1432231
1432231
الاقتصادية

الخام يرتفع بفعل ترجيح خفض «أوبك بلس» وموافقة روسيا المبدئية

07 فبراير 2020
07 فبراير 2020

كورونا يكشف إلى أي مدى يعتمد النفط على الطلب الصيني -

عواصم (وكالات) - ارتفعت أسعار النفط أمس بعد أن قالت روسيا: إنها تساند توصية لدول أوبك ومنتجين آخرين بخفض إمداداتهم أكثر وسط تراجع الطلب على الخام في وقت تكافح الصين فيه تفشي الفيروس التاجي. كانت العقود الآجلة لخام برنت مرتفعة 24 سنتا بما يعادل 0.4 بالمائة إلى 55.17 دولار للبرميل، لكنها تتجه لتكبد خسائر للأسبوع الخامس على التوالي في ظل استمرار المخاوف حيال أثر الفيروس.

وزادت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 15 سنتا أو 0.3 بالمائة مسجلة 51.10 دولار للبرميل، ومتجهة هي الأخرى صوب خسائر للأسبوع الخامس على التوالي.

كانت الأسعار انخفضت في وقت سابق من الجلسة بعد أن قال محافظ البنك المركزي الصيني: إن ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد يمر بتعطيلات خلال الربع الأول من العام، في حين أعلنت الصين عن قفزة كبيرة في عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس بين آلاف السائحين الممنوعين من مغادرة سفينة رحلات قبالة سواحلها.

واقترحت لجنة تسدي المشورة لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها بقيادة روسيا، في إطار المجموعة المعروفة باسم أوبك+، خفضا مؤقتا للإنتاج قدره 600 ألف برميل يوميا، حسبما أبلغت ثلاثة مصادر رويترز أمس الأول.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عندما سئل عن المقترح أثناء مؤتمر صحفي في مكسيكو سيتي: «نؤيد هذه الفكرة».

تقلص مجموعة أوبك+، التي تضخ أكثر من 40 بالمائة من نفط العالم، المعروض بالفعل وسبق أن اتفقت على تعميق تخفيضاتها 500 ألف برميل يوميا من مطلع العام الحالي، لتصبح 1.7 مليون برميل يوميا، بما يقرب من اثنين بالمائة من الطلب العالمي.

وقال لاخلان شو، مدير أبحاث السلع الأولية لدى بنك أستراليا الوطني في ملبورن، «تخفيضات أوبك+ داعمة للأسعار في المدى القريب، لكن ما زلنا نواجه عدم تيقن بخصوص التوقيت وسرعة استئناف الأنشطة الصينية بعد رأس السنة الصينية الجديدة».

وأضاف أن إجراءات التحفيز المتخذة من بنك الشعب الصيني تدعم الأسعار أيضا.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك: إن الطلب العالمي على النفط قد يهبط بين 150 و200 ألف برميل يوميا هذا العام بسبب تفشي فيروس تاجي جديد وتطورات سلبية أخرى. وأضاف أن الضبابية ما زالت تحيط بإنتاج النفط في ليبيا وإيران وفنزويلا، في حين قد يزيد الإنتاج في الولايات المتحدة أقل من مليون برميل يوميا في 2020.

و قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك: إن روسيا تحتاج بضعة أيام أخرى لتقييم مقترحات تعميق تخفيضات إنتاج النفط وإنها قد تتوصل إلى رد الأسبوع القادم. وقال نوفاك ردا على سؤال عن موقف روسيا: «لا يمكنني أن أبلغكم بموقفي الآن، ربما نعلنه الأسبوع القادم».

وأضاف: «روسيا بحاجة إلى بضعة أيام لتحليل السوق». كانت لجنة فنية تسدي المشورة لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها بقيادة روسيا أوصت أمس الأول بخفض مؤقت 600 ألف برميل يوميا، حسبما ذكرته ثلاثة مصادر لرويترز. وتعقد أوبك وحلفاؤها، فيما يعرف بمجموعة أوبك+، اجتماعا في فيينا في الخامس والسادس من مارس. لكن قد يتقرر تقديم موعد الاجتماع في ضوء تأثر أسعار النفط بتفشي فيروس كورونا المستجد. وفي السنوات السابقة، دأبت روسيا على إبداء معارضتها لتوجه أوبك لكنها كانت توافق في النهاية على السياسة خلال الاجتماعات الرسمية. وقال برايان جيلفاري المدير المالي لشركة بي.بي الثلاثاء: إن من المتوقع للتباطؤ الاقتصادي الناجم عن تفشي الفيروس أن يقلص نمو الطلب العالمي على النفط بين 300 و500 ألف برميل يوميا في 2020، أو حوالي 0.5 بالمائة.

اعتماد أوبك على الصين

تسلط المخاوف من تباطؤ اقتصادي يغذيه تراجع الطلب نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد في الصين منذ أسابيع، الضوء على منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» التي تبيع القسم الأكبر من إنتاجها إلى ثاني اقتصاد في العالم.

وقالت مجموعة الأبحاث جي.بي.سي اينيرجي للطاقة: إن «الصين باتت أكثر أهمية بالنسبة للدول المصدرة للنفط في السنوات الأخيرة».

