1446520
1446520
الرئيسية

عُمان على أعتاب مرحلة مهمة

26 فبراير 2020
26 فبراير 2020

«الأمانة التاريخية» و«أسباب التمكين» -

«إننا إذ نعاهد الله عز وجل على أن نكرس حياتنا من أجل عمان وأبناء عمان كي تستمر مسيرتها الظافرة ونهضتها المباركة» -

السلطان هيثم بن طارق في خطابه السامي -

عـــــــماد البـــليك -

يشكل الخطاب السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي ألقاه يوم الأحد الماضي الموافق 23 من فبراير2020، دليلا شاملا على متطلبات المرحلة المقبلة من العمل الوطني استمرارًا للنهضة المتجددة بإذن الله، التي بدأت منذ مطلع السبعينات من القرن العشرين بقيادة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه.

ما بين ذلك التاريخ وموعد العمانيين مع اللحظة المعاصرة، مضت قرابة خمسة عقود من العمل المضني والاجتهاد والإخلاص في سبيل بناء هذه الأرض الطيبة وعمان «الأم»، كما أسماها السلطان الراحل، لتمضي المسيرة الظافرة باتجاه «رؤية واضحة وطموحات عظيمة»، هدفها أن تشيّد الأفضل بناء على المتغيرات والتحولات في الحياة الإنسانية وقضايا العولمة وغيرها من المستجدات على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.

 

في البدء يمكن التأكيد على أن هذا الخطاب يأتي مكملًا للكلمة السامية التي تفضل بها جلالة السلطان المعظم في يوم الحادي عشر من يناير الماضي صبيحة السبت الحزين، حيث كان ثمة وضوح في الرؤية باستمرارية التطوير وأن إرث السلطان الراحل ومكتسبات النهضة العمانية سوف تشكل برنامج العمل المقبل في الطريق إلى المستقبل.

بيد أن الفرق بين الكلمة السامية والخطاب السامي، هي أن الكلمة كتبت في لحظة الفاجعة والأسى الكبير على فقيد الوطن، وكانت قد حملت التأكيدات والتمسك بالعهد والعرفان لباني النهضة، كذلك أكدت على جملة المرتكزات والمكتسبات في المشروع العماني الحديث، فيما جاء الخطاب السامي بعد انتهاء فترة الحداد الرسمي ليعلن عن بداية مرحلة جديدة ويضع المعالم لدرب التجدد باتجاه الطموحات العظيمة.

الدلالات الأولية

من قراءة أولية للخطاب السامي فإنه يمكن أن يقسم إلى خمس وحدات تقريبا ركزت على تجدد النهضة العمانية واستمرارها ومن ثم ثيمة الإنسان الذي يشكل ثروة المستقبل وسند التنمية المستدامة العنصر الذي طالما عوّلت عليه عمان في رحلة التحديث والعصرنة، أما الثيمة أو الوحدة الثالثة فهي تطوير الأداء الحكومي والإعلاء من قيمة العمل بشكل عام برد الاعتبار لهذه العبادة الشريفة، وتعزيز الإخلاص والانضباط والشفافية والمحاسبة وغيرها من المعاني المرتبطة بهذا الإطار.

في الثيمة الرابعة سوف نقف مع دولة القانون والمؤسسات والقيم العليا التي تحتفي بقيمة هذا الوطن وبعده الحضاري وضرورة المحافظة عليه ورفعته إلى مصاف التقدم والازدهار والنماء المشرق.

وفي الثيمة الخامسة هناك تركيز على الآفاق البعيدة للمشروع التجديدي، من الانتقال بعمان لمستوى الطموحات والآمال وتكريس الحياة لأجل عمان المستقبلية، وفق المناظير التي طرحها الخطاب السامي، وأشار إليها جلالته - أيده الله - كموجهات تتطلب الاشتغال عليها من ناحية القراءة المتعمقة لاستخراج الدلالات والانتقال بالأفكار والنقاط المضيئة إلى برامج وخطط واستراتيجيات تصوغ الفكر المقبل للمرحلة القادمة، في إطار منظومة الرؤية المستقبلية «عمان 2040» التي أشار إليها جلالة السلطان في خطابه السامي، لا سيما أن جلالته ترأس اللجنة الرئيسية لهذه الرؤية بعيدة الأفق.

النهضة والإلهام

في الجزء الأول من الخطاب كان هناك ملمح واضح وتأكيد على أن إرث السلطان قابوس -عليه رحمة الله- هو الملهم للأجيال حيث جاء في وصف الخطاب السامي مآثر السلطان الراحل بالخالدة «التي ستبقى مفاخر وطنية لعمان الغالية حاضرا ومستقبلا، ومصدر إلهام للأجيال القادمة يستلهمون منها الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن والحفاظ على قيمه ومكتسباته وصون أمنه واستقراره والإسهام في نمائه وازدهاره».

