الاقتصادية

بعد البريكست .. هل ستجد بريطانيا وبروكسل «طريقة للتفاهم»؟

07 فبراير 2020
07 فبراير 2020

بروكسل (أ ف ب) - دخلت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي معركة المفاوضات حول مستقبل العلاقة بينهما بعد بريكست، ورغم الصعوبات التي تبدو طاغية على المشهد يتوقع المدير السابق لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي أنه يمكن للطرفين ايجاد «طريقة للتفاهم».

في حوار مع وكالة فرانس برس، شبه باسكال لامي هذه المفاوضات بـ«سباق قوارب طويل». لامي هو الرئيس الحالي لفرع شركة «برونزويك» للاستشارات والعلاقات العامة في أوروبا والرئيس الشرفي لمؤسسة جاك دولور.

سؤال: هل يمكن التوفيق بين موقفي رئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون ومفاوض الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه؟

إجابة: على الأرجح، لأنها مواقف مبدئية، كما في كل مفاوضات. كل يضع ملابسه الأكثر أناقة ويستعد للحرب. في بريكست، يتم الأمر على هذا النحو: نريد قوانينا الخاصة بنا لذلك أعدنا رسم الحدود.عليه، يصير السؤال مرتبطا بسماكة الحدود: في حال التباعد، ستكون سميكة. وفي حال التقارب، ستكون رفيعة. السويسريون والنرويجيون مثلا لا مشكلة لديهم في اتباع قوانيننا. تكمن الصعوبة في أنه يجب على بوريس جونسون إخفاء مستوى التباعد. في حال كان واضحا، سيهاجمه أنصار بريكست بحجة أننا لا نتباعد بشكل كاف، وسيهاجمه أنصار البقاء في الاتحاد بحجة أننا نتباعد بشكل مبالغ فيه».

س: في هذا السياق، هل يمكن أن ينتهي العام دون الوصول إلى اتفاق؟

ج: سيطبق الجانبان حينها نظام منظمة التجارة العالمية، وهو ليس كارثيا، لكنه أيضا ليس النعيم الموجود الآن.في رأيي، توجد طريقة- هي فن الدبلوماسية- للتوافق، وهي قابلة للتطبيق.على عكس بارنييه، جونسون مخادع، شعبوي. لا يجب الأخذ بما يقوله هذه الأيام.

يتمثل الأمر في اتفاق يثبّت مبادئ سنرى تأثيرها شيئا فشيئا، وسيتخذ بارنييه ضمانات كافية ضد حدوث إغراق بريطاني.

أراهن أن تكون المفاوضات أشبه بسباق قوارب طويل. خلال 15 عاما، سيستمرون، داخل النظام السياسي البريطاني، في إطلاق تصريحات ضد بعضهم حول نجاح وفشل بريكست. وسيكون لذلك صدى عندنا، إنه أمر لا مفر منه.

في النهاية، أشك كثيرا في فوز البريطانيين في السباق، خاصة في نظام رأسمالي وسوق معولمة لا تزال الاقتصادات الكبيرة تلعب فيها دورا مهما».

س: هل يمكن أن يكسب البريطانيون مع الولايات المتحدة ما خسروه مع الاتحاد الأوروبي؟

ج: الولايات المتحدة أبعد من الاتحاد الأوروبي. لم تعد للمسافة أهمية مثل السابق، لكنها لا تزال مهمة.تكمن المشكلة في المعايير والقواعد. وستطالب الولايات المتحدة بالتأكيد، مقابل اتفاق تجاري بتبني معايير مشابهة لمعاييرها.سيقول الأميركيون: (نريد تصدير) دجاج معالج بالكلور، ولحم بقر يغذى بالهرمون، و(زيادة) أسعار الأدوية.في رأيي، لن يرضى الشعب البريطاني بتناول دجاج بالكلور لأنه يبقى، رغم كل شيء، حاملا لعقلية أوروبية ويكترث بالوقاية والبيئة والصحة.

لن يصير البريطانيون أمريكيين لزيادة مبادلاتهم مع الولايات المتحدة بنسبة 10 أو 15 بالمائة.