oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

رؤية عُمانية في إدارة النزاعات

16 فبراير 2020
16 فبراير 2020

خلال الجلسة الحوارية التي خُصصت لبحث التوتر في المنطقة والتي أقيمت على هامش مشاركة السلطنة في أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن، فقد أكد معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية «أن السلطنة تعمل على خفض حدة التوتر في منطقة الخليج العربية مستبعدًا حصول أي مواجهة عسكرية في الوقت الراهن».

ومعروف التزام السلطنة بتحقيق السلم والاستقرار في المنطقة، وهو هدف طالما سعت إليه وأكدت عليه عبر العقود السابقة ومنذ مطلع السبعينيات عندما كانت دعوة السلطان الراحل رحمه الله، لدول المنطقة شاملة دول الخليج بالإضافة لإيران والعراق بإنشاء تحالف إقليمي أمني يساهم في نشر السلام ومد جسور الإخاء والصداقة بما يجعل التنمية تعلو على أي هدف آخر، فالحرب والصراعات والنزاعات لن تؤدي إلى أي حل بل هي في الغالب تعقد الأمور وتجعلها أكثر صعوبة في التعاطي معها.

الجلسة المذكورة خصصت بشكل خاص لبحث قضايا المنطقة بالذات بحث التوتر في المنطقة، ولابد أن مؤتمر ميونيخ يشكل مكانا مهما يمكن فيه إجراء حوارات فاعلة وفعالة لأجل صياغة السلم الإقليمي والدولي، حيث كثافة الحضور وتنوعهم مع وجود الخبراء من كافة الأطياف.

كما أنه ثمة نظرة تكاملية تحاول أن تربط قضايا السلام في العالم بشكل عام بجملة ما يتحرك في العالم المعاصر من قضايا أخرى ذات صلة كالمسائل التجارية والاقتصادية وقضايا النفط إلى المناخ والبيئة بما في ذلك الحروب البيولوجية المزعومة، وسواها من مسائل متشابكة.

أيضا يشار إلى أن مفهوم الأمن صار أيضا متعلقا بالواقع الشبكي والافتراضي والوسائط الحديثة، حيث رأينا رئيس الفيسبوك على سبيل المثال وهو يقدم رؤيته حول المفاهيم الأمنية الأكثر حداثة، وكيف أن عمليات إدارة وتحريك الأفكار لم تعد وفق النظم القديمة.

لابد أن كل هذه الموضوعات تأتي في صميم الاهتمام الجديد للدول والأمم، وفي السلطنة سواء على مستوى المنظور المحلي أو التقاطع مع القضايا الإقليمية في المنطقة أو الدولية، فهناك إطار كلي للنظر يضع السياسة والاقتصاد والتقانة والمعرفة في قالب واحد من المفترض أن يخدم رسالة واحدة هي الاستعداد الصحيح للمستقبل وبناء الآفاق الأفضل لضمان مستقبل الأجيال الصاعدة.

إن قضايا الحوار والتقارب بين الأمم وإبعاد النزاعات العسكرية، تظل أولويات في المنظور العماني لحل قضايا المنطقة، وتقليل المسافات الفاصلة بين أطراف النزاعات، ولدى السلطنة المصداقية والقبول لدى الأطراف المختلفة، ما يجعل رؤيتها مقبولة ومؤثرة، وقد رأينا كيف أن العالم والأمم المتحدة بعد رحيل السلطان قابوس - طيب الله ثراه - انتبه بقوة لفاعلية الأداء السياسي والدبلوماسي العماني، وهو الأمر الذي أكد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - على الاستمرار فيه، ذلك النهج الهادئ والوسطي الذي ينظر دائما إلى المساحة البيضاء والممكنة ويرى أن التعاون والتكامل هو سبيل المستقبل المشرق.