1447446
1447446
العرب والعالم

قمة فرنسية - إيطالية «لإعادة إحياء» العلاقات الثنائية المتوترة

28 فبراير 2020
28 فبراير 2020

عقب أخطر أزمة دبلوماسية بين الطرفين منذ عام 1945 -

نابولي (إيطاليا)-(أ ف ب) : استقبل رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي امس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نابولي الإيطالية لمناسبة قمة هادفة «لإعادة إحياء» العلاقات الثنائية، أثّرت عليها أزمة فيروس كورونا المستجد الذي طال البلدين.

ووصل ماكرون مطلع بعد الظهر امس إلى المدينة الكبيرة الواقعة في جنوب إيطاليا، وبرفقته وفد كبير من 11 وزيراً، يفترض أن يلتقوا مع جوزيبي كونتي و12 وزيراً في حكومته، في أول قمة ثنائية فرنسية-إيطالية منذ عام 2017.

وأوضحت باريس امس الاول أن «من المهم التواجد» إلى «جانب الإيطاليين» و«التعاون» في ظلّ هذا «السياق الصعب».

وفي شوارع نابولي، لم تظهر أي معالم قلق، حيث ارتدى قلة من السكان والسياح الأقنعة الواقية.

ومن المدينة، دعا وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو السياح إلى عدم الفرار من إيطاليا، معرباً عن أسفه من التقارير التي تصور إيطاليا على أنها منطقة خطرة فيما لم يطل الفيروس إلا بضع مناطق.

واستهل إيمانويل ماكرون زيارته بالتوجه إلى موقعين ثقافيين، مسرح وكنيسة، في نابولي «المدينة الخاصة جداً والغالية جداً» بالنسبة لماكرون، كما نقلت عنه قناة «راي أونو» الايطالية عامة قوله في مارس 2019.

وهذه أول قمة فرنسية-إيطالية منذ قمة ليون عام 2017، ما يعكس التوتر الذي ساد في العلاقات بين البلدين خلال تلك الفترة.

وخاضت باريس وروما منذ أكثر من عام حربا كلامية، وصلت ذروتها بالاستدعاء المؤقت للسفير الفرنسي في إيطاليا، في أخطر أزمة دبلوماسية بين الطرفين منذ عام 1945.

واتخذ وزير الداخلية السابق ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف، من إيمانويل ماكرون هدفاً لانتقاداته، حيث شجب «غروره» و«نفاقه» في التعامل مع مسألة الهجرة.

من جهته، جعل ماكرون من ماتيو سالفيني «خصمه الرئيسي» في أوروبا وندد بنزعته «القومية» الأشبه «بمرض الجذام».

وهدأت العلاقات تدريجياً بين البلدين منذ وصول حكومة جديدة في سبتمبر 2018 إلى السلطة برئاسة كونتي، مُشكّلة من ائتلاف بين حركة خمس نجوم المناهضة للمؤسسات والحزب الديمقراطي من يسار الوسط، فيما عاد ماتيو سالفيني إلى صفوف المعارضة.

ويعتبر مصدر في الرئاسة الفرنسية أن فرنسا «قادرة تماماً على العمل مع هذه الحكومة»، حيث «أننا نتشارك معها العديد من أوجه التقارب»، خصوصاً بمسألة السياسة الأوروبية.

وبهذا، فإن باريس وروما باتتا «على خط واحد» في قضية استقبال المهاجرين العابرين للبحر المتوسط، وهو ملف كان البلدان يختلفان حوله بشكل قطعي.

ومن المقرر أن يوقع البلدان اتفاقاً لدعم مجموعة «نافيريس» التي أسستها مؤخراً كل من شركة «فينكانتييري» الإيطالية و«نافال غروب» الفرنسية. وسيناقش الطرفان أيضاً مسألة خط سكك الحديد بين ليون وتورين، الذي يأملان تمويله بنسبة تصل حتى 50% من صناديق أوروبية، وكذلك التحالف المستقبلي الكبير بين شركتي «بس إس إي» و«فيات-كرايزلر» لصناعة السيارات.

وبينما كان الملف الليبي يشكّل مسألة احتكاك بين البلدين، وفق الرئاسة الفرنسية، بات حالياً موضوع «تنسيق» بين إيطاليا وفرنسا اللتين تعملان على إعادة إحياء مهمة صوفيا البحرية، التي تهدف إلى مراقبة حظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا.

ويفترض أن يؤكد ماكرون وكونتي على عزمهما توقيع اتفاقية «كويرينالي» (اسم مقر الرئاسة الإيطالية) خلال الأشهر المقبلة، والتي أعلن عنها في عام 2017، وتهدف إلى إعطاء «إطار أكثر استقراراً وطموحاً» للتعاون بين فرنسا وإيطاليا، وستعدّ على نموذج الاتفاقية الفرنسية الألمانية،وتختتم القمة بحفل عشاء يشارك فيه الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا.

هذا ، ولم تلغ السلطات الإيطالية هذا الاجتماع الذي يفترض أن يستمر نصف يوم، رغم تفشي وباء كورونا المستجد الذي انطلق من الصين في إيطاليا، ويستقطب انتباه السلطات في روما كما في باريس.

وعُلم ان ماكرون قام بزيارة صباح امس للمستشفى في باريس حيث توفي امس الأول فرنسي جراء إصابته بالفيروس. وقال ماكرون «نحن أمام أزمة، وباء يقترب...علينا أن نواجهه بأفضل ما يمكن»،واتخذت السلطات في روما من جهتها إجراءات مشددة بينها عزل 11 مدينة في الشمال، رئة البلاد الاقتصادية.