1451360
1451360
المنوعات

وزارة التراث تفتتح معرض آثار ولاية المضيبي بالتعاون مع جامعة توبنجن الألمانية

03 مارس 2020
03 مارس 2020

كشف دلائل أثرية عمرها آلاف السنين لصهر النحاس -

المضيبي - علي بن خلفان الحبسي -

احتفلت وزارة التراث بالتعاون مع جامعة توبنجن الألمانية أمس بافتتاح معرض «آثار ولاية المضيبي» في حصن بيت الخبيب بنيابة سمد الشأن بولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية تحت رعاية الشيخ عبد العزيز بن أحمد المياسي القائم بأعمال والي المضيبي بحضور عدد من المسؤولين والدكتور كونراد شميتد رئيس البعثة الألمانية من جامعة توبنجن.

يأتي تنفيذ هذا المعرض في إطار استمرار برنامج المسح والبحث الأثري الذي تنفذه وزارة التراث والثقافة مع جامعة توبنجن الألمانية وضم المعرض بين جنباته لوحات تعريفية عن الحقب الزمنية والمواقع الأثرية التي تمثلها محافظة شمال الشرقية بالإضافة إلى عرض لوحات عن أعمال التنقيب التي تنفذ حاليا في موقع الخشبة بولاية المضيبي والذي يحوي أقدم ورش صهر وإنتاج النحاس في عمان مع بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد.

آثار تعود لآلاف السنين

وخلال افتتاح المعرض قال خميس بن سعيد العاصمي مدير دائرة التنقيب والدراسات الأثرية بوزارة التراث: لقد أكدت أعمال التنقيبات والدراسات الأثرية على قدم وعراقة ولاية المضيبي والذي يعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد فقد اكتشف فيها أقدم الدلائل الأثرية على أعمال تعدين وصهر وإنتاج النحاس في السلطنة وذلك في موقع الخشبة والذي ضم أقدم ورش إنتاج وصهر النحاس في عمان بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد بالإضافة إلى اكتشاف العديد من المواقع الأثرية الأخرى والمعالم التاريخية التي تضمها ولاية المضيبي.

من جانبه أشاد الدكتور كونراد شميتد رئيس البعثة الألمانية من جامعة توبنجن بعراقة وتاريخ سلطنة عمان وولاية المضيبي بشكل خاص والذي يدل على العراقة التاريخية للسلطنة مشيرا إلى النماذج التي تم عرضها في معرض تراث ولاية الولاية.

وتجول راعي المناسبة والحضور في أركان المعرض في حصن بيت الخبيب وقدمت وزارة التراث والجامعة الألمانية شرحا وافيا عن مقتنيات المعرض الذي يستمر حتى العاشر من شهر مارس الحالي.

حضارات قديمة

وتناولت الزاوية الأولى من المعرض بأن ولاية المضيبي تتمتع بتراث أثري غني بشكل استثنائي يمتد تاريخه إلى آلاف السنين حيث شهدت الولاية تطورات ثقافية فريدة وإبداعات مهمة في تاريخ البشرية وروابط بعيدة المدى مع الحضارات المجاورة ورصد المعرض صورا لقبور تعود لفترة حفيت منذ 5000 عام بالقرب من قرية الفتح وقطع فخارية بقرية المطليع وآنية من الحجر الناعم في قرية المخترع وآنية فخارية في قرية البويطن.

بينما تناول الركن الثاني من المعرض آثار مدافن الخشبة التي تعود إلى فترة حفيت حيث تتواجد مباني أو أبراج دائرية الشكل عثر فيها على ما يقارب أحد عشر برجا حجريا بالقرب من القرية الحديثة البعض منها يعود لفترة حفيت والبعض الآخر يعود لفترة أو النار وأوضح المعرض بأنه عند أحد أقدم أبراج الخشبة يعود تاريخه للعام 3100 قبل الميلاد حيث قام السكان بصهر النحاس وتشكيله على شكل أدوات وكانت عملية تشكيل النحاس تعد إنجازا عظيما في فترة حفيت وبما أن عمان غنية بالنحاس الخام فقد كانت تجارة المعادن رائجة عبر الخليج العربي ووصلت إلى أماكن بعيدة إلى ما يعرف اليوم بالعراق.

