Untitled-1
Untitled-1
مرايا

الممثل والمخرج عبدالعزيز أوشنوك: الإبداعات الشبابيـة تتفـاعل مع المستجدات على جميع الأصعدة

04 مارس 2020
04 مارس 2020

يتمنى إخراج مسرحية (الرجل ذو الحقائب) -

حاورته - ضحى عبدالرؤوف المل -

بدأ الممثل والمخرج عبدالعزيز اوشنوك المسرح منذ الصغر في وقت كان المغرب يحتفل بمناسبات وطنية متعددة، وعلى كل مدرسة القيام بحفلات وسهرات تخليدا لذكرى ما، من هنا جاء عشقه للمسرح وعشق الخشبة. بعد ذلك التحق بفرقة جمعية الهدى للثقافة والفن بمراكش سنة 1986، وهنا بدا يتعرف على المسرح بقواعده وأسسه، وقام بمجموعة من المقاربات المسرحية من إعداد الممثل والرقص التعبيري والكتابة المسرحية والسينوغرافية والإخراج المسرحي، وشارك في أول مسرحية بمقومات المسرح سنة 1987 وهي مسرحية مهرجان المهابيل للكاتب المسرحي محمد مسكين إخراج الأستاذ حسن المشناوي، والتحق بعد ذلك بالمسرح الجامعي بجامعة القاضي عياض بمراكش، كما شارك في مسرحية المفتاح ومسرحية الظلام ومسرحية دون كيشوط ومسرحية رحلة حنظلة بين الحلم واليقظة، وغيرها من المسرحيات التي شارك بها في المهرجانات الجامعية بمدن الدار البيضاء وأغادير ومراكش.

وبعد التخرج بدأ يميل إلى الإخراج، فقام بإخراج مجموعة من المسرحيات أهمها، مسرحية حكاية مدينة، والمفتاح ليوسف العاني، وقاض المجانين، ومن كسر جرة لصواص، ومغامرات ليون، ومنطق الطير، ونساء بلا ملامح للكاتب العراقي عبد الأمير شمخي لفرقة فنون المسرح أيت أورير، ولا رجولة في زمن العنف للكاتب العراقي عدي المختار، مسرحية أثواب الهم، مسرحية شهود العزبات للكاتب نزهة حيكون مسرحية التماثلية للكاتب المسرحي عبد المجيد أدهابي. مسرحية جوع لكبار للكاتب العراقي علي عبد النبي الزايدي، وبوح في الزنزانة للكاتب المسرحي العراقي سعد هدابي، وغيرها الكثير. ومع الممثل والمخرج عبدالعزيز أوشنوك أجرينا هذا الحوار.

ما مدى التناغم بين الأجيال المسرحية في المغرب؟ وهل حافظ المسرح المغربي على نجاحاته؟

المسرح المغربي، كلما طرح هذا السؤال تزاحمت الأسئلة حوله وحول الفرق بين ماضيه وحاضره، أو بعبارة أخرى بين أجياله وما مدى التناغم بينها؟ وأي مستقبل له إذا استندنا إلى حاله اليوم؟! إذ كما يعرف المتتبع للشأن الثقافي المغربي أن المسرح المغربي عرف حركة جد متقدمة منذ البوادر الأولى للمسرح في الستينات، فمنذ أن عرف المغاربة المسرح دخلوا إلى ممارسته على الفور قبل إن يكتشفوا قواعده، حيث بدأ بلا خشبة، وبدأ بممثلين لا يشعرون أنهم يمثلون، وذلك من خلال فرجات في الأسواق والساحات، نذكر منها فن الحلقة ومسرح البساط وسيدي الكتفي وسلطان الطلبة.