فالنهضة التي قادها السلطان قابوس أسست للقيم والمفاهيم والمرتكزات، التي يتم الانطلاق منها اليوم إلى تأسيس التجدد لمستقبل يقوم على الاستمرارية في قيام الأجيال الجديدة بالمضي في حمل الراية، عبر ترسيخ قيم التفاني في خدمة هذا الوطن وصون أمنه، بأن تظل عمان «الغاية الأسمى»، كما جاء في نص الخطاب السامي.

في الإشارات التي تتعلق بالنهضة والإلهام فإن هناك العديد من المحاور التي تؤسس تفصيلًا لهذا المقصد، من تعميق الرؤية بالجذر العميق لسلطنة عمان الذي يعني التحضر والقدرة على التأثير وحمل «رسالة عمان للسلام تجوب العالم»، تلك الرسالة التي تتميز بالإرث العظيم والغايات السامية «تبني ولا تهدم، تقرّب ولا تبعد».

وقد أكد جلالته: «هذا ما سنحرص على استمراره معكم وبكم لنؤدي جميعًا بكل عزم وإصرار دورنا الحضاري وأمانتنا التاريخية».

يرتبط الدور الحضاري والأمانة التاريخية كمتلازمتين للانطلاق باتجاه الإلهام، بعملية المضي في طريق البناء والتنمية، والثقة بالقدرات للتعامل مع كافة المراحل، وهي عمليات متكاملة يصعب فصلها إذ سيكون المنطلق التاريخي مندغما في صميم اللحظة الحديثة والمعاصرة، في صفاء من الإشراق الذي يتبلور عن هذه الثنائية الرائعة التي تشكل جوهر مشروع النهضة العمانية الحديثة وريادتها، في متلازمة الوفاق بين الأمس واليوم، ما كان وما حاضر، لأجل ما سيكون.

الإطار الإنساني

طالما راهنت النهضة العمانية على الإنسان بوصفه محرك «دينمو» الإنتاج والعطاء، وتلازم ذلك في الاهتمام الكبير بعملية التعليم بوصفها المؤسس لهذا الفعل المستقبلي، ومن ثم تعززت هذه المسألة الإنسانية عبر عدد من المراحل المتعاقبة لتصوغ شكل الدولة المعاصرة التي جاء جوهرها وهو يحمل الاعتراف الكامل بالعقل الإنساني، فالنظر إلى الإنسان هو إيمان بالقدرات والطاقات والاهتمام بها.

ومن هنا فإن الثيمة الثانية من الخطاب السامي كان طابعها التركيز على هذه الثروة الحاضرة والمستقبلية التي تشكل سند التنمية الشاملة في كافة نواحي الحياة ومناحي التطور المنشود.

جاءت من هذا البعد الإشارة الجلية إلى الشباب بوصفهم «ثروة» يجب الاهتمام بها، إذ جاء النطق السامي مبينا في هذا الباب في قول جلالته: «إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحق».

هذا البيان جلي في معناه من أن الشباب هم مرتكز في المرحلة المقبلة، وهم قطعا رأس رمح وعضد كل عصر، أيضا من ناحية موضوعية فإن الأرقام والبيانات تشير إلى أن غالبية الشعب العماني هم من شريحة الشباب، ما يعني فعليا أنهم من يقود المرحلة المقبلة باتجاه إنجاز الرؤية المستقبلية وتحقيق الطموحات العظيمة.

في السياق الإنساني الذي يشكل الشباب جزءًا منه، يمكن الانتباه إلى عدد من المرتكزات التي تغطي قضايا حيوية مثل نظم التوظيف والتشغيل وسياسات العمل التي سوف تخضع لمراجعات بهدف تقديم الأفضل، ويرتبط ذلك بصيغ إعلاء قيمة العمل والتعليم والتدريب وحفز المهارات العصرية، بما يمكن من «الاستفادة القصوى من الموارد والخبرات والكفاءات الوطنية، واستيعاب أكبر قدر ممكن من الشباب، وتمكينهم من الانخراط في سوق العمل، لضمان استقرارهم ومواكبة تطلعاتهم، استكمالًا لأعمال البناء والتنمية».

أيضا في الإطار الإنساني يأتي التعزيز لمفهوم الشراكة ودور المرأة بجوار الرجل في عملية البناء والتنمية والتحديث، ما يرسم التشاركية في صناعة الحاضر والمستقبل، ويمكن ربط مجمل هذه المحصلة بتوليفة تضم قيم التضحية والبذل والبصيرة والحكمة، تلك العناوين اللافتة والجديرة بالـتأكيد والتركيز عليها لأجل تعزيز النهضة الإنسانية.