فترات تارخية

وأوضحت الزاوية الثانية من العرض «فترة أم النار» وهو الاسم الذي يطلق على النصف الثاني من العصر البرونزي المبكر ويعتقد أن السكان في هذه الفترة أصبحوا ولأول مرة في تاريخ عمان مزارعين مستقرين قاموا بزراعة الحبوب والبقوليات ورعي الأغنام والماعز وكانت قبورهم أكبر من القبور في فترة حفيت التي سبقتها وأصبحت هذه المقابر بمثابة المنزل الأخير للعائلة أو العشيرة وأوضح المعرض المدافن التي تعود لفترة أم النار بالقرب من سناو وأخرى بالقرب من قرية السديرة ومدافن بالقرب من قرية الوافي.

وتناول الركن الثالث من المعرض فترة «وادي سوق» وهي الفترة حوالي 2000 قبل الميلاد حيث المباني الحجرية الضخمة لم تعد مستخدمة وظهرت طقوس دفن جديدة ويعتقد الناس خلال هذه الفترة أن الناس قد تخلوا عن الاستقرار كمزارعين وعادوا مرة أخرى كرعاة متنقلين وكانت طقوس الدفن متنوعة في فترة وادي سوق حيث وجدت قبور فردية وأخرى لمجموعة كاملة قد تبدو لعائلة وبعض هذه القبور فوق الأرض والبعض الآخر تحتها والعديد من هذه المقابر يمكن مشاهدته في الجبانات الكبيرة وقد أبرز المعرض مدفن يعود لفترة وادي سوق بالقرب من قرية الوافي وآخر بالقرب من قرية البويطن والثالث بالقرب من قرية المخترع جميعها بولاية المضيبي.

العصر الحديدي

بينما تناولت الزاوية الرابعة من المعرض «العصر الحديدي» حوالي عام 1200 قبل الميلاد حيث تم العثور على إناء من الحجر الصابوني بالقرب من قرية المطليع وأجزاء من أواني فخارية تعود للعصر الحديدي عثر عليها بالقرب من قريتي السديرة والمطليع.

وتناول المعرض حاضرة «لزق» وقد جذبت قرية لزق الناس منذ آلاف السنين حيث أنها تحوي أقدم بقايا للقبور المبنية من الحجر والعائد لفترة حفيت والعشرات منها يقع على التلال المحيطة بالقرية وقد احتفظ البعض منها بشكلها الذي بنيت عليه حتى الآن ليصل ارتفاعها لعدة أمتار وتظهر مداخلها بشكل واضح للعيان كما أن البعض منها عبارة عن أكوام من الحجارة ومن أشهر المباني الأثرية في لزق هو الحصن الذي يعود للعصر الحديدي والذي يطل على السهل من تلة تقع جنوب شرق قرية لزق وأكثر منا يثر الإعجاب في الحصن هو الدرج الحجري الذي يوصل إليه والذي يتألف من 79 درجة.

كما أوضح المعرض تاريخ «فترة سمد» وهو الاسم الذي أطلق على عدد كبير من المدافن التي عثر عليها في سمدالشأن والعائد إلى نهاية العصر الحديدي والمميز بغرف الدفن الصندوقية الشكل والمشيدة بالحجارة تحت الأرض كما تناول المعرض موقع التخييم الواقع في الجهة الشمالية الغربية من قرية لزق والذي يعتقد بأنه يعود للعصر الحجري والعثور على أحد رؤوس السهام بالقرب من قرية السديرة وآخر بالقرب من قرية الوافي.