1443813
1443813
مرايا

هل أنت مع الفحص الإلزامي للأمراض الوراثية قبل الزواج؟!

26 فبراير 2020
26 فبراير 2020

لحياة سليمة وأبناء أصحاء نبني بهم المستقبل -

استطلاع- سارة الجراح -

ناقش مجلس الشورى مقترحا يدعو إلى إلزامية إجراء الفحص الطبي للأمراض الوراثية قبل الزواج.

وأشارت آخر المسوحات الصحية في السلطنة إلى مدى انتشار أمراض الدم الوراثية بشكل كبير مقارنة بعدد السكان، حيث إن نسبة الأفراد المصابين بالمرض تصل إلى 9% ونسبة حاملي فقر الدم المنجلي 6% ومرض الثلاسيميا 2% بين الأطفال العمانيين أقل من 5 سنوات، وتشير نسبة الأمراض إلى تزايد أعداد المصابين بهذه الأمراض.

والفحص قبل الزواج والإلزام به قلق يداهم البعض ويرفض القيام به، حتى يتجنب أي توقعات لم تكن في الحسبان، وربما تنتهي بإنهاء العلاقة التي كانت في مسارها للزواج، والسبب النتيجة الطبية والتي تكون في نظره سلاحا ذا حدين، وقد يكون الإصرار عليه من قبل بعض الأهالي في حال كان الزواج هو زواج الأقارب خوفاً من الأمراض الوراثية، والبعض الآخر لا يعطي للموضوع أهمية قائلاً: كل شيء بيد الله.. ونعم بالله، حول الإلزام بالفحص هل أنت مع أو ضد؟ ولماذا؟

سيف بن عبدالله الرقادي يقول: نعم مع الفحص قبل الزواج، وذلك للحد من انتشار الأمراض المعدية والوراثية بين أفراد المجتمع، لأن إنجاب أطفال مصابين بأمراض وراثية سيؤدي إلى ضعف وتخلخل بنية المجتمع، والفحص يساعد كثيراً في اكتشاف ذلك ويقلل من الضغوطات النفسية لدى الزوجين، وتكوين أسرة آمنة ومستقرة وصحية، وفي رأيي بأن صلة القرابة تلعب دورا كبيرا في نقل الأمراض الوراثية، ولذلك يجب على الزوجين زيارة طبيب الأمراض الوراثية للتأكد من أنهما لا يعانيان من أي مرض وراثي.

أشواق بنت محمد الحارثية تقول: نعم أؤيد؛ وذلك لتفادي تناقل الأمراض الوراثية المزمنة، والتي تأخذ جهدا بدنيا ونفسيا من الوالدين في الاهتمام بالأبناء المصابين بالمرض، كذلك تخفيف العبء على الدولة في الرعاية الصحية والتي تأخذ من ميزانية الدولة، مما يؤثر على جودة الخدمات الصحية لبقية الشعب، وتحد من التأثيرات النفسية والبدنية للأبناء المصابين وخصوصا عندما يكبرون، مما يؤثر في إيجادهم للعمل وصعوبة الارتباط، خاصة حاليا بعض الأسر غير مدركة وغير مثقفة صحيا بما يختص في الفحص الطبي، ولا يقتصر انتقال الأمراض الوراثية بصلة القرابة، ففي بعض الأسر لم يكن لديهم العلم أنهم حاملون للمرض، وتزوجوا خارج نطاق العائلة، واكتشفوا ذلك عندما رزقوا بأطفال مصابين.

لذا الفحص عن أمراض الدم الوراثية مهم للشباب الراغبين في الزواج حيث يقيهم مستقبلا من المشاكل الصحية التي قد تظهر على الأبناء، والمعرفة بالمرض يجعل الشباب يتحملون المسؤولية في اتخاذ قرار الارتباط من عدمه.

قضية شائكة

كما يؤيد محمد سعيد الجرادي فكرة الفحص حيث أوضح قائلا: الفحص الطبي قبل الزواج قضية شائكة لها أبعاد متباينة، فقد تكون سببا في نجاح العلاقة الزوجية وتقويتها، ويمكن أن تؤدي دورا مؤثرا في اتخاذ القرار الصعب بالانفصال والترحيل وتشتت الأسر، ومهما كانت تلك النتائج إلا أن الحقيقة التي لا تقبل الجدال أن الفحص الطبي قبل الزواج أصبح أمراً مهما لتفادي حدوث مشاكل مستقبلية تؤثر بشدة على العلاقة الزوجية.

والحقيقة الأكثر تأكيدا أن المجتمع ما زال يرفض وبشدة تلك الحقيقة ويعتبره عيبا ومجالا لا يجب الخوض فيه أو التلميح إليه، لأنه يحمل في داخله إهانة للطرف الآخر لا يمكن نسيانها أو تجاهلها! لذا يجب أن تتكاثف الجهود من كل الجهات المختلفة بالدولة لنشر التوعية المجتمعية وتفعيلها.

كما نعلم بأن في فترة الخطوبة يهتم الطرفان بالاختبارات النفسية، ويفكر كل طرف في الآخر هل هو الشخص الذي كان يبحث عنه ويتوافق مع طباعه أم لا، إلا أنهم يتجاهلون تماماً الجانب الصحي ومدى التوافق بينهما فيه، على الرغم مما قد يسببه بعد ذلك من مشكلات قد تؤدي إلى الانفصال، وسواء كانوا مقتنعين بأهمية هذه الفحوص من عدمها، إلا أن الثقافة السائدة في المجتمع هي السيطرة للتحكم في جانب لا يمكن إهماله في حياتهم، وهي قبول القيام بتلك الفحوصات أو رفضها.

وتظهر نتائج تجاهل الفحوصات وعدم الأخذ بها في جيل أكثر مرضا، وذلك بسبب الأمراض الوراثية التي تسيطر في هذا الزمان، لذا يجب توعية الشباب ويبدأ من قبل العائلة الأب والأم، فلهما الدور الأكبر في غرس هذه الثقافة لتفادي ما لا يحمد عقباه، وخلق جيل واع يعي أبعاد ضرورة هذه الفحوصات المهمة جدا.

لذا أشجع كل أسرة بأن تغرس هذا الفهم في أولادهم، والسعي في خلق مجتمع واع صحي خال من الأمراض الوراثية، وأفضل طريقة لإقناعهم هو عرض فيلم وثائقي نشاهده جميعا لكي يشعروا بخطر عدم الفحص المبكر، وغرس الفكر الإيجابي في مخيلتهم.

الحد من الأمراض

وتقول أم هاشم: أنا متزوجة منذ ٢٠ سنة، وكانت في حينها ثقافة الفحص قبل الزواج ضعيفة ولا يعيها الكثير من أفراد المجتمع، فتزوجت بدون فحص ما قبل الزواج والحمد لله رزقت بأطفال أصحاء لأن زوجي لا يحمل أمراضا وراثية، على الرغم من أني اكتشفت في بداية أول حمل لي بأني أحمل إحدى الأمراض الوراثية في الدم.

لهذا أنا من المؤيدين على الفحص قبل الزواج سواء الزواج من الأهل أو غير الأهل، فصلة القرابة ليست هي السبب الرئيسي للأمراض الوراثية، وإنما قد تكون مشاكل وراثية يحملها كلا الزوجين حتى ولم يكونا من الأقارب، فالفحص الطبي قبل الزواج مهم جدا للحد من انتشار الأمراض الوراثية التي تستنزف مبالغ كثيرة للعلاج والرعاية إضافة إلى الأضرار الصحية والنفسية والاجتماعية..

عدم الاستقرار

ويقول عارف بن جمعة البوسعيدي: نعم مع إلزام الفحص لتفادي الأمراض الوراثية، وأرى أنها مسؤولية من مسؤوليات ولي الأمر الإشراف والمتابعة على الفحوصات الطبية للحرص على سلامات الشابين قبل الزواج وللاطمئنان على مستقبل حياتهم الزوجية، وهناك فئة من المقبلين على الزواج يوافقوا وبشدة على الفحص، والبعض الآخر مازال في تردد وتخوف من الفحص الطبي قبل الزواج.

ورسالتي لكل من هو متردد أو متخوف أن عليه القيام بالفحص، فهو مهم وضروري لكل شاب وفتاة لتفادي إنجاب أطفال غير أصحاء من خلال الجينات الوراثية، وتفادي التكاليف المترتبة على الزواج من الأقارب وبدون فحوصات طبية مسبق، ونتائج الأضرار هي عدم استقرار الحياة والعبء على المجتمع لوجود احتياجات خاصة مكلفة تحتاج إلى رعاية خاصة من الأسرة والمجتمع.

لا أؤيد

بينما يقول سعيد بن سليم السوطي: لا أؤيد إلزام الشخص لكي يعمل الفحص الطبي عن الأمراض الوراثية، ويفضل أن تأتي بقناعة ترضي الطرفين، لأن أحيانا الطرف الأول يخاف من أن تكون النتيجة غير إيجابية بالنسبة للطرف الآخر، صحيح أن الفحص الطبي قبل الزواج يعطي النتيجة المناسبة للطرفين، لكني لا أؤيد إلزامه.