الهيكلة والتحديث وقيمة العمل

تشكل الهيكلة والتحديث ثيمتين مركزيتين للتطوير في المرحلة المقبلة وفق النطق السامي والموجهات المستقبلية، إذ يشير جلالته في البدء إلى الآتي: «إننا نقف اليوم بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين على أعتاب مرحلة مهمة من مراحل التنمية والبناء في عمان، شاركتم في رسم تطلعاتها بالرؤية المستقبلية عمان 2040، وأسهمتم في وضع توجهاتها وأهدافها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما يجسد الرؤية الواضحة والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارًا ونماء».

من الجدير بالانتباه هنا أن نربط بين الرؤية المستقبلية كإطار مرجعي، ومن ثم رؤية جلالة السلطان هيثم بن طارق، في تصور مستقبل عمان خلال عقدين مقبلين على الأقل، وإذ لخص جلالته جملة هذا المشهد في «الرؤية الواضحة والطموحات العظيمة» لأجل الغاية الأسمى في «مستقبل أكثر ازدهارًا ونماء».

كما لا بد من التذكير بالترابط بين الاجتماع والاقتصاد والثقافة، التي يصعب الفرز بينها أو إزالة المسافات في المعرفة الحديثة، لا سيما مع القيم التي أكد عليها جلالته من الابتكار والتقنيات الحديثة وجملة مشروعات التحديث في هذا الإطار الذي يأخذ من صيغة الشباب ومن أدوات التقنية والعصر الإنساني الجديد.

هناك ربط كبير أيضا بين الهيكلة والتحديث وتطوير الأداء الحكومي وإعلاء قيم العمل والإنتاج، وحيث حدد جلالة السلطان العديد من الملامح الأساسية في هذا الإطار.

ففي حين ترتبط الهيكلة بالجهاز الإداري للدولة، يذهب التحديث إلى منظومة التشريعات والعمل، بهدف تحقيق جملة من الأهداف المتمثلة في: تبسيط الإجراءات وتفعيل الحوكمة الفاعلة التي تقود لحراك اقتصادي مستدام دعامته قيم العمل.

وفي الخطاب السامي سنجد أن هذه النقاط فصلت بشكل جلي، من حيث مراجعة الشركات الحكومية لرفع الأداء، ودراسة آليات صنع القرار الحكومي، وتوجيه الموارد المالية التوجيه الأمثل، وخفض المديونية وزيادة الدخل، وبحيث يتجه كل ذلك إلى الأهداف البعيدة في تحقيق التنويع الاقتصادي المرتجى عبر سياسات عمل جديدة ومرنة مرتبطة بالغايات الوطنية، وفاعلية النزاهة في كافة القطاعات، ويجب أن نعيد التذكير هنا بالمحور الإنساني السابق لتكتمل معنا الصورة المشهدية لترابط ثيمات الخطاب السامي وتتابعها في تشكيل مشهد الرؤية الواضحة.

القانون والقيم العليا

يتأكد الإطار المرجعي للدولة الحديثة من خلال منظومة تشريعات قوية وقوانين راسخة تلبي التطلع نحو البنى العصرية والتحديث، وفي هذا الإطار فقد كان التأكيد السابق على تحديث منظومة التشريعات والقوانين.

أما في الثيمة الرابعة فيأتي البيان الأوضح من جلالته في التشديد على مدلول دولة القانون ذات الطابع المؤسسي التي تقود إلى تشكيل الطريق السليم إلى تعضيد وترسيخ القيم العليا والوطنية وثقافة الاستلهام من جوهر المتأسس عبر القرون مرورًا بالنهضة الحديثة واللحظة الراهنة. دعا جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى التمسك بالثوابت الوطنية التي لا محيد عنها، وحيث لا بد من تعزيز ذلك عبر ما أسماه جلالته «أسباب التمكين» أو «أسباب الدعم والتمكين» - حيث وردت بالصيغتين في الخطاب السامي -، تلك التي تمكن من الانتقال للمرحلة المقبلة من التطلعات الوطنية.

هنا سوف تبرز العديد من القيم والمفاهيم التي لا بد من ترسيخها بفاعلية البناء والإضافة، من حيث الآتي:

أولا: الطابع المؤسسي للدولة والأدوار التي يضطلع بها الأفراد.

ثانيا: المساواة والعدالة بين الجميع في المجتمع، بما يجعل التميز للعطاء والعمل والروح الوطنية التي تبني وسواعد الجد والإنتاج والتشاركية.

ثالثا: التأكيد على تكافؤ الفرص بين الجميع.

رابعا: صيانة مبادئ الحريات العامة، بما في ذلك المبدأ الإنساني الأصيل في حرية التعبير.

