1453958
1453958
العرب والعالم

هجوم انتحاري مزدوج قرب السفارة الأمريكية في تونس

06 مارس 2020
06 مارس 2020

أوقع قتيلا و6 جرحى -

تونس - (أ ف ب) : أعلنت وزارة الداخلية التونسية أمس مقتل أمني واصابة ستة اشخاص اثر هجوم انتحاري لاثنين من «الارهابيين» ضد قوات الامن القريبة قرب مقر السفارة الأمريكية في عملية هي الأولى منذ 19 يونيو 2019.

وقبل ثمانية أشهر استهدف هجوم مزدوج في تونس قوات الامن وقد تبناه «تنظيم داعش» وقتل فيه أمني ومدني.

واعلنت وزارة الداخلية «قيام نفريْن الجمعة 6 مارس 2020 السّاعة 11,00 صباحا (10,00 تغ) باستهداف دوريّة أمنيّة مركّزة بمنطقة البحيرة 2 بالشّارع المقابل للسّفارة الأمريكية وذلك بتفجير نفسيهما».

أسفرت العمليّة عن «مصرع الإرهابيّيْن وإصابة خمسة أعوان أمن إصابات متفاوتة الخطورة وإصابة مدنيّ إصابة خفيفة»،وفقا للبيان.

عبوة تقليدية الصنع

وكشف وزير الداخلية هشام المشيشي في مؤتمر صحفي ان الحصيلة الأولية للهجوم اسفرت عن مقتل أمني وجرح خمسة آخرين بالاضافة الى امرأة وكلهم في المستشفى و«حالتهم مستقرة».

وتابع المشيشي «تم استعمال عبوة تقليدية الصنع في الهجوم وجار التحقق من مصدرها ومن شارك في صنعها» ولم يكشف عن هوية منفذي الهجوم «الارهابي اليائس».

وفي بيان لاحق أفادت الداخلية ان «الملازم أوّل توفيق محمّد الميساوي استشهد» ويبلغ من العمر 52 عاما وأب لثلاثة أطفال.

وأكدت مصادر من الشرطة في المكان ان المهاجمين تنقلا بواسطة دراجة نارية واقتربا من الامنيين وسمع دويّ انفجار واحد.

وأفاد هيكل بوكرع (49 عاما) أن «مقر عملي يبعد 300 متر ورغم ذلك فإن قوة الانفجار زعزعت زجاج المبنى» وتابع لفرانس برس «دبت الفوضى والخوف بين زملائي».

وأكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة خالد الحيوني لإذاعة موزييك اف ام «لا ننفي الصبغة الارهابية لكنها عملية يائسة .. الدورية الأمنية هي التي كانت مستهدفة وليست السفارة الأمريكية».

من جهتها، ذكرت السفارة الامريكية في بيان مقتضب على فيسبوك ان «فرق الطوارئ بصدد الاستجابة للانفجار الذي وقع قرب السفارة الأمريكية. يرجى عدم التواجد بالمنطقة ومراقبة وسائل الإعلام واتباع التعليمات الأمنية».

وقد وضعت كافّة الوحدات الأمنيّة في حالة تأهّب قصوى لمواجهة أية مخاطر محتملة، وفقا للداخلية.

وأوقفت الشرطة شابا عشرينيا في المكان، بحسب مراسل فرانس برس.

وقد انتقل عناصر الادلة الجنائية بسرعة الى المكان بواسطة مروحية وشوهدت أشلاء من جسد المهاجمين متناثرة على مقربة من مكان التفجير.

وأظهرت صور المارة مذعورين قرب السفارة، في ضاحية ضفاف البحيرة التي تبعد بضعة كيلومترات عن مركز العاصمة.

وتم تعزيز انتشار عناصر الامن وسط العاصمة قرب وزارة الداخلية، وفقا لمراسل فرانس برس.

وأشار الحيوني الى ان العملية تتزامن مع الذكرى الرابعة لهجمات مدينة بن قردان.

وفي مارس 2016، هاجم عشرات المتطرفين منشآت أمنية في بن قردان (جنوب شرق) ما أدى الى مقتل 13 عنصرا من قوات الأمن وسبعة مدنيين والقضاء على عشرات المسلحين المتطرفين.

ولم يتبن الهجوم اي تنظيم متطرف حتى الآن.

استمرار حالة الطوارئ

نددت أحزاب سياسية بالهجوم كما نشر مجلس نواب الشعب بيان يؤكد «نُدين إدانة شديدة هذه الجريمة النكراء».

كما تلقى وزير الشؤون الخارجية نور الدين الريّ مكالمة هاتفية من وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني الليبية محمد الطاهر سيالة يعبّر فيها عن «إدانة الحكومة الليبية الشديدة للتفجير الإرهابي».

ولا تزال تونس تعيش على وقع الهجمات التي شنها مسلحون واستهدفت قوات الامن والشرطة والجيش والسياح كما يستمر فرض حالة الطوارئ منذ العام 2015 حين استهدف انتحاري حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة ما ادى الى مقتل 12 امنيا.

وتتمركز الجماعات المسلحة أساسا في منطقة جبال الشعانبي في محافظة القصرين غرب البلاد والحدودية مع الجزائر منذ ثورة 2011 حين بدأت الجماعات الدينية المتشددة في الظهور.

وكان مئات من المحسوبين على التيار السلفي هاجموا السفارة والمدرسة الامريكيتين في 14 سبتمبر 2012، احتجاجا على فيلم مسيء للاسلام أنتج في الولايات المتحدة.

وقد أحرق المهاجمون وخربوا بشكل جزئي مبنى السفارة والسيارات في مرآبها، كما احرقوا ونهبوا المدرسة الأمريكية. وقتلت الشرطة اربعة من المهاجمين وأصابت العشرات خلال تصديها لهم.

وعام 2015 نُفذت عمليتان مسلحتان استهدفت سياحا في متحف باردو بالعاصمة ومنتجعا سياحيا في ولاية سوسة (شرق) قتل فيها العشرات.

وغالبا ما تدعو السلطات الامنية الى ضرورة اليقظة رغم تحسن الوضع الأمني في البلاد.

ووفقا لوزير الداخلية فإن القوات الأمنية في «حرب يومية ومتواصلة للقضاء هذه الجماعات».

وتشن قوات الجيش عمليات تعقب لمسلحين منتشرين في جبال الشعانبي والمناطق المتاخمة وتعلن من حين لآخر مقتل قيادات وضبط أسلحة.

وفي أكتوبر 2019 فجرت امرأة نفسها بعبوة ناسفة في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة مستهدفة قوات الأمن.

وأعلن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» اواخر فبراير مقتل القيادي التونسي سيف الله بن حسين «أبو عياض» في مالي اثر غارة فرنسية.

ويأتي التأكيد بعد عام من مقتل الجزائري جمال عكاشة الملقب بيحيى ابو الهمام الذي أعلنت عنه الحكومة الفرنسية في 22 فبراير 2019.