الأولى

الأمانة والغاية الوطنية العظمى

19 فبراير 2020
19 فبراير 2020

على مر الأربعين يوما الماضية وفي ظل فترة الحداد الرسمي على رحيل جلالة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - فإن ذكراه لم تفارق العمانيين ولن تفارقهم على مدى السنين ومقبل المستقبل، حيث ستبقى ذكراه الطيبة خالدة وإنجازاته شاهدة على أنه مؤسس عمان الحديثة دولة العصر والمدنية والحداثة، حيث استطاع أن ينهض بالبلاد من وهدة الأمس والمعاناة والشظف إلى ذرى المجد والعلياء محققا الطموحات والآمال وصانعا للأمل الذي تستنير به الأجيال إلى الغد المشرق بإذن الله.

لقد رحل «أعز الرجال وأنقاهم» وترك لنا خير خلف لخير سلف، جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي اختاره بنفسه في وصيته متوسما فيه كل الصفات والسمات والمعاني التي تمكنه من حمل الأمانة الثقيلة، في المضي بمسيرة الخير والنماء والنهضة العمانية إلى المزيد من آفاق التطوير والتحديث.

لقد أدرك العمانيون في الأيام الماضية ومنذ إعلان نبأ الوفاة، تلك الفاجعة، في فجر السبت الحزين، الحادي عشر من يناير الماضي، حجم ما يحمله العالم لبلادهم من قيمة ومقدار سواء من خلال شخصية السلطان الراحل رحمه الله، أو صورة ذلك البلد الذي نهض مشاركا في مسيرة الشعوب والأمم بكل ثقله مستعيدا الأمجاد وخبرات الأجداد، وهو يمزج كل ذلك باللحظة المعاصرة والرغبة في بناء الأفضل مع التطلعات المستمرة.

كذلك فقد كان العالم يشيد وما زال بالنهج السامي للسلطان الراحل وثمة تأكيد جلي على أن خطى السلطان قابوس سوف تستمر مع جلالة السلطان هيثم - أيده الله - وفق ما نقلته كبريات الصحف والتقارير والدراسات الأكاديمية في العالم وهي تشير إلى أن السلطنة ماضية على ذات السياسة المستقلة والإيمان بالذات والقدرات في إطار ما تم التأسيس له خلال خمسة عقود من النهضة المباركة التي بدأت منذ فجر السبعينات من القرن العشرين.