خامسا: تأكيد جلالته على دور الأجهزة العسكرية والأمنية في حماية المكتسبات والوطن والذود عن كل شبر من التراب الغالي.

لعل الناظم الأساسي هنا لكل هذه المبادئ يلخص في المصلحة العليا بوصفها الدليل والمنشود، حيث الوطن قبل كل شيء.

الرؤية البعيدة

إذا كان الخطاب السامي قد أتى حاملا تصورات وموجهات وأفكار المرحلة المقبلة من حيث المطلوب في الراهن الحالي، فهو في الوقت نفسه قد أشار إلى الموجهات بعيدة المدى، أو ما يمكن الاصطلاح عليه بـ«الرؤية البعيدة»، التي لا شك أنها ذات ارتباط كبير بتلك «الطموحات العظيمة» التي يطمح إليها جلالة السلطان لأجل عمان ومستقبلها، حيث تأتي متلازمة التاريخ هنا ونجاحاته لتتجه إلى البعيد جدًا من الأفق في الغد القصي.

يمكن تلخيص مجمل هذه المشهدية في الانتقال بعمان لمستوى الطموحات والآمال البعيدة، بتكريس الحياة لأجل هذا الوطن، وهي غاية متجددة ذات طابع استمراري تحمل بذرتها التي تتولد مع كل مرحلة بأشكال جديدة من الثمار والنكهات وفيض المعطيات، التي تأتي مع المرحلة الزمنية والعصر عبر مستجداته وتحولاته.

هنا يتحدث الخطاب السامي عن الاستمرار في المسيرة الظافرة، بيد أن ذلك يقوم على محورين، منها:

الداخلي، فيما جرى التعريف به من خلال المقدمات المذكورة وتفصيلها.

الخارجي من خلال التفاعل مع العالم بالنظر إلى التحديات الدولية ووضعها في الاعتبار، حيث إن أي دولة في العالم المعاصر ليست نسيج وحدها، بل هي تخضع لهذا التشابك والأخذ والعطاء، أو التفاعل مع مجمل المشهد الدولي. هناك جانب مهم واستراتيجي وهو المحور الاقتصادي الذي يشكل دعامة المستقبل التي تلبي الجوانب الاجتماعية والرفاهية والازدهار ويقوم عليه نسيج التطلع باتجاه الرؤى البعيدة، من خلال متحركات العصر والزمن.

سنستلهم في هذا المدلول، العديد من الموجهات في الخطاب السامي، التي تؤكد على ديمومة النشاط الاقتصادي الحديث، من خلال مضاعفة أدوار القطاع الخاص وربط ذلك بمفاهيم العمل والإنتاج المنشودة في المرحلة المقبلة من خلال تأكيدها المستمر، وربطها بقيم الابتكار والثورة الصناعية الرابعة وما إلى ذلك من المنشودات، وهنا يمكن أيضا الانتباه بجلاء إلى إشارة الاهتمام والتركيز على ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل مرتكز النهضة الاقتصادية المستقبلية في أغلب دول العالم، مع التوضيح بأن الريادة ذات صلة كبيرة بالابتكار فهي لا تعمل على العادي أو المكرر من الأشياء والأفكار.

أخيرا ..

أمام جملة من الإشارات والدلالات والقيم التي حفل بها الخطاب السامي، التي يصعب تلخيصها إذ تنفتح للتأويل والقراءات المتواترة، بناء على درجة الوعي والمعرفة، وطبيعة التخصص ونوعية الحقول، فالطريق إلى المستقبل والطموحات العظيمة، يرتسم عبر الإرادة والإخلاص والعرفان لهذا الوطن وإرثه العظيم وقيادته، حيث إن التكاتف والتشارك هو الذي يشكل العنوان الأسمى والأبرز لصياغة المستقبل.

لقد أشار جلالته إلى عملية البناء، وقابل بين ثيمة البناء والتقدير والثناء، وهو ما يعني مفهوم التقدير والتقدير لكل جهد صادق لأجل عمان، بما يقودها إلى الرفعة والمزيد من التطوير. وإذا كان جلالته قد ابتدر خطابه السامي بالآية الكريمة «ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا»، فقد جاء ختامه بالشكر إلى الله والدعاء «.. وإننا إذ نشكر الله عز وجل على ما أسدى وأنعم نتوجه إليه جلت قدرته بالدعاء أن يعيننا على حمل هذه الأمانة العظيمة، وأن يجعل التوفيق والسداد حليفنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأن يحفظكم أبناء عمان الأوفياء أعزة كرامًا».

فهي أمانة عظيمة بقدر الطموح العظيم، وما التوفيق والسداد إلا من عند الله، الذي يؤتي الرحمة، ويهيئ سبل الرشاد.