1451996
1451996
عمان اليوم

بدء أعمال المؤتمر العربي «الإنسان أداة التنمية» لدعم سرعة التغيير للأساليب والتوجهات الإدارية

04 مارس 2020
04 مارس 2020

بحث تمكين الكفاءات وتعزيز الشراكة لتحقيق إنتاجية واستثمار أمثل -

كتبت - مُزنة بنت خميس الفهدية -

أكد معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية أمس في بدء أعمال المؤتمر العربي الإنسان أداة التنمية في نسخته الثانية تحت شعار «الأدوار المستقبلية لممارسات الإدارة العامة» أن الإنسان هو أداة التنمية وغايتها وهدفها وهو شعار عملت به السلطنة بفضل العناية والتوجيهات السامية من المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- وهذا النهج بإذن الله مستمر من خلال ما أكد عليه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- في خطابه السامي الأخير.

‏وأوضح المرهون أن السلطنة قطعت أشواطا كبيرة للغاية للاهتمام بالعنصر البشري وهذا ما نراه الآن من إشادة في العالم الدولي والعربي بالقدرات والكفاءات العمانية وما هو إلا دليل على أن السلطنة وصلت إلى ما تصبو إليه في تنمية العنصر البشري، مضيفا أن المؤتمر يقدم أحدث الممارسات الدولية في مجال تطوير الإدارة العامة وتحسين جودة الخدمات الحكومية والتركيز على منظومة صنع السياسات واتخاذ القرارات الاستراتيجية، والاستثمار الأمثل للنظم والموارد المتاحة.

جاء ذلك خلال رعايته افتتاح أعمال المؤتمر العربي الإنسان أداة التنمية في نسخته الثانية تحت شعار «الأدوار المستقبلية لممارسات الإدارة العامة» في فندق فريزر سويتس، بحضور عدد من المسؤولين، ومشاركة واسعة من مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية، ويهدف المؤتمر الذي يستمر يومين وتنظمه وزارة الخدمة المدنية بالتعاون مع شركة الرعاية الأولى لتنظيم المؤتمرات والندوات إلى تعزيز التنافسية وآليات تفعيل البنية الأساسية الذكية لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة والاستفادة من التجارب العربية والدولية الرائدة في هذا المجال.

رؤية عمان 2040

من جهته قال سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الإداري «إن رؤية عمان 2040 هي مشروع تحول كامل للسلطنة، حيث راعت متطلبات العصر، وتم تشكيل عدة فرق في مختلف أنحاء السلطنة، حيث اعتمدت رؤية عُمان 2040 ثلاثة محاور رئيسية هي: «الإنسان والمجتمع» و«الاقتصاد والتنمية» و«الحوكمة والأداء المؤسسي»، ويحتوي كل محور على مجموعة من الركائز التي تثريه وتساهم في تطويره موضوعيًّا.

وأشار إلى أبرز مبادرات وزارة الخدمة المدنية لتحقيق شعار المؤتمر هي موازنة البرامج والأداء، ومنظومة الأداء الفردي، والإطار الوطني للإجادة، والمنظومة الوطنية للتوظيف وشغل المناصب العليا، والشراكة بين القطاع الخاص والعام.

أهداف التنمية المستدامة

وتطرق البوسعيدي إلى الحديث عن أهداف التنمية المستدامة، وهي مجموعة من الأهداف التي وضعتها الأمم المتحدة والتي تعرف أيضا باسم الأجندة العالمية 2030، وهي رؤية ودعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الشعوب بالسلام والازدهار بحلول عام 2030 ، مشيرا إلى أن أهداف التنمية المستدامة هي أهداف مترابطة وغالبا النجاح في تحقيق هدف بعينه في معالجة موضوع محدد يؤدي إلى تحقيق الأهداف الأخرى، حيث تقتضي أهداف التنمية المستدامة التعاون والعمل مع جميع الشركاء حتى يتم اتخاذ الخيارات الصحيحة لتحسين الحياة بطريقة مستدامة للأجيال القادمة وتوفر مبادئ وغايات واضحة لجميع البلدان لتعتمدها وفقا لأولوياتها وخططها الوطنية مع تسليط الضوء على التحديات البيئية التي يواجهها العالم بأسره.

