العرب والعالم

الإسرائيليون يصوتون في ثالث انتخابات تشريعية بغضون 12 شهرا

02 مارس 2020
02 مارس 2020

العرب يتطلعون إلى الإطاحة بنتانياهو وجانتس يدعو للوحدة وتغيير المعادلة -

النتائج النهائية تعلن اليوم والاستطلاعات ترجح تشكيل ائتلاف -

القدس- (وكالات): أدلى الإسرائيليون أمس بأصواتهم في مراكز الاقتراع في ثالث انتخابات تشريعية تجري في أقل من عام، وستكون حاسمة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو الذي يكافح من أجل البقاء في السلطة في ظل اتهامات له بالفساد.

ويأتي التصويت قبل أسبوعين من بدء محاكمة رئيس الوزراء اليميني بتهم فساد، إلا أن استطلاعات للرأي تفيد بأن شعبيته لم تتراجع، في مؤشر إلى أن السباق سيكون محموما بين حزب الليكود الذي يتزعمه وتحالف «أزرق أبيض» الوسطي بزعامة خصمه الجنرال المتقاعد بيني جانتس.

ودعي 6.4 مليون إسرائيلي للإدلاء بأصواتهم. وفتحت أكثر من عشرة آلاف مركز اقتراع اعتبارًا من الساعة السابعة صباحًا (5:00 ت ج)، وتغلق الساعة 22:00 (20:00 ت ج).

وتفيد استطلاعات الرأي بأن أيًّا من الحزبين لن يتمّكن من الفوز بغالبية في الانتخابات التي تجرى على أساس النظام النسبي، وبالتالي سيسعى الفائز فيها إلى تشكيل ائتلاف مع أحزاب أقل تمثيلا.

ولم يتمكّن أي من الحزبين في الانتخابات التي جرت في أبريل وفي سبتمبر العام الماضي من تشكيل ائتلاف، ومن المحتمل أن تفضي الانتخابات الثالثة إلى مأزق مشابه. وفي ظل الانقسام السياسي الحاد، تكتسب نسبة المشاركة في الاقتراع أهمية كبرى.

ودعا زعيم التحالف الوسطي «أزرق أبيض» بيني جانتس أمس الإسرائيليين إلى إنهاء انقساماتهم وطي صفحة عهد نتانياهو.

وقال خصم نتانياهو عقب الإدلاء بصوته في مدينة (روش هعين) بوسط إسرائيل «حان الوقت لنتّحد». وأضاف: «آمل في أن يكون اليوم يوم تغيير المعادلة، وضع حد للتشهير وللكذب». ودعا رئيس هيئة الأركان السابق السكان إلى التصويت بكثافة، واعدا باحترام نتائج الانتخابات الثالثة التي تشهد منافسة حادة. كذلك دعا زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيجدور ليبرمان الذي ينظر إليه على أنه «صانع الملوك»، عقب تصويته في مستوطنة «نوكديم» في الضفة الغربية المحتلة، «الأغلبية الصامتة إلى التصويت». في أحد مراكز الاقتراع في القدس، أعطت إيلا ليفي (63 عامًا) صوتها لنتانياهو . وقالت: «أعتقد أن بيبي أوصلنا إلى مكان رائع حيث نحن الآن، سواء على الصعيد السياسي أو الدولي أو الاقتصادي، أريد لذلك أن يستمر».

وعن تهم الفساد التي يواجهها رئيس الوزراء، قالت «هو ليس مدانا، لذلك بالنسبة لي هو بريء ما لم يثبت عكس ذلك». وأعلن نتانياهو الذي يتولى السلطة منذ عام 2009، أن استطلاعات الليكود تفيد بأن الحزب قريب من الفوز وإيجاد حل للأزمة السياسية.

وقال رئيس الوزراء الأطول عهدا في تاريخ إسرائيل: «نحن قريبون جدا من تحقيق الفوز»، مضيفًا: «اخرجوا من منازلكم وصوتوا لليكود». وفاز كل من الحزبين في أبريل بـ35 مقعدًا في الكنيست. في سبتمبر، فاز أزرق أبيض بـ33 مقعدًا مقابل 32 لليكود.

ويعوّل نتانياهو على دعم الأحزاب اليهودية المتدينة (شاس والتوراة) وحزب «يمينا» اليميني الراديكالي برئاسة وزير الدفاع نفتالي بينيت. ويمكن لجانتس أن يعوّل على دعم عدد من الأحزاب اليسارية.

وحصدت القائمة المشتركة، التحالف الذي يمثّل العرب في إسرائيل، في انتخابات سبتمبر 13 مقعدًا، محققة مفاجأة. ولم تعلن القائمة المشتركة دعمها لجانتس كما فعلت في المرة الماضية، على الرغم من سعيها إلى إسقاط نتانياهو . وحث النواب العرب ناخبيهم على الإقبال على التصويت بأعداد غير مسبوقة لإظهار اعتراضهم على خطة السلام الأمريكية .

وقال أيمن عودة رئيس ائتلاف القائمة المشتركة التي تهيمن عليها الأحزاب العربية: إن نتانياهو هو الذي وضع هذه الخطة.

وقال عودة خلال توقفه في قرية الطيبة التي يمكن أن تصبح خارج إسرائيل وفق خطة ترامب: إن على العرب في إسرائيل الإطاحة بنتانياهو باعتباره أكبر محرض عليهم ولأنه وراء صفقة القرن. وإذا احتفظت الكتلة العربية وكتلة أحزاب الوسط بالمقاعد التي تشغلها حاليا -وبالتأكيد إذا زادت من نصيبها من المقاعد-فإن ذلك سيجعل من الصعب على نتانياهو الحصول على المقاعد الإضافية التي يحتاج إليها لتشكيل الحكومة الجديدة.

وأشار استطلاع رأي أجراه يوم 24 فبراير برنامج (كونراد أديناور) للتعاون اليهودي العربي في جامعة تل أبيب إلى أن نحو 80 في المائة من العرب يرفضون خطة ترامب.

وقال أريك رودنتسكي القائم على الاستطلاع: إن مبادرة ترامب ضخت «دماء جديدة في هذه الحملة الانتخابية الهادئة نسبيا» وتوقع زيادة طفيفة في إقبال الناخبين العرب بالمقارنة بانتخابات سبتمبر، من 59 % إلى 60 %. ويشكل العرب، وهم فلسطينيون من خلال الجذور وإسرائيليون ببطاقات الهوية، 21 % من سكان إسرائيل. وقالت الطالبة عنبال (27 عاما) إنها صوتت لتحالف أزرق أبيض للمرة الثالثة، مضيفة «لا أحب بيبي (نتانياهو )، وجانتس لا يعجبني وأعتقد أنه سيخسر لكن لا يوجد خيار آخر». وتبدأ نتائج الانتخابات بالخروج عبر استطلاعات من مراكز الاقتراع بعيد إغلاق الصناديق. أما النتائج النهائية فيتوقع أن تصدر صباح اليوم.