1448673
1448673
العرب والعالم

أردوجان يهدد دمشق «بدفع ثمن» استهدافها القوات التركية

29 فبراير 2020
29 فبراير 2020

تعهد بإبقاء الحدود مع أوروبا مفتوحةً أمام المهاجرين -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوجان أمس أن دمشق «ستدفع ثمن» هجمات استهدفت قواته مودية بحياة أكثر من 30 عنصراً في شمال غرب سوريا بعد نحو شهر من التصعيد المستمر بين الطرفين.

من جهة أخرى، وفي إطار حملة الضغط التي يقوم بها لحمل الدول الأوروبية على دعمه، قال أردوجان إنه سيبقي حدود بلاده مفتوحة أمام المهاجرين، في وقت شهدت الحدود التركية اليونانية مواجهات بين عناصر من الشرطة ومهاجرين يحاولون العبور إلى اليونان.

في موسكو، أعلنت وزارة الخارجية عن لقاءات مع مسؤولين أتراك تمّ التركيز خلالها على ضرورة خفض التصعيد في محافظة إدلب حيث تشن القوات السورية بدعم روسي منذ ديسمبر هجوماً واسعاً ضد مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى وتنتشر فيها قوات تركية. وقد تمكنت القوات السورية من إحراز تقدم كبير على الأرض خلال الأسابيع الماضية.

وقال أردوجان خلال كلمة له في إسطنبول: «قلت لـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين: ماذا تفعلون هناك؟ إذا كنتم تريدون إنشاء قاعدة، فهيا افعلوا ذلك، لكن ابتعدوا من طريقنا. اتركونا وحدنا مع النظام (السوري)».

وأكد كذلك تنفيذ تركيا ضربات ضد مواقع للجيش السوري الجمعة، قال مسؤولون إنها استهدفت، من بين مواقع أخرى، منشأة للأسلحة الكيماوية.

وأضاف أن القوات السورية «ستدفع ثمن» هجماتها ضد القوات التركية. وقال «لا نريد أن تصل الأمور إلى هذه النقطة لكن يرغموننا على ذلك، سوف يدفعون الثمن».

وقال أردوجان في كلمة أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم : «بعملياتنا في سوريا قطعنا الممر الإرهابي الذي كان يحاول البعض تطويق بلادنا به». وأضاف : لم نذهب إلى سوريا بدعوة من (الرئيس السوري بشار) الأسد ولكن ذهبنا استجابة لدعوة من الشعب السوري.

وأكد أردوجان عزم أنقرة على الوصول إلى إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كم شمال سوريا، مشيرا إلى أن واشنطن وموسكو لم تنفذا ما تعهدتا به لتركيا في الشمال السوري. وشدد أردوجان إن بلاده لا يمكنها «التعامل» مع موجة جديدة من النازحين السوريين.

وأضاف «ما قمنا به أمس...هو فتح أبوابنا»، مضيفاً «لن نغلق أبوابنا...لماذا؟ لأن على الاتحاد الأوروبي أن يفي بتعهداته».

ووقعت تركيا والاتحاد الأوروبي اتفاقاً في عام 2015 يهدف إلى وقف تدفق المهاجرين عبر الحدود بعد أزمة الهجرة في أوروبا. والتزم الاتحاد الأوروبي من خلاله بتقديم مساعدات لأنقرة. وقال أردوجان إن 18 ألف مهاجر عبروا الحدود التركية نحو أوروبا منذ الجمعة. واستخدمت الشرطة اليونانية أمس القنابل المسيلة للدموع لمنع اللاجئين الذين رشق بعضهم القوى الأمنية بالحجارة، من العبور. وأعلنت اليونان أمس منع أربعة آلاف مهاجر قادمين من تركيا من دخول أراضيها «بشكل غير قانوني».

وقال المتحدث باسم الحكومة ستيليوس بيستاس «واجهت اليونان أمس محاولة منظمة وغير قانونية لخرق حدودنا بأعداد كبيرة وتمكنت من التغلب عليها».