وفي سنة 1921 تأسست أول فرقة مسرحية وهي فرقة قدماء ثانوية مولاي إدريس، إذ أدرك من خلالها الرسالة التي يمكن أن يؤديها المسرح في ظل الحماية الفرنسية، واعتبر أعضاؤها من المناضلين المسرحيين، حيث استطاعوا آن يبلوروا خطابا سياسيا ضد المستعمر. وبعد ذلك تطور المسرح وأدواته، وانقسم المسرح إلى قسمين: مسرح هاوي، وآخر احترافي. أما اليوم فيعرف المسرح المغربي تطورا ودينامية جديدة غير تلك التي كان عليها من قبل، أن على مستوى البنيات أو على مستوى الإبداعي من حيت جودة الطرح والرأي، وسياسة الدعم التي سنتها وزارة الثقافة، وظهور جيل جديد اصبح يبرهن في مجموعة من التظاهرات العربية والدولية، وانه يملك تصورا جديدا في الساحة الفنية.

ما هي أبرز محطاتك الفنية التي تتمنى الوقوف عندها؟

جميع الأعمال التي قمت بإخراجها عندها مكان في قلبي، إلا أن ابرز المحطات الفنية التي أريد الوقوف عندها هو عمل «تشابه أسماء» للكاتب العراقي علي عبد النبي الزايدي، والذي كان في الأصل تحت عنوان واقع خرافي. ويطرح النص مجموعة من الأسئلة ذات إبعاد جوهرية وفلسفية وفكرية مهمة لأنها نابعة من جذور الهم الإنساني العربي، وتتعلق بالحروب وإبعادها ومسبباتها وكيفية الترويج لها، ولتمرير ونقد هذه الأفكار استخدمت الرمز بإتقان وحرفية، وقد حازت المسرحية عدة جوائز في مهرجانات وطنية وعربية.

هل من ممارسات فنية أخرى قمت بها؟

آخر الأعمال المسرحية التي أخرجتها هذه السنة هي مسرحية «جوع لكبار» للكاتب المسرحي علي عبد النبي الزايدي عن مسرحية كوميديا الأيام السبع، وتحكي عن واقع عربي يحتمل أي يكون في أي مكان، وفي أي زمان، ومن خلال أحداث المسرحية تظهر حالات جلية من الخضوع والصمت باعتبار الصيام صمتا مقدسا وامتناعا عن الاحتجاج والرفض، لكن في كل مرة تأخذنا الشخصيات نحو نوع من المقاومة وإيجاد حلول والخروج من هذه الحالة الخاضعة، في مسرحية «جوع الكبار» تتفاعل الشخصيات مع بعضها في جعل المتلقي يعيش المسرح في المسرح والتمثيل داخل التمثيل من أجل إيجاد فرجة واعية بمقاصدها التوعوية.

هل تؤمن بالجيل المسرحي الجديد؟

أعتقد أن لكل زمن رجالاته وناسه يستفيدون من الظروف التي يعيشونها في الحياة اليومية، وهذه القاعدة لا يمكن أن نستثني منها الشباب المسرحي المجدد المتعطش إلى كل ما هو جميل. مع العلم أن هذا زمن التكنولوجيا وزمن الوجبات السريعة، كل هذا جعل الإبداعات الشبابية تتفاعل مع المستجدات على الجميع الأصعدة السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية، وهذا يظهر من خلال الإنتاجات الأخيرة من حيث الرأي والتصور والنصوص والسينوغرافية.

مسرحية تتمنى إخراجها على خشبة في بلد عربي؟ وما هي أهم المسرحيات التي تتمنى إعادة إخراجها؟

من أهم المشاريع المسرحية التي أتمنى أن أخرجها على خشبة بلد عربية هي مسرحية الرجل ذو الحقائب للكاتب يوجين يونسكو. أما أهم المسرحيات التي أتمنى إعادة إخراجها فهي: مسرحية المفتاح ليوسف العاني، ومسرحية لا رجولة في زمن العنف لعبد الأمير شمخي، وتشابه أسماء للكاتب العراقي علي عبد النبي الزايدي، ومنطق الطير للكاتب بيتر بروك.