه والاستفادة منها، لاسيما لأطفالنا وهم في البيوت، سيكون عليهم توظيف الوقت واستثماره في هوايات مفيدة أولها القراءة التي تبني الأذهان فلا تنهض أمة إلا بالعلم والمعرفة.

بالنسبة للطلبة في مستويات الدبلوم فقد أعلنت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع تلفزيون سلطنة عمان البدء في بث برنامج للدروس التعليمية على الهواء للصف الثاني عشر على قناة عُمان مباشر، لتقديم هذه الدروس وفق المناهج الدراسية طوال فترة تعليق الدراسة، وهذا يعني ضرورة الاستفادة من ذلك لكل الطلبة في هذا المجال.

كذلك فثمة بدائل أخرى كالتعليم من بعد أو الاستفادة من محتوى اليوتيوب التعليمي، وهو لا حصر له، وغيرها من الأمور التي يمكن أن تشغل الوقت بما يفيد.

يبقى التأكيد على أهمية الخروج من الوضع الحالي بإذن الله وقد استفادت الناس من التجربة حتى لو كانت قاسية، فالظروف التي يمر بها العالم اليوم عصيبة بالفعل تستدعي التدبر والـتأمل في أن الحياة ليست سهلة في كل الظروف، كما أن على الإنسان أن يكيف نفسه للعيش في أي ظرف كان.

يجب التأكيد على المعاني المشتركة والإحساس الجماعي بالأزمة وألا يتحول الأمر عند البعض إلى شعور يخلو من الجدية أو التندر، فالوضع الحقيقي في كل العالم يدعو للانتباه والتقيد بالتعليمات، فما يحدث في عالمنا غير مسبوق منذ قرون طويلة، وربما لم يحدث من قبل.

فيما يتعلق بالسلع والأسواق والمواد الغذائية وغيرها من الحاجات اليومية في الحياة بما في ذلك المواد الطبية، فقد أعلنت الجهات المسؤولة عن القيام بواجبها في هذا الإطار، ولابد أن إنفاذ الصالح العام يتطلب تلك الروح الجماعية كما سبق التأكيد من الجميع مواطنين كانوا أم مقيمين على حد سواء.

نسأل الله السلامة وأن يحمي الجميع، ويلطف ببلادنا وجميع بلدان العالم، إنه مجيب الدعاء.