1444672
1444672
العرب والعالم

غدا.. اجتماع اللّجنة المشتركة للإشراف على اتفاق إيران النووي في فيينا

24 فبراير 2020
24 فبراير 2020

طهران تتعهد التزام الشفافية بشأن ضحايا «كوفيد-19» بعد الاتهامات -

عواصم- (وكالات): يجتمع ممثلون عن الدول التي لا تزال طرفا في الاتفاق النووي الإيراني في فيينا غدا الأربعاء، وفق ما أفاد مكتب الشؤون الخارجية الأوروبي بعدما أطلقت بريطانيا وفرنسا وألمانيا آلية فض النزاع إثر تخلّي طهران عن بعض التزاماتها.

وأفاد مكتب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، المكلّف الإشراف على اجتماع اللجنة بموجب آلية فض النزاع، إن المسؤولة هيلغا شميد ستترأس الاجتماع نيابة عنه.

ويأتي الاجتماع في وقت تحاول الأطراف الأوروبية الموقّعة على الاتفاق النووي إيجاد طريقة لإقناع إيران بالالتزام مجددا بالاتفاق بعدما تخلّت طهران عن بعض التزاماتها المنصوص عليها ردا على انسحاب الولايات المتحدة وإعادتها فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

والاتفاق الذي تم التوصل إليه في 2015 ونص على وضع قيود على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها ببطء، في طريق الانهيار منذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده أحادي الجانب منه في 2018.

وقاد الاتحاد الأوروبي الجهود الرامية لإنقاذ الاتفاق، مشيرا إلى أنه مهم للأمن الدولي، لكن ألمانيا وبريطانيا وفرنسا أطلقت آلية فض النزاع الواردة في الاتفاق في 14 يناير بعدما أصدرت تحذيرات متكررة حيال خطوات إيران للتخلّي عن التزاماتها.

وفي إعلانها الأخير، قالت طهران إنها ستتوقف عن الالتزام بالحد المفروض على عدد المفاعلات المستخدمة لتخصيب اليورانيوم. وكانت هذه الخطوة الخامسة التي تتّخذها طهران للتخلي عن التزامات في الاتفاق منذ انسحاب واشنطن منه.

وأفاد بوريل أنه يعتقد أن جميع الدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق، بينها روسيا والصين، عازمة على إنقاذه.

في شأن آخر تعهدت طهران أمس التزام الشفافية في مواجهة فيروس «كوفيد-19» في إيران، ولكنّها نفت قطعياً أنّ يكون الفيروس أودى بحو 50 شخصا كما قال نائب اتهم الحكومة بـ«الكذب على الشعب».

وقال نائب وزير الصحة إيراج حريرجي «أنفي قطعياً هذه المعلومة»، وذلك لدى سؤاله عن الحصيلة التي أشار اليها النائب أحمد أمير ابادي فراهاني.

وكان النائب الأصولي عن مدينة قم أكد أنّ عدد الوفيات ارتفع مساء أمس الأول إلى «نحو 50 شخصا» في هذه المدينة المقدسة لدى الشيعة والواقعة على بعد 150 كلم إلى الجنوب من طهران. كما تعدّ محافظة قم الأكثر تأثراً بالفيروس بين المحافظات الإيرانية.

وأعلن نائب وزير الصحة «أطلب إلى أخينا الذي أعلن حصيلة 50 متوفياً أن يمدّنا بلائحة الأسماء في رسالة. وأنا سأستقيل إذا كان عدد الوفيات في قم بلغ نصف هذه الحصيلة أو حتى ربعها».

وقال المتحدث باسم الحكومة علي الربيعي «إننا ملتزمون أن نكون شفافين في ما يخص نشر الحصائل»، متعهداً «الإعلان عن كل الأرقام حول المتوفين في أنحاء البلاد كافة».

وكانت وكالة الأنباء «ايلنا»، القريبة من الإصلاحيين، أول من نشر الاتهامات التي ساقها أمير ابادي فراهاني أمام وسائل إعلام إيرانية في أعقاب لقاء مغلق حول الفيروس مع وزير الصحة سعيد نمكي. كما اتهم النائب الحكومة بـ«عدم قول الحقيقة» حول مدى انتشار «كوفيد-19» في إيران، وفق وكالة «اسنا» شبه الرسمية.

وقالت رئيسة تحرير «ايلنا» فاطمة مهدياني لفرانس برس إنّ «بقية وسائل الإعلام لم تنشر العدد، ولكننا نفضّل عدم ممارسة رقابة بشأن ما يتعلق بالفيروس لأنّ حياة الشعب في خطر».

بعد ذلك، أوضحت وكالة فارس القريبة من الأصوليين أنّ النائب عن قم كان يتحدث عن حصيلة «أدنى من 50» متوفيا في مدينته، رداً على سؤال وجّه إليه حول ما إذا كانت الحصيلة الإجمالية تلامس الستين.

ونقلت الوكالة عن النائب قوله «للأسف، وصل الفيروس إلى قم منذ ثلاثة أسابيع، وجاء الإعلان متأخراً (جداً)».

وأعلنت السلطات أمس وفاة أربعة اشخاص جدد أصيبوا ب«كوفيد-19».

ويرفع هذا الإعلان عدد الوفيات الإجمالي في إيران إلى 12 من أصل 61 حالة، بحسب وزارة الصحة.

وتضع هذه الحصيلة إيران في مقدم الدول التي تأثرت بالفيروس، ولكن باستثناء الصين حيث بدأ انتشار «كوفيد-19» وجرى إحصاء نحو 2,600 حالة وفاة.

وتأتي محافظة قم في صدارة المحافظات الإيرانية التي سجّلت فيها إصابات (34)، تليها طهران (13)، غيلان (شمال، 6 حالات)، مركزي (وسط، 4)، أصفهان (وسط، حالتان)، همدان (غرب، إصابة واحدة) ومازندران (شمال، إصابة واحدة)، بحسب وزارة الصحة.

وما عدا أول حالتي وفاة في قم، لم تعد السلطات توضح مكان الوفيات المسجّلة.

وأعلنت أمس الكويت والبحرين اكتشاف أولى حالات الإصابة بالفيروس، وأضافتا أنّ مصدرها إيران الواقعة على ضفة الخليج الأخرى.

وقالت وزارة الصحة الكويتية إنّ الفحوصات الأولية التي أجرت للقادمين من مدينة مشهد، ثاني مدن إيران، «أسفرت عن وجود ثلاث حالات تحمل نتائج مؤكدة».

ولم تعلن إيران بعد أي إصابة في هذه المدينة الواقعة في شمال-شرق البلاد وتعدّ وجهة رئيسة للزيارات الدينية.

من جهته، أعلن العراق رصد أول إصابة، هي لطالب إيراني في العلوم الدينية في مدينة النجف.

وأعلن المتحدث باسم مكتب البرلمان الإيراني أسدالله عباسي عقب الاجتماع المغلق لنواب مع وزير الصحة، أنّ الأخير أعاد «سبب انتشار الفيروس في إيران» إلى متسللين «دخلوا بطريقة غير شرعية إلى البلاد، آتين من باكستان، أفغانستان والصين»، وفق وكالة «ايسنا».

رغم ذلك، كان الوزير الإيراني أعلن أمس الأول أنّ أحد المتوفين نتيجة الإصابة في قم كان «تاجراً (محلياً) قام بعدة رحلات إلى الصين».