1450062
1450062
مرايا

بمحافظة جنوب الشرقية - مشكـلات الشبـاب تتصـدر عـروض مسـرح «إبداعــــــات شبابية»

04 مارس 2020
04 مارس 2020

قراءة وحوار - ‏سُعاد بنت فايز العلوية -

استطاع المخرج الشاب أحمد بن جميل المخيني أن يحصد لقب أفضل عرض مسرحي متكامل أول ضمن تصفيات المرحلة الثانية على مستوى أندية محافظة جنوب الشرقية في مسابقة إبداعات شبابية التي تنفذها وزارة الشؤون الرياضية في نسختها السابعة. حيث حصدت مسرحية (عفسة) للجنة الشبابية بنادي العروبة هذا اللقب من بين ٦ عروض مقدمة من أندية مختلفة بمحافظة جنوب الشرقية. فيما جاءت في المركز الثاني مسرحية (مناشير)، لنادي الطليعة بولاية صور، وحصلت مسرحية (لو كان في الباكيت) لنادي صور لقب أفضل عرض مسرحي ثالث.

مضامين العروض الفائزة

وقد تصدرت قضية الباحثين عن عمل العروض الثلاثة الأولى، حيث ناقشت العروض هذه القضية من منظور الباحثين عن عمل ومنظور المجتمع المحلي وكذلك منظور مؤسسات الدولة. وقد تم التركيز من خلالها على تبعات هذه القضية التي يكاد يعاني منها كل منزل وعلاقتها مع الوضع الاقتصادي للدولة وغلاء المهور، والمتمثل بعضها في تأخر سن الزواج للجنسين على حد سواء، بالإضافة إلى كثرة زواج المصلحة، والزواج غير المتكافئ فكريا؛ من أجل تحسين الوضع المادي للأسر، والتي قد تنتج عنها في الغالب خلافات قد تمتد حتى انتهاء العلاقة.

كذلك جسدت العروض معاناة الباحثين عن عمل مع شركات القطاع الخاص في ظل شح الوظائف للجامعيين، وغياب الرقابة عليها. بالإضافة إلى الشروط غير المنطقية للتقدم للوظائف المطروحة.

1- (مسرحية عفسة) :

مسرحية عفسة - للمخرج أحمد المخيني- جاءت صريحة في الطرح من حيث النص والرؤية الإخراجية. تدور أحداثها في ثلاثة أماكن رئيسية، وبين شخصيتين أساسيتين في النص وهما نصيب الشاب الباحث عن عمل (الذي تدور عنه الأحداث) وصديقه الناصح والموجه له أبو أمل (وهي شخصية شاب سكِّير، بمثابة المحرك والمغري لـ نصيب)، فيما يضم النص شخصية أم نصيب والفتاة التي يود الزواج بها ووالدها.

نصيب باحث ولديه تجارة بسيطة، يطمح في الزواج من فتاة فعّالة في وسائل التواصل الاجتماعي و(فاشنيستا)، ويذكر ذلك في إحدى عبارات النص أنه من زواجه بها سيحقق عددا من الأهداف ولكنه ينتظر الوظيفة حتى يستطيع تدبير المهر. الفتاة فاشنيستا وتطمح ببيت حديث وسيارة باهظة الثمن وقد اشترط والدها مهرا ٩٠٠٠ مع تحمّل العريس كافة تكاليف الزواج.

فيأخذ نصيب النصيحة من صديقه أبو أمل الذي أشار إليه بالاقتراض منه، فتدور الأحداث على هذا النحو من متطلبات كثيرة وزواج فاشل وعدم إحساس بالمسؤولية. فيكون على نصيب إرجاع السلف لصاحبه، والذي أشار عليه عنوة بأن يزور أحد الروحانيين لتحسين وضعه ومعرفة سبب ضياع الفرص من بين يديه وعدم تمام مخططاته وطموحاته.

فيما برزت في العرض شخصية (بو أمل) الذي أبدع في تجسيد دور الرجل السكّير، مرورا بالدقة في اختيار الحكم التي تضمنتها حواراته.

ولم يبذل مخرج النص جهدا في جعل العرض رمزيا إلى حد ما، فقد كان صريحا للمتلقي والدروس المرجوة منه واضحة ومباشرة.

بينما استطاع المخرج أن يتقن رسم السينوغرافيا التي أعطت المشاهد حبكتها ونكهتها، والاستعانة بعدد من الممثلين الثانويين لتجسيد المشاهد الروحانية، تخللت العرض مقاطع غنائية أعطت العرض جوا معبرا عن مضامين فكرة النص.

٢- (مسرحية مناشير) :

ركز النص-الذي قدمته اللجنة الشبابية بنادي الطليعة - حول قضية الباحثين عن عمل كذلك، عن شاب باحث عن عمل يدعى (جعروف ) ، يواجه العديد من التجارب حين التقدم للوظائف مع العديد من الشركات، يصادف شخصيات لمديرين مختلفة وآخرين يسعون للمناصب والبعض الآخر للمال. ناقش موضوع كثرة المقابلات الوظيفية التي يتم فيها تعجيز الباحث عن عمل، مع شرط الخبرة العملية.