في المجموع تستورد الصين أكثر من ثلثي كمية نفطها الخام من دول المنظمة وروسيا.

لكن أوبك عموما ستتأثر جدا بتراجع الطلب الصيني على النفط. ورغم تحسن أسعار النفط بقوة الأربعاء الماضي، إلا أنها انخفضت كثيرا بشكل إجمالي في الأسبوعين الماضيين وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي بسبب الصين.

وأثار هبوط الأسعار تساؤلات في أوبك التي يضخ أعضاؤها وعددهم 13 دولة، قرابة ثلث النفط الخام العالمي، وتسعى للحفاظ على العائدات بوجه طلب صيني أضعف.

والصين «ثاني أكبر دول العالم استهلاكا للنفط وتمثل 13 بالمائة من الطلب العالمي للخام» وفق يوجياو لي المحلل لدى مجموعة الأبحاث وود ماكينزي.

وقال المحلل: «بصفتها اقتصادا سريع النمو فإن أكثر من ثلث نمو الطلب العالمي على النفط يأتي من الصين».

وتابع «من دون إمدادات محلية كافية فإن اعتماد الصين على النفط يستمر في الارتفاع وهو ما يجعل الصين واحدة من أهم الأسواق بالنسبة لأوبك».

أعلنت المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع أن تأثير الفيروس على طلب النفط «محدود للغاية» و(مدفوع بالعوامل النفسية والنظرة التشاؤمية التي يتبناها بعض المتداولين في السوق).

ومع ذلك ووفقا لمجموعة جي.بي.سي اينيجري فإن «أوبك وحلفاءها أمامهم حقيقة خيار واحد فقط، وهو الإعلان عن مزيد من خفض الإمدادات، وإلا فإن سعر (النفط) على الأرجح سيسجل مزيدا من التراجع» في غياب تطور كبير في احتواء الفيروس.

وفي انتظار خفض محتمل في إنتاج أوبك، أفادت بلومبرج عن زيادة الاهتمام بالطلب على ناقلات نفط تقوم بتخزين الخام وسط تراجع أنشطة منشآت التكرير.

هبطت أسعار النفط بنسبة 15 بالمائة تقريبا منذ مطلع العام بعد انخفاض عقود برنت بحر الشمال وخام غرب تكساس المتوسط المرجعيين ما دون 55 دولارا و50 دولارا على التوالي للبرميل هذا الأسبوع، في أدنى مستويات لهما في خلال 13 شهرا.

وقال المحلل لدى افاتريد نعيم إسلام الأربعاء: إن «الأسعار تتعرض لضغوط بيع هائلة منذ تفشي فيروس كورونا المستجد في وقت يشعر فيه المستثمرون بالقلق إزاء الطلب على النفط». وأضاف «يسود ترقب على نطاق واسع بأن الواردات الصينية من النفط التي بلغت نحو 11 مليون برميل في اليوم مطلع هذا الشهر، ستشهد تراجعاً ملحوظا». وتابع «نعتقد أن هذا الرقم تراجع إلى 7 ملايين برميل يوميا».

مرافئ النفط الليبية

وفي جنيف قال غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا: إن المنظمة الدولية تتوقع أن يسلم زعماء قبائل شرق ليبيا قائمة شروط لإعادة فتح مرافئ النفط المغلقة، ودعا لاستئناف الصادرات النفطية.

وقال سلامة أيضا للصحفيين في جنيف: إن المحادثات غير المباشرة التي تجري برعاية الأمم المتحدة بين خمسة ضباط من الجيش الوطني الليبي (قوات شرق ليبيا) وخمسة من القوات المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس حققت قدرا من التقدم.

وتهدف المحادثات إلى تحويل هدنة هشة إلى وقف دائم لإطلاق النار. ويتقاتل الطرفان من أجل السيطرة على العاصمة.

وقال سلامة: «أمامنا عدد كبير من نقاط التقارب». ولم يذكر تفاصيل.

ولا يزال القتال مستمرا على الأرض رغم دعوة وجهتها روسيا وتركيا لهدنة بدأت في 12 يناير وانعقاد قمة دولية بشأن ليبيا في برلين في 19 يناير بهدف الحد من التدخل الدولي. وهبط إنتاج النفط في ليبيا بقوة منذ بدأت جماعات موالية لقائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر حصارا في 18 يناير مما أدى إلى إغلاق مرافئ وحقول في الشرق والجنوب. وقال سلامة للصحفيين: إنه تحدث إلى زعماء القبائل الذين هم وراء الإغلاق يوم الأربعاء وطلب منهم تحديد مطالبهم. وأضاف: «قلت لهم مجددا إن هذا الوضع غير صحي وإن كل الليبيين متضررون من وقف الصادرات». وتابع قائلا: إن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا «تريد عودة تدفق النفط في أسرع وقت».

وقال مصدر في المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا: إن الإنتاج انخفض إلى 204 آلاف برميل نفط يوميا بحلول الاثنين الماضي نتيجة الحصار.

وتقول المؤسسة: إن الإنتاج قد يصل في نهاية المطاف إلى 72 ألف برميل يوميا إذا استمر الإغلاق بعدما كان حوالي 1.2 مليون برميل يوميا من قبل.