السلطان قابوس كرس في العمانيين الاعتزاز بتراثهم وهويتهم الوطنية

ربط الأمر بصناعة الحضارة وفتح آفاق المستقبل -

كتبت - عهود الجيلانية: منذ بدايات عهد النهضة الحديثة في عُمان والسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، طيب الله ثراه، يعتبر التراث مكونا أساسيا في بناء الهوية الوطنية ويدعو العمانيين إلى المحافظة عليه والاعتزاز به. بل إنه، غفر الله له، كان في مقدمة من يحتفي بالتراث العماني بمعناه الواسع ويكرس حضوره في الحياة اليومية.

وكان، رحمه الله، ينادي في سياق الاعتزاز بالهوية الحضارية لعُمان إلى «ضرورة إقبال المواطن على المهن التقليدية التي قام عليها مجتمعنا قديما خاصة المهن الزراعية وصيد الأسماك وتنمية الثروة الحيوانية».

وفي هذا السياق خصص السلطان الراحل عاما للتراث وعامين للزراعة، كما أنشأ هيئة خاصة تعنى بالصناعات الحرفية، إضافة إلى مسابقة سنوية تحمل اسمه يتم التنافس عليها وسط اهتمام إعلامي يروج لهذه الصناعات لتقبل عليها الأجيال الشابة. وكان جلالته يركز في الكثير من خطاباته على حث العمانيين للاهتمام بتراثهم وموروثهم ويربطه بسياق أن «العمانيين صناع حضارة ولهم موروثهم التاريخي العظيم وسعيهم إلى التواصل مع الآخرين وتبادل المنافع المشتركة معهم ما يؤهلهم ليكونوا قدوة ومثلا في مجال التطور المتسارع والتقدم المتنامي والقدرة على مواكبة العصر».

وكانت رؤية السلطان الراحل استشرافية عندما عهد بوزارة التراث والثقافة لمن أشار له في رسالته لمجلس العائلة الحاكمة ليكون سلطانا لعمان صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق-حفظه الله- ليبقى حبل الاهتمام بالتراث قويا خلال مرحلة حكم السلطان الجديد.