بدورها نفت دمشق استهداف أي منشأة أو مستودعات عسكرية كيماوية في شمال حلب. ونفت وكالة الأنباء السورية «سانا»، عبر مراسلها، وجود أي استهداف لأي منشأة عسكرية في شمال سوريا، معتبرا أن الرئيس التركي «يمارس سياسة التضليل ويدعي تدمير منشآت للأسلحة الكيماوية».

وأشارت الوكالة إلى أنه، لو كانت ادعاءات الرئيس التركي صحيحة، بتدمير منشأة كيماوية تبعد 13 كم جنوب حلب، لكان هناك أعداد كبيرة من القتلى في المناطق المحيطة.

وأفاد مصدر مسؤول في الخارجية السورية أن مبالغة الإعلام التركي والغربي بخسائر الجيش السوري على محور مدينة سراقب، وتبجحه بها، محاولة لرفع معنويات الإرهابيين المنهارة. وشدد المصدر أن ذلك «يمثل اعترافا رسميا بتورط قوات أردوجان بالقتال جنبا إلى جنب مع المجموعات الإرهابية التكفيرية، ويؤكد عدم التزام تركيا بالتزاماتها بموجب اتفاق سوتشي».

ميدانيا : ارتقى عدد من الجنود في صفوف الجيش السوري وحزب الله إثر قصف بطائرة تركية مسيرة في منطقة الزربة بريف حلب، امس بعد أن نفذت المقاتلات التركية عدة غارات على مواقع الجيش السوري بالتزامن مع قصف مدفعي.

فيما شنت الطائرات الحربية غارات جوية صباح أمس على أماكن المسلحين في مدينة سراقب وسرمين ومحيط بنش والمسطومة وقميناس وداديخ وزكار ومعارة عليا وكفر بطيخ ومعارة النعسان بريف إدلب الشرقي، وسط اشتباكات متواصلة تشهدها محاور في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، بين القوات الحكومية والفصائل الإرهابية المسلحة،

فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل جندي وجرح اثنين جراء قصف مدفعي لقوات الجيش السوري على موقع لقواتها في إدلب.

ومُنيت تركيا الخميس بأفدح خسائر لها في هجوم واحد منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في العام 2016، إذ قتل 33 جندياً على الأقلّ في ضربات جوّية اتهمت أنقرة قوات الجيش السوري بتنفيذها في إدلب.

وردت أنقرة بتوجيه ضربات إلى القوات السورية أسفرت خلال الـساعات الأربع والعشرين الماضية عن مقتل 48 جندياً سورياً و14 عنصراً من حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب القوات السورية ، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

في نيويورك، عقد مجلس الأمن الدولي الجمعة اجتماعاً هو السادس حول سوريا منذ بداية فبراير، بدعوة من دول غربية بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. ودعت غالبية من أعضاء مجلس الأمن إلى وقف عاجل لإطلاق النار في إدلب.

واعتبرت أنّ «هذه الهجمات تظهر أنّ الجيش السوري، بمساعدة ودعم سياسي من روسيا، يواصل استراتيجيته العسكرية بأيّ ثمن، متجاهلًا عواقب أفعاله ضدّ المدنيّين».

من جهته، أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أن بلاده «ستواصل التصدي للعدوان التركي الداعم للإرهاب».

وقال الجعفري خلال جلسة مجلس الأمن ، إن «نظام أردوجان والإرهابيين التابعين له استغلوا اتفاقات خفض التصعيد لمحاولة فرض واقع إرهابي على حساب معاناة السوريين في إدلب وحلب وريفي اللاذقية وحماة من جرائم الإرهابيين».

وأشار إلى أن نقرة «حوّلت نقاط المراقبة التركية داخل الأراضي السورية إلى غرف عمليات ونقاط إسناد ودعم للتنظيمات الإرهابية»، داعياً مجلس الأمن، إلى «تحمل مسؤولياته ووضع حد لمغامرات نظام أردوجان التي تهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين».