1431536
1431536
المنوعات

وفاة أسطورة هوليوود «كيرك دوجلاس» عن عمر 103 سنوات

06 فبراير 2020
06 فبراير 2020

لطالما انجذب إلى شخصية الوغد!

لوس انجلوس- «أ.ف.ب»: توفي كيرك دوجلاس أحد آخر عمالقة عصر هوليوود الذهبي الذي اشتهر بأدواره القوية في «سبارتاكوس» و «باثس أوف جلوري»، أمس الأول عن 103 سنوات.

وبدأ كيرك دوجلاس الممثل والمنتج والمخرج بالظهور في أواخر الأربعينات وتواصلت شعبيته منذ ذلك الحين مشاركا في حوالى مائة فيلم في مسيرة امتدت أكثر من ستة عقود، واستمرت رغم إصابته بجلطة دماغية. وأصبح أحد أكبر النجوم السينمائيين في العالم.

وقد أكد وفاته في منزل العائلة في بيفرلي عيلز نجله الممثل الحائز جوائز أوسكار مايكل دوجلاس.

وقال مايكل دوجلاس في بيان نشره عبر «فيسبوك»، «بحزن عميق جدا أعلن وأشقائي أن كيرك دوجلاس رحل اليوم (أمس الأول) عن 103 سنوات».

وأضاف البيان «بالنسبة للعالم كان أسطورة وممثلا من عصر السينما الذهبي عاش حياة رائعة (..) لكن بالنسبة لي ولشقيقيّ جويل وبيتر كان ببساطة الوالد (..).

وقد توفي نجله الرابع إريك من جرعة زائدة من المخدرات وهو في الأربعينات من العمر، في العام 2004.

وقد تتالت الإشادات من أوساط هوليوود والعالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي فأورد كثيرون عبارة «أنا سبارتاكوس» في إشارة إلى تجسيد كيرك دوجلاس ببراعة دور العبد الروماني المتمرد.

وكتب المخرج ستيفن سبيلبرج أن دوجلاس «احتفظ بكاريزما النجم السينمائي حتى النهاية».

وغردت الأكاديمية الأمريكية لفنون السينما وعلومها المانحة لجوائز أوسكار قائلة «وداعا لأسطورة هوليوودية».

وعلى غرار شخصية «سبارتاكوس» في الفيلم الشهير، كان دوجلاس معروفا بطابعه المتمرد في الحياة أيضا.

ففي بداياته السينمائية، كان يتواجه مع رؤساء الاستوديوهات في اختيار الأدوار قبل أن ينفصل عنها لتأسيس شركة إنتاج خاصة به «برينا» وكان من أول نجوم السينما الذين يقدمون على خطوة كهذه في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وقال تيم جراي نائب رئيس مجلة «فراييتي» لوكالة فرانس برس «كان ذلك أمرا نادرا في تلك الفترة. كان كيرك دوجلاس عنيدا جدا لكنه لم يكن أنانيا، لم يكن يضيّع وقت الآخرين بوصوله متأخرا على سبيل المثال».

نهاية القائمة السوداء

وقد تحدى كيرك دوجلاس مخرجين كبارا ليتعاون مثلا مع السينمائي الشاب ستانلي كوبريك في «باثس أوف غلوري» و(سبارتاكوس).

وقد استعان دوجلاس في فيلم «سبارتاكوس» بالكاتب دالتون ترومبو الوارد اسمه على القائمة الهوليوودية السوداء التي كان يشتبه في أن أفرادها شيوعيون في حقبة ماكارثي، ليضع السