صحافة

بريطانيا تطور أكبر حاسوب عملاق في العالم

24 فبراير 2020
24 فبراير 2020

يقولون إن «الحاجة أم الاختراع»، والحاجة هنا نتجت عن الخسائر الفادحة والفوضى العارمة التي ضربت الموانئ والمطارات ووسائل المواصلات في جميع أنحاء بريطانيا خلال الأسبوعين الماضيين، وإصدار وكالة البيئة أربعة من اخطر تحذيرات «خطر على الحياة» من الفيضانات، ومئات الإنذارات «أقل خطورة» بسبب الكوارث الطبيعة الناتجة عن إعصاري «نيسارا» و«دينيس».

أما الاختراع فهو تطوير لاختراع قائم، حيث اصبح من المقرر أن تقوم الحكومة البريطانية بإنفاق 1.2 مليار جنيه استرليني لتطوير ما أطلقت عليه صحيفة «الفاينانشيال تايمز» مصطلح «أقوى جهاز حاسوب في العالم»، فيما وصفته صحيفة «الجارديان» بـ«الحاسوب العملاق».

وأوضحت التقارير التي نشرتها الصحيفتان أن الجهاز العملاق سيساعد على التنبؤ بما سيحدث من اضطرابات في الطقس والمناخ بدرجة اكثر دقة، وستستخدم البيانات التي يتم جمعها بواسطة هذا الكمبيوتر القوي للتنبؤ بالعواصف الرعدية وهطول الأمطار الغزيرة بشكل أكثر دقة لتحديد المواقع الأكثر ملاءمة لدفاعات الفيضان.

ومن المتوقع أن يكون هذا الحاسوب العملاق، الذي سيديره مكتب الأرصاد الجوية، الأكثر تطوراً من نوعه، المخصص للتنبؤ بحالة الطقس والمناخ في العالم. وسيقدم الجهاز تنبؤات أفضل للمطارات تتيح لها التخطيط لمواجهة اضطرابات السفر والاستعداد لأي طوارئ. كما سيمنح قطاع الطاقة معلومات أكثر تفصيلاً لوضع خطة لزيادة الطاقة لمواجهة انقطاع الكهرباء.

وتقول «الجارديان» إن هذا الحاسوب العملاق، والذي من المقرر أن يتم الانتهاء من تطويره في أواخر عام 2022، يعد من بين أقوى 50 جهاز حاسوب في العالم، ويحتوي على مساحة تخزين كافية لاستيعاب أكثر من 100 عام من أفلام «اتش دي».

وبحسب صحيفة «فايننشال تايمز» سيحل هذا الجهاز القوي محل تلك الأجهزة القديمة التي كان من المقرر تجديدها في عام 2022. وستزيد التطوير من قدرات البيانات الحاسوبية في مكتب الأرصاد الجوية إلى ستة أضعاف على الأقل.

ونقلت الصحيفتان عن بيني إندرسبي، الرئيس التنفيذي لمكتب الأرصاد الجوية قوله: «إن هذا الاستثمار سيوفر في النهاية تحذيرا سابقاً أكثر دقة للطقس القاسي، والمعلومات اللازمة لبناء عالم أكثر مرونة في مناخ متغير، والمساعدة في دعم الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون في جميع أنحاء المملكة المتحدة». وأضاف «سيساعد المملكة المتحدة على مواصلة الريادة في مجال علوم وخدمات الطقس والمناخ، والعمل بشكل تعاوني لضمان أن تساعد فوائد عملنا الحكومة والجمهور والصناعة على اتخاذ قرارات أفضل للازدهار وللبقاء في أمان».