جعل المخرج - نصر البوسعيدي- العرض رمزيا بعض الشيء، حين أعطى للممثلين أكثر من حوار لأكثر من دور في مشاهد قصيرة، وهذا ما جعل الجمهور يتشتت بعض الشيء وهو ما دعاهم للتفكير حين حدث تبادل في الأدوار بين شخصية الشاب الأساسي . أحد الممثلين، ولعلي أرى أن المخرج بذلك أراد إيصال رسالة للجهات المعنية والناس بأن هناك الكثير من (جعروف)، والكثير ممن اصطدموا بنفس الظروف والمستقبل. كذلك هنا المخرج وظف ديكورا بسيطا يتناسب مع فكرة تنقل المشاهد وتغيرها، ولعلِّي أراه هنا لم يوفق بعض الشيء في نقل الجمهور معه بنفس سرعة انتقال المشاهد أو لنقل انتقال التجاري الذي مر به (جعروف). السينوغرافيا لعبت دورا جميلا في العرض وكذلك توظيف الموال الغنائي لإحدى الممثلات، والتي بدورها أدت مشهدا بكائيا رائعا برغم بساطته؛ كان يكفينا مشاهدة اللمعان في عينيها وهي تتحدث مع حبيبها وتخبره أنها ملّت من انتظاره طيلة السنوات دون حصوله على وظيفة أو حتى مصدر دخل مؤقت، وأنها لا تود أن ترضخ لطلب إبن عمها الزواج منها؛ لأنه لا يتوافق مع طموحاتها ورغباتها.

٣- لو كان في الباكيت

عرض (لو كان في الباكيت) لمخرجه مبارك المسكري، لشبابية نادي صور، كان عرضا ممتعا، استطاع المخرج من خلاله أن يجعل الجمهور يتفاعل مع كل الحركات وجميع الشخصيات أدت أداء مرضيا على الأغلب.

النص ناقش قضية الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي من قبل الشباب والمراهقين، استطاع من خلاله إيصال رسالة واضحة، وهي أن الخلل يكمن في طريقة الاستخدام وليس في هذه المواقع ذاتها.

جعل النص مواقع التواصل في شخصيات ناطقة تتحدث مع البشر وتعرّف عن نفسها ومميزاتها وتتباهى فيما بينها. ناقش النص عواقب الاستخدام الخاطئ لهذه الوسائل ومايترتب عليها من حالات ابتزاز، وتدن في المستوى التحصيلي للطلاب.

ماذا قال مخرجو العروض الفائزة قبل النتائج؟

وقال المخرج أحمد بن جميل المخيني مخرج عرض (عفسة) : مسرحية عفسه تتكلم عن قضية اجتماعية معاصرة تلامس الشباب العماني في وقتنا الحالي وفكرتها بأنه هناك شخص يُسير من قبل شخص آخر إلى أن يدمره وأحيانا نجد شبابا يسمعون للغير وينفذون كل ما يقولون لهم في حياتهم.

كانت قضايا المسرحية تتحدث عن التعجيز في التوظيف والزواج رغم أن حال الطبقات الاجتماعية بين المجتمع متقاربة وتم اختيار هذه القضايا لأنها تلامسنا نحن كشباب.

أما في فكرة الإخراجية فهي بسيطة ومباشرة وكان هناك الاشتغال على الانتقال بين الأحداث في أماكن مختلفة. وتم التركيز على عدة مدارس للتمثيل مثل الواقعية النفسية والتجريدية والرمزية وأيضا فن البانتومايم (التمثيل الصامت).

وجاء اختياري للهجة العامية لأنها سريعة لتوصيل الرسالة وسهلة على الممثلين لأن هناك العديد من الممثلين الجدد منهم من له مشاركة ومنهم مشاركتان ويوجد فقط ممثل واحد له العديد من المشاركات، وقد تم توزيع الأدوار على الممثلين بحسب قدراتهم.

فيما قال المخرج نصر البوسعيدي: الفكرة الإخراجية عبارة عن خيال واسع من المخرج وتجسيد الممثلين في المسرح التجسيد الأمثل مع استخدام الإضاءة ة المتنوعة في جميع المشاهد وتم استخدام اللهجة العامية كي توضح القضية أكثر. فيما جاءت فكرة النص عن قضية مجتمعية ظاهرة بشكل كبير في الفترة الحالية وتم اختيارها من الكتاب نظراً لظهورها وإيجاد حلول لها. وأضاف:، جميع طاقم العمل من الطاقم الحديث في خشبة المسرح ولله الحمد كان ظهورا رائعا ومتألقا من الجميع.

أما المخرج مبارك المسكري فقال:

كانت فكرة النص عن مدى تأثير برامج التواصل الإجتماعي على المجتمع، وسوء استخدام الهاتف الذكي، والعديد من الأفكار مثل إهمال أولياء الأمور وغلاء المهور، ثقل الحقيبة المدرسية للطلاب، وانتشار الإشاعات، والابتزاز الإلكتروني.

وأضاف: اختياري للنص كان مستوحى من الواقع والحياة الاجتماعية واللهجة الصورية كانت لكي يتقبل ويفهم الجمهور القصة بشكل أسرع. وفيما يتعلق بالممثلين قال:،

الممثلون مجموعة جديدة تصعد لأول مرة على خشبة المسرح واختيارهم كان من ورشة إعداد الممثل وتم اختيارهم بسبب حبهم لهذا المجال.

واجهنا تحديات كثيرة بحكم تجربتي الأولى في مجال الإخراج وتعلمت أشياء كثيرة من وراء هذه التجربة ولعل أكبر تحدٍ كان التعامل مع ١٢ شخصية على خشبة المسرح.