إعادة اختراع الإدارة

وقال نايف بن أحمد بن سعيد الشنفري رئيس مجلس إدارة شركة الرعاية الأولى لتنظيم المؤتمرات والندوات« إن الاتجاه العالمي نحو إعادة النظر جذریا في وظائف وتوجهات الإدارة المعاصرة وأسالیبها ومواكبة مقتضيات العصر من سرعة التقدم التكنولوجي وسرعة التطبيقات لمتطلبات المستقبل يتطلب سرعة التغيير لأساليبنا في الإدارة وجهودنا لتقديم الخدمات، وقد جاء مفهوم إعادة اختراع الإدارة من مدارس وممارسات الإدارة في الولایات المتحدة الأمریكیة إلا أنه یعبر عن تطورات عالمية بالغة الأهمیة سواء في أوروبا وآسیا ودول العالم النامي أدت إلى ظهور مرحلة تطور جذري في توجهات الحكومات المعاصرة وأساليب إدارتها.»

وأضاف الشنفري:« إن مواكبة المتغيرات ليست عملية سهلة وأنها ليست مستحيلة أيضا ولكنها تبقى تحديا عظيما على الحكومات المتطلعة لخوض غمار القرن الحادي والعشرين أن تواجهه كل يوم.»

جلسات نقاشية

وتتضمن أعمال المؤتمر على مدى يومين تنظيم 4 جلسات نقاشية تشتمل على تقديم 11 ورقة عمل تحمل كل منها قضايا رئيسية تشكل في مجملها رؤية مستقبلية تُعالج أهداف المؤتمر، ‏واشتملت أعمال المؤتمر أمس على جلستي عمل تناولت الجلسة الأولى تشخيص واقع الإدارة والتحديات الجوهرية، وتتطرق الجلسة الثانية إلى استراتيجيات التغيير لإعادة اختراع الإدارة، أما جلسات اليوم وهي الجلسة الثالثة التي تتحدث عن الشراكة بين القطاع العام والخاص ورفع مؤشرات التنافسية، والجلسة الرابعة تتناول الثورة الصناعية الرابعة وانعكاساتها على الأنماط الإدارية.

‏ حلقات العمل

ويصاحب المؤتمر تنظيم حلقات عمل متنوعة وهي تحليل تقرير التنافسية والمقارنات المعيارية، حيث تهدف حلقة العمل إلى قياس مجموعة من المؤشرات التقرير التنافسية من حيث معززات الكفاءة وجاهزية التكنولوجيا والابتكار والتقرير كأداة مهمة لصانعي القرار في القطاعين العام والخاص، وحلقة إعادة هندسة العمليات الإدارية في الهندرة وتهدف إلى إعادة التفكير والتصميم الجذري للعمليات الرئيسية بالمؤسسات لتحقيق نتائج تحسين هائلة في مقاييس الأداء العصرية الخدمة والجودة والتكلفة وسرعة إنجاز العمل، بالإضافة إلى حلقة عمل الإبداع الإداري والتفكير الابتكاري التي تهدف إلى إجراء تحسين في الاستراتيجيات والإجراءات وأدوات وأساليب العمل ومراجعتها من وقت إلى آخر لضمان جودة العمل والتفكير الابتكاري للوصول للهدف بأقل تكلفة وأسرع وقت ممكن.

الجدير بالذكر، يأتي تنفيذ مؤتمر الإنسان أداة التنمية «الأدوار المستقبلية لممارسات الإدارة العامة» بهدف دعم سرعة التغيير للأساليب والتوجهات الإدارية وتطوير البنية الأساسية الرقمية ومواكبة التقدم التكنولوجي لتحقيق التنافسية والتنمية المستدامة، ويسعى المؤتمر إلى نقل المعرفة والمتابعة المستمرة لرصد ممارسات التنمية الإدارية ورفع معدلات التنافسية على المستوى الدولي من خلال تمكين الكفاءات وتعزيز الشراكة لتحقيق الإنتاجية والاستثمار الأمثل للنظم والحلول المبتكرة لرأس المال البشري.