1447904
1447904
العرب والعالم

مقتل 20 جنديا من القوات السورية بقصف تركي في إدلب والأمم المتحدة تدعو إلى وقف إطلاق النار

28 فبراير 2020
28 فبراير 2020

«الأوروبي» قلق من الانزلاق الى «مواجهة عسكرية» دولية كبرى -

عواصم وكالات: قتل عشرون عنصراً من قوات الجيش السوري جراء قصف نفذه الجيش التركي في محافظة إدلب ومحيطها في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، غداة مقتل 33 جندياً تركياً بغارات اتهمت أنقرة دمشق بشنّها.

وأفاد المرصد عن «قصف تركي بالمدفعية والطائرات المسيّرة استهدف مواقع لقوات النظام في أرياف إدلب الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية»، ما تسبب بمقتل 16 عنصراً من قوات النظام على الأقل.

كما قتل أربعة آخرون من قوات النظام جراء قصف مدفعي تركي على بلدة العريمة في ريف حلب الشمالي الشرقي، بحسب المرصد.

ولم تعلّق دمشق على التصعيد الأخير مع أنقرة، بينما ندّد مصدر عسكري، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، بما وصفه بـ«التهويل والمبالغة ومضاعفة حجم الخسائر» في صفوف الجيش السوري.

واتّهمت السلطات التركية قوات النظام بشنّ غارات في إدلب امس الأول تسبّبت بمقتل 33 من جنودها، قبل أن تعلن ردّها بقصف مواقع لقوات النظام «من الجو والأرض».

ومع التصعيد الأخير، ارتفع عدد القتلى في صفوف القوات التركية في إدلب إلى 53 منذ مطلع الشهر الحالي. وشهدت الأسابيع الأخيرة مواجهات عدّة بين الطرفين وتبادلاً لاطلاق النار.

وأعرب حلف شمال الأطلسي أمس عن تضامنه مع أنقرة ودعمه لها بعد مقتل 33 جنديا تركيا على الأقل في سوريا، لكن دون أن يقدّم تعهّدات بأي إجراءات جديدة ملموسة للدفاع عن القوات التركية.

كما عبرت فرنسا عن «تضامنها» أمس مع انقرة بعد مقتل 33 جنديا تركيا في سوريا في غارات نسبت الى دمشق، وذلك على خلفية العلاقات الفرنسية التركية المتوترة بسبب النزاع السوري.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في بيان بعد اتصال هاتفي مع مولود تشاوش اوغلو «لقد أعربت لنظيري عن تعازي فرنسا وتضامنها مع تركيا في أعقاب هجوم أمس الأول ضد القوات التركية في شمال غرب سوريا».

وقتل أربعة مدنيين من عائلة واحدة، بينهم طفلان، أمس بغارات استهدفت منطقة جبل الزاوية في إدلب، وفق المرصد الذي لم يتمكّن من تحديد هويّة الطائرات التي شنّت القصف.

وترسل تركيا منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى إدلب دعماً للفصائل. كما تنشر 12 نقطة مراقبة على الأقل في المنطقة بموجب اتفاق أبرمته مع موسكو الداعمة لدمشق في سبتمبر 2018.

وتتهم دمشق أنقرة بتقديم الدعم العسكري المباشر للفصائل التي تمكّنت أمس الأول من استعادة مدينة سراقب ذات الموقع الاستراتيجي على طريقين دوليين، بعد ثلاثة أسابيع من سيطرة قوات النظام عليها.

ونقلت وكالة «سانا» عن المصدر العسكري أن وحدات الجيش تواصل «تصديها الحازم للموجات المتكررة من هجوم التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة بشكل كبير ومباشر من الجانب التركي على محور سراقب».

وأوردت أن القوات التركية «تنخرط بشكل مباشر في قيادة هجمات التنظيمات الإرهابية» ضد قواتها، وتقدّم لها «الدعم الناري المدفعي والصاروخي والطيران المسيّر».

ولا تزال المعارك العنيفة مستمرة في محيط سراقب الجمعة، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، مؤكداً أن «القصف التركي دعماً للفصائل يعيق تقدّم قوات النظام التي تمكّنت فقط من استعادة السيطرة على المنطقة الصناعية في المدينة».

من جانبه أعرب حلف شمال الأطلسي أمس عن تضامنه مع أنقرة ودعمه لها بعد مقتل 33 جنديا تركيا على الأقل في سوريا، لكن دون أن يقدّم تعهّدات بأي إجراءات جديدة ملموسة للدفاع عن القوات التركية.

وعقد مجلس الحلف محادثات طارئة بطلب من تركيا بعدما تسببت غارة جوية في إدلب نُسبت إلى دمشق برفع منسوب التوتر.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إن الحلفاء وافقوا على المحافظة على الإجراءات القائمة حاليا لتعزيز قدرات تركيا الدفاعية الجوية.لكنه لم يلمّح إلى أي خطوات جديدة تتجاوز التعهّد بشكل عام بالبحث في ما يمكن القيام به أكثر من ذلك.

وقال: يقدّم أعضاء حلف شمال الأطلسي الدعم لتركيا اليوم. نعزز دفاعاتهم الجوية ولدينا طائرة ضمن نظام الإنذار المبكر والتحكم جوا تساعد في مراقبة الأجواء وهناك كذلك زيارات للموانئ ونقدم أشكالا أخرى من الدعم».وأضاف «لكن الحلفاء يبحثون على الدوام عن ما يمكنهم القيام به أكثر من ذلك لتقديم مزيد من الدعم لتركيا».

بدوره، دعا متحدث باسم الرئاسة التركية في وقت سابق إلى إقامة منطقة حظر جوّي لحماية المدنيين في إدلب، حيث تحاول قوات الرئيس السوري بشار الأسد استعادة آخر معقل لفصائل المعارضة.

وأدان ستولتنبرج دمشق وموسكو وحضّهما على وضع حد للعنف في إدلب. وقال « ندعو روسيا ودمشق لوقف الهجمات، ووقف الهجمات الجوية العشوائية والانخراط في ودعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل دائم سياسي وسلمي للأزمة في سوريا».

ودعا الحلف الأطلسي إلى الاجتماع أمس بموجب المادة الرابعة من ميثاق الحلف الذي يتيح لأي دولة عضو طلب عقد محادثات إذا اعتقدت بوجود تهديد لـ»وحدة وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي أو أمنها».

والمادة منفصلة عن المادة الخامسة المرتبطة بميثاق الدفاع المتبادل عن النفس التي تتحدّث عن الهجوم على أراضي أي بلد عضو.

وتأتي آخر الخسائر التركية في إدلب بعد أسابيع على التوتر المتزايد بين أنقرة وموسكو. وترفع حصيلة العسكريين الأتراك الذين قتلوا في المحافظة السورية هذا الشهر إلى 53.

كما عبر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان أمس عن «قلقهما» ازاء التصعيد المفاجىء في شمال غرب سوريا غداة مقتل 33 جنديا تركيا في غارة جوية في ادلب نسبت مسؤوليتها الى دمشق.

وبعدما منيت بأفدح خسائر في هجوم واحد منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في 2016، طلبت أنقرة دعم المجموعة الدولية ملوحة بتهديد فتح أبواب الهجرة مجددا الى أوروبا.

وأمام هذا الوضع الصعب، دعت الأمم المتحدة الى وقف إطلاق نار فوري فيما عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه من انزلاق سوريا الى «مواجهة عسكرية دولية كبرى» قائلا انه سيتخذ «كل الاجراءات اللازمة لحماية مصالحه». وما يدل على خطورة الوضع، حصول مكالمة هاتفية بين اردوغان وبوتين منذ الصباح لبحث الهجوم على القوات التركية. بحسب الكرملين فان الرئيسين عبرا عن «قلقهما الشديد» ازاء الوضع في ادلب وقررا درس «احتمال عقد قمة قريبا».

من جانبه حذّر المتحدث باسم الأمم المتحدة من أنّ خطر التصعيد «يزداد كلّ ساعة» في شمال غرب سوريا إذا لم يتمّ اتّخاذ إجراءات عاجلة.

وقال المتحدّث ستيفان دوجاريك في بيان إنّ «الأمين العام (أنطونيو جوتيريش) يجدّد دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار ويعبّر عن قلق خاصّ إزاء خطر المواجهات العسكريّة المتصاعدة على المدنيّين» في محافظة إدلب. وأضاف ان خطر حصول «تصعيدٍ أكبر يزداد كلّ ساعة» إذا لم يتمّ اتّخاذ إجراءات سريعًا.