أفكار وآراء

تحسن أعمال الشركات المنتجة لسلع التنظيف نتيجة الفيروس

29 فبراير 2020
29 فبراير 2020

لندن ـ أ.ف.ب:

رغم تأثير فيروس كورونا المستجد على الأسواق الأسبوع الماضي والمنعكس سلبا على الشركات العالمية، استفادت أخرى من الهلع لدى الرأي العام وارتفعت مبيعات الأقنعة الواقية والسوائل لتطهير الأيدي ومنتجات التنظيف.

وسجلت مبيعات أجهزة قياس الحرارة رواجا كبيرا والتي سارعت السلطات لشرائها للتحقق من عدم إصابة المسافرين في المطارات بالحمى والأماكن العامة الأخرى سعيا لاحتواء الفيروس.

وصرحت فاضلة شعيب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية لفرانس برس «زاد الطلب على الأقنعة الواقية في العالم 100 مرة أكثر من المعتاد بسبب حالة الذعر التي تدفع لشرائها وتخزينها».

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أخبار عن نفاد الأقنعة ومحارم وبخاخات التنظيف. لكن النصيحة الطبية السائدة هي التعامل مع الوباء ببساطة.

وهذا الأسبوع غرد المركز الأمريكي للمراقبة والوقاية «أنه لا ينصح باستخدام الأقنعة للوقاية من فيروس كورونا المستجد».

وأضاف: «يجب اتخاذ خطوات احترازية يومية كملازمة المنزل مع أي وعكة صحية وغسل اليدين بالصابون والماء للمساعدة على الحد من انتقال عدوى أمراض الجهاز التنفسي».

وغالبا ما يستخدم الآسيويون الأقنعة لدى ظهور أول أعراض المرض وأصبح أكثر انتشارا مع تفشي كوفيد-19 الذي ظهر في الصين قبل شهرين.

وازداد الطلب الآن في الغرب بعد أن تفشى الفيروس إلى مزيد من الدول وأصاب أكثر من 83 ألف شخص في العالم.

في فرنسا، وزعت الحكومة 15 مليون كمامة من مخزونها على الصيدليات والمستشفيات لتستخدمها الطواقم الطبية والأفراد من «ذوي المناعة الضعيفة».

والوضع يزداد تعقيدا مع القيود المفروضة على الصادرات الصينية البلد الأول في إنتاج الأقنعة في حين تحتفظ بها الحكومة للاستخدام المحلي.

وصرح ديفيد جيهو المسؤول عن التسويق في شركة «دلتا بلاس» الفرنسية لفرانس برس «لدينا مصنع مع 150 عاملا في الصين. لم يعد في إمكاننا تصدير معداتنا الوقائية مع الأولوية الآن للسوق الصينية».

طلب من مكتب التحقيقات الفيدرالي

وكان الأسبوع الماضي الأسوأ للبورصات العالمية مع تراجع كبير في الأداء منذ الأزمة المالية في 2008 على خلفية مخاوف من شل الفيروس اقتصاد العالم هذه السنة.

على الجانب الآخر، سجل سهم شركة «كلوروكس» في نيويورك ارتفاعا قياسيا بلغ 168 دولارا.

وصرح وليام ساسمان رئيس مجلس إدارة «ثريدستون أدفايزورز» لـ«بلومبرج نيوز» ان «كلوروكس في موقع جيد لتحقيق أرباح كبرى لأن الجميع بحاجة إلى منتجات إضافية للتطهير».

وأضاف «قد تستفيد بعض الشركات من هذا الأمر».

وإعلانات كلوروكس ومنتجات تطهير أخرى كليسول وديتول تؤكد أنها تقضي على كافة الجراثيم والفيروسات.

وأعلنت مجموعة «ريكيت بينكيسر» مصنع ليسول وديتول في بريطانيا أن الطلب على منتجاتها ارتفع في الصين ودول أخرى.

وقال لاكسمان نراسيمهان المدير التنفيذي لريكيت بينكيسر في اتصال مع محللين حول الأرباح الخميس الماضي: «تعمل طواقمنا على مدار الساعة حرصا لتأمين طلب المستهلكين».

وفي لندن على سبيل المثال تبين أن مخزون سائل تطهير اليدين نفد بعد جولة على عدة صيدليات.

وذكرت صيدلية «ميدينو» على الإنترنت أن الطلب على سائل تطهير اليدين زادت بأكثر من ألف في المائة في ‏فبراير مقارنة مع الأشهر الأخرى مع قيام زبائن بتخزينه بعد تفشي الفيروس في بريطانيا لأول مرة.

وبعض الأفراد يشترون بكميات لعدم المجازفة. وأوصى مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) بشراء أقنعة واقية وسائل تطهير اليدين بقيمة 40 ألف دولار في حال تفشى كوفيد-19 على نطاق واسع في الولايات المتحدة وفقا لقناة «سي ان بي سي» حتى وإن قلل الرئيس دونالد ترامب من أهمية ذلك.

وازداد الطلب على أجهزة قياس الحرارة رغم أنها بحسب خبراء غير مفيدة في تشخيص المصابين بالفيروس ولم يصابوا بعد بحمى.

وذكرت شركة «ساتير يوروب» الإيرلندية الرائدة في هذا المجال، أنها كانت تتلقى عادة طلبات يومية محدودة من الزبائن لهذه الأجهزة لكنها باتت تتلقى طلبات بالمئات.

وأضافت «بعض الزبائن يطلبون ألف جهاز أو ألفين خصوصا من الصين» لتجهيز المطارات وشركات نقل عامة وأخرى خاصة.

وفي ظلّ هذا السياق من عدم اليقين، تراجعت مؤشرات الأسهم في الأسواق الآسيوية والأوروبية، مسجلة خسائر تراوح بين 3و5% في حين تراجعت وول ستريت إلى 3% لدى الافتتاح.

وشهدت الأسواق المالية أسوأ أسابيعها منذ أزمة عام 2008-2009 المالية العالمية.

وواصلت أسعار النفط الانخفاض.

وعلقت الرحلات الجوية في الصين حيث كانت المراكز التجارية مقفرة وأغلقت المدارس في اليابان لمدة شهر وألغيت الفعاليات والمعارض الدولية، وبات العالم مشلولا مع تفشي كوفيد-19 ما أثر على استقرار الاقتصاد العالمي.

وأعلنت شركة «أوريانتل لاند» المشغلة لـ«ديزني لاند» و«ديزني سي» في طوكيو أمس الأول أن المنتزهين الترفيهيين سيغلقان لمدة أسبوعين من 29 فبراير إلى 15 مارس.

وفي جنيف ألغي معرض السيارات الذي كان مقررا من 5 إلى 15 مارس.

وأعلنت فرقة البوب الكورية الجنوبية «بي تي إس» أمس الأول إلغاء أربع حفلات كان من المقرر إقامتها في سول في أبريل بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.

وأمام هذه الأزمة الصحية، يجري إعداد خطط طوارئ خصوصاً من جانب صندوق النقد الدولي، لتقديم المساعدة للدول.