1445456
1445456
العرب والعالم

عودة الحياة إلى طبيعتها على حدود غزة بعد يومين من التوتر

25 فبراير 2020
25 فبراير 2020

لإسقاط «حماس» .. إسرائيل تعد خطة للسيطرة على القطاع -

غزة - (الأراضي الفلسطينية) - (أ ف ب) - عاد الهدوء إلى حدود قطاع غزة بعد مواجهة عسكرية استمرت يومين بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، وهو ما أثار مخاوف من التصعيد قبل أسبوع من الانتخابات الإسرائيلية.

ومنذ منتصف الليلة قبل الماضية إلى عصر أمس لم يسجل إطلاق صواريخ أو قذائف هاون من القطاع تجاه البلدات الإسرائيلية، ولم تنفذ إسرائيل أي قصف جوي أو مدفعي، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة.

وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وقف إطلاق النار مساء أمس الأول لكنها تراجعت لفترة وجيزة، متهمة إسرائيل باختراقه. وأطلقت عددا من الصواريخ، وشن الجيش عدة غارات جوية ليلا مستهدفا مواقع عسكرية للحركة الإسلامية.

وقال مصدر في الجهاد إن «تهدئة متبادلة» دخلت حيز التنفيذ قبل منتصف الليل، لكن، كما في مرات سابقة، لم يصدر أي تأكيد إسرائيلي رسمي.

وفي القطاع انتظمت الحياة كعادتها أمس، وعادت الحياة إلى طبيعتها أيضا في المناطق الإسرائيلية القريبة من القطاع.

وقال الجيش في بيان إنه سمح بعودة مواطني هذه المناطق إلى اشغالهم ورفع القيود المفروضة. وأعيد فتح الطرقات وشبكة القطارات، لكن نحو خمسة وستين ألف تلميذ لم يتوجهوا لمدارسهم أمس.

وقالت وزارة الدفاع الاسرائيلية ان معبر بيت حانون (ايريز) الحدودي الرئيسي بين القطاع واسرائيل «أعيد فتحه أمام المرضى» الفلسطينيين، بعد إغلاقه الإثنين. وأكد مصدر فلسطيني رسمي عودة المعبر «جزئيا» للعمل.

وأطلق مقاتلو حركة الجهاد، وهي ثاني أكبر فصيل مسلح في القطاع بعد حركة حماس التي تسيطر على القطاع، أكثر من 80 صاروخًا وقذيفة هاون باتجاه البلدات الإسرائيلية بعد أن قتل الجيش فجر الأحد أحد نشطائها الذي اتهمه الجيش بزرع عبوة متفجرة قرب الحدود في خان يونس جنوب القطاع.

وبث ناشطون فلسطينيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لجرافة عسكرية إسرائيلية وهي تسحب جثة القتيل باتجاه المنطقة الإسرائيلية على الحدود، وهو ما أثار غضب الفلسطينيين.

ورأى جمال الفاضي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة أن بث هذا الفيديو «دفع» حركة الجهاد «لرد الاعتبار والقول إنها تستطيع الرد بقوة في حال أرادت إسرائيل فرض أمر واقع جديد».

واعترض نظام «القبة الحديدية» للدفاعات الجوية الإسرائيلية معظم الصواريخ التي أطلقها الجهاد.

وقال الجيش إن صاروخا سقط في ملعب فارغ. وردت الطائرات المقاتلة والمروحيات الإسرائيلية بضربات على أهداف للجهاد في مناطق مختلفة في القطاع، وكذلك استهدفت موقعا للحركة في سوريا.

ووفق الفاضي يعتبر التوتر الأحد «الأكثر عنفا» بين إسرائيل والجهاد منذ نوفمبر، عندما قتلت إسرائيل بهاء أبو العطا وهو أبرز القادة العسكريين للحركة. ما أدى اندلاع مواجهة عسكرية استمرت ثلاثة أيام، قتل خلالها 35 فلسطينيا وأصيب أكثر من 100 آخرين، دون أن يقع قتلى في إسرائيل رغم إطلاق مئات الصواريخ من غزة. وتسود تهدئة هشة في القطاع توصلت إليها حماس وإسرائيل بوساطة مصرية، في أواخر عام 2018 وتم تجديدها عدة مرات بعد اندلاع مواجهات.

وبموجب تفاهمات التهدئة، سمحت إسرائيل بتخفيف جزئي لحصارها المفروض على القطاع منذ 2006، ووافقت على إدخال دولة قطر نحو ثلاثين مليون دولار شهريا لدفع أثمان الوقود لمحطة الطاقة الوحيدة في غزة ودفع مساعدات نقدية لحوالي 120 ألف أسرة فقيرة في القطاع. ومنذ 2008 شهد القطاع ثلاثة حروب كان آخرها في العام 2014.

وقال الفاضي إن حركة الجهاد استغلت الأجواء التي تسبق الانتخابات في إسرائيل (المقررة في 2 مارس) لتعزيز أنها «رقم مؤثر في أي معادلة سواء هدوء مقابل هدوء أو هدوء مقابل تفاهمات».

من جانبه ، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس أمس، إن الحكومة أعدت خطة للسيطرة على قطاع غزة بالكامل لعدة أسابيع، بهدف إسقاط حكم حركة «حماس».

وأضاف الوزير لهيئة البث الإسرائيلية (رسمية) أمس : «أعدت إسرائيل خطة شاملة للسيطرة على كامل قطاع غزة لعدة أسابيع من أجل إسقاط حكم حركة حماس وتدمير صناعة الصواريخ إذا لم يكن هناك خيار آخر».

ولم يوضح الوزير تفاصيل عن الخطة التي يتحدث عنها، فيما اكتفى بالقول: «إنها كبيرة وصعبة للغاية ومختلفة جدًا عن كل ما فعلناه في غزة حتى الآن». وأفاد شتاينتس بأن «غزة ستكون دائما مشكلة».

ودافع عن التوصل الى اتفاقات تهدئة مع الفصائل الفلسطينية، وقائلا: «الحل المؤقت هو محاولة التوصل إلى اتفاق، وهو ما يعني الهدوء بالنسبة لنا، عدم الركض إلى الملاجئ كل أسبوع ومحاولات قتل الجنود كل شهر».

وتابع: «والاتفاق مع غزة يعني أنه إذا كان هناك هدوء، فسنسمح لها بالتنفس اقتصاديًا»، محذّرًا من أنه «إذا استمروا (الفصائل الفلسطينية) في إطلاق النار، فلن يكون هناك اتفاق».

من جهته، دعا وزير الخارجية يسرائيل كاتس، في حديث لهيئة البث، إلى «تغيير القواعد في غزة وعدم الاكتفاء بعمليات عسكرية»، دون مزيد من التفاصيل.

في حين أكد حازم قاسم الناطق باسم حماس في بيان أن «المقاومة قادرة على قلب المعادلة وبعثرة أوراق الكيان الصهيوني سياسيا وعسكريا وميدانيا».