1445172
1445172
المنوعات

صالون مداد يقرأ أدب الرحلات سيميائيا في معرض الكتاب

25 فبراير 2020
25 فبراير 2020

كتبت - بشاير السليمية -

قدم الباحث عمر النوفلي مساء أمس الأول في أمسية نظمها صالون مداد بمعرض مسقط الدولي للكتاب جلسة بعنوان «قراءة سيميائية في أدب الرحلات للكاتبين خالد العنقودي وجمال النوفلي»، وبدأ النوفلي الجلسة معرفا أدب الرحلات على أنه مجال معرفي ومادة خصبة في الانفتاح على الآخر»، مشيرًا إلى أنه بدون هذه الرحلات لا يمكن للإنسان أن يدرك أغوار الشعوب وما يحيط بها من علاقات اجتماعية.

وعرف النوفلي بعد ذلك السيميائيات على أنها علم يعنى بدراسة حياة العلامات داخل الحياة الاجتماعية، وكانت الغاية المعلنة والضمنية لهذا العلم الجديد تزويدنا بمعرفة جديدة تساعد على فهم أفضل لمناطق هامة في الوجود الإنساني.

وفي حديثه حول كتاب «هيا نحضر عرسا في اليونان» لجمال النوفلي أنه طرح في هذه الرحلة مادة وصفية تسجيلية عن اليونان وعن الرحلة التي كان إطارها العام تلبية دعوة لحضور حفل زفاف، وحول العنوان قال النوفلي إنه يحمل قيما وإيديولوجيات معرفية وصولا إلى التدلال، والتي من خلالها عرج النوفلي إلى عدة قضايا يطرحها العنوان كالثقافة والسياسة والهجرة والاختلاف والذات والآخر، مترجمًا إياها في أسئلة من قبيل من أنا؟ ما هي الكيفية التي أعرف بها نفسي عن الآخر؟. كما أن الرحلة حسب تعبيره حملت في طياتها تساؤلات ومضامين سيميائية تدل على الضياع والتفكك والهروب من الأوطان بحثًا عن الذات والإنسانية.

وخلص النوفلي من خلال القراءة السيميائية للعلامات أن الدعوة إلى اليونان لم تأت اعتباطا دون أن تمرر مضامين تشغل الإنسان العربي كالضياع والهجرة والصراعات ونتاجات التحولات السياسية والثقافية والاجتماعية في الوطن العربي وتفاقم الحال بعد الربيع العربي.

أما كتاب الرحالة خالد العنقودي «زنجبار..أرخبيل القرنفل المنسي»، فقد قدم النوفلي فيه قراءة سيميائية للصورة التي اشتمل عليها الكتاب باعتبارها مادة توثيقية عن الرحلة، وتناول النوفلي من الكتاب ثلاث صور فوتوغرافية، وصف النوفلي الأولى على أنها تتحدث عن مجموعة من الشبان كما هو ظاهر فيها والتي رأى أنهم في الطريق إلى العمل الزراعي تتخللهم الفرحة، وأن الصورة كشفت عن معاناة وصبر وكفاح، وأن الملابس الرثة تفصح عن قيمة العمل في بلد يتمتع بخيرات الله الوارفة.

وفي الصورة الثانية أشار النوفلي أنها تفصح عن جانب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالثقافة العمانية من خلال الزي العربي الكامل بالدشداشة العمانية والكمة دلالة على أثر الوجود العماني في شرق إفريقيا. وفي الصورة الثالثة والتي كانت صور للقرنفل، والتي قال عنها النوفلي انها تكشف عن تعالق واضح مع العنوان «زنجيار أرخبيل القرنفل المنسي» وأشار إلى أن العنوان حمل قيمة وجودية لتاريخ العماني على أرض زنجبار. مشيرًا إلى أن تحليله لهذه الصور ليس بالقراءة النهائية، قائلا: «الصورة مفتوحة على مصراعيها لتقول أكثر مما يراه فرد من جماعة». وتحدث خالد العنقودي بعد ذلك عن رحلاته في أقطار العالم وطموحاته في مجال الرحلة والسفر، وعن المخاطر التي واجهها في وهو في بلدان العالم المختلفة وخصوصًا تلك التي زارها لأول مرة، وعن استعداده لهذه الرحلات، وفي إجابته لسؤال طرح من الحضور حول ما إذا كان يقرأ كثيرًا قبل أن يسافر لمكان ما، أجاب أنه لا يتبحر كثيرًا في المعلومات الخاصة بمكان معين حتى لا يكون صورة مسبقة قد تجعله لا يتشجع أو تثبط عزمه تجاه شد الرحال لذلك المكان.