1444705
1444705
العرب والعالم

ترامب يعلن عن اتفاقيات مع الهند في مجال الدفاع بمليارات الدولارات

24 فبراير 2020
24 فبراير 2020

أمام نحو 125 ألف شخص في مدينة أحمد آباد الهندية -

نيودلهي ( وكالات ): أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس أن الهند والولايات المتحدة الأمريكية سوف تعززان من شراكتهما الاستراتيجية من خلال التعاون في منطقة المحيط الهادي الهندي واتفاقيات في مجال الدفاع بمليارات الدولارات.

وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي أثناء حديثه أمام نحو 125 ألف مواطن في استاد للعبة الكريكت في مدينة أحمد آباد الهندية، ومعه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وقال ترامب «أعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تكون الشريك الأساسي للهند في مجال الدفاع، وهذا ما تسعى إليه. يمكننا معا أن ندافع عن سيادتنا وأمننا ونحمى منطقة المحيط الهادي الهندي الحرة والمفتوحة من أجل أطفالنا وللأجيال القادمة».

وأضاف«أنا سعيد بالإعلان عن أن ممثلينا سوف يوقعون اتفاقيات لبيع معدات عسكرية للقوات المسلحة الهندية بقيمة أكثر من 3 مليارات دولار».

وتعتبر واشنطن الهند قوة مضادة لتنامي النفوذ السياسي والعسكري للصين في آسيا. ويبدو أن العلاقات الدفاعية والاستراتيجية تتصدر أجندة زيارة ترامب.

وقال ترامب إن إدارته تعمل «بطريقة إيجابية للغاية مع باكستان لقمع المسلحين الذين يعملون على الجانب الباكستاني» مضيفا أن هناك دلالات على حدوث تقدم كبير من شأنه إحلال الاستقرار في المنطقة.

ويشار إلى أن الهند تتهم باكستان بدعم المسلحين الذين نفذوا هجمات كبيرة في الهند، تشمل الهجوم الذي شهدته مدينة مومباي عام 2008 . وتوقف ترامب قبل توجهه إلى الاستاد عند آشرام سابراماتي، أحد المعالم الدينية في مدينة أحمد آباد، التي أمضى فيها الزعيم مهاتما غاندي عدة أعوام.

وقد حضر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الهندي ناريندرا مودي أمس تجمعا هائلا ضم أكثر من مائة ألف شخص في ملعب جديد للكريكيت، في ما يشكل أهم حدث في الزيارة الرسمية التي تستمر يومين.

ومن على منصة أكبر ملعب للكريكت في العالم في أحمد أباد بولاية غوجارات (غرب) في التجمع الذي عقد تحت شعار «تحية لترامب» (ناماستي ترامب باللغة الهندية)، أشاد ترامب ومودي اللذان يركزان على العلاقات الشخصية بينهما في أجواء الخلافات التجارية بين البلدين بسبب السياسة الحمائية التي يتبناها كل منهما، بالعلاقات بين الهند والولايات المتحدة.

وقال مودي إن «العلاقات بين الهند والولايات المتحدة لم تعد مجرد شراكة كغيرها من الشراكات. إنها علاقة أعمق وأكبر بكثير».

وأشاد الرئيس الأمريكي الذي بدأ أمس أول زيارة له إلى الهند التي تضم 1.3 مليار نسمة بـ«الاستقبال الرائع» الذي لقيه هذا البلد التي وصلها قبيل الظهر.

وقال ترامب إن «أمريكا تحب الهند. أمريكا تحترم الهند، وستكون دائما صديقة وفية ومخلصة للشعب الهندي»، مشيدا بالتنوع الثقافي في الدولة الآسيوية العملاقة وبسينما بوليوود ولاعبي الكريكت.

وكانت مدارج ملعب ساردار باتال ممتلئة عند وصول الزعيمين. وبدأت صفوف الانتظار لدخول الملعب في التشكل منذ الساعة الرابعة صباحا. لكن غادر حوالي نصف الحاضرين الملعب قبل أن ينهي ترامب خطابه، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وفق ما قال صحفيون من وكالة فرانس برس. وقال ديف خاتري العامل في محل لبيع الهواتف في أحمد أباد وجاء مع أصدقائه للاستماع أساسا للزعيم الهندي، لوكالة فرانس برس «نحن سعداء جدا لأن مودي يقود بلدنا، وسعداء بطريقة تنظيمه لهذا الحدث مع ترامب، ستعود علاقته به بالنفع على البلاد».

أما طالب الهندسة ماناف باتال (18 عاما)، فقال متأسفا «غادرنا في منتصف خطاب ترامب. كان الجو حارا جدا. لقد غادر الناس الجالسون أمامنا أيضا».

وتعتبر الهند حليف استراتيجي للولايات المتحدة في آسيا، اذ تعتبرها واشنطن قوّة توازن ممكنة لصعود الصين في المنطقة.

وحيا آلاف الهنود الرئيس الأمريكي عند مروره في الطريق الذي سلكه لحضور التجمع الحاشد، لكن لم تبلغ الأعداد «ملايين» الناس كما توقع قبل زيارته.

وصرح ترامب الأسبوع الماضي «لا نلقى معاملة جيدة من الهند، لكن من حسن الحظ أنني أكنّ تقديرا كبيرا لرئيس الوزراء مودي».

وأقام مودي التجمع تحت شعار «تحية لترامب» ردا على مهرجان مماثل أقامه الرئيس الأمريكي له في هيوستن بولاية تكساس في سبتمبر الماضي وحمل اسم «هاودي مودي» (تحية لمودي باللهجة المحلية).

وتوجه ترامب الى أكرا لزيارة تاج محل تزامنا مع غروب الشمس برفقة زوجته ميلانيا قبل أن يتوجه إلى نيودلهي حيث تعقد اليوم اجتماعات ثنائية بين مسؤولين أمريكيين وهنود. وقال الطالب هارس كومار (18 عاما) لوكالة فرنس برس عند مغادرته الملعب «أعجبنا مديح ترامب للهند وحديثه عن أهمية العلاقات بين الهند والولايات المتحدة». وأضاف أن الرئيس الأمريكي «تحدث عن مواضيع مهمة على غرار التجارة والشباب، ونأمل أن يعالج مشاكل مثل التأشيرات والتجديد». وأضافت السلطات كميات كبيرة من المياه في نهر يامونا المجاور للضريح الذي شيّد في القرن السابع عشر. ويشهد النهر تلوثا، وتهدف خطوة السلطات إلى تجنيب الرئيس الأمريكي وزوجته الروائح الكريهة التي تنبعث عادة منه. ولا ينتظر أن تجري إعلانات مهمة خلال زيارة ترامب. ويتواجه البلدان في خلاف تجاري منذ أكثر من عام، لكن لا يبدو أنه تم التوصل لتفاهم حتى الآن، ولن يوقع اتفاق تجاري مهم خلال الزيارة. ولا تخفي واشنطن غضبها من الحمائية غير المسبوقة التي تظهرها الهند. ويرى الأمريكيون أنهم لا يصلون بشكل كاف إلى الأسواق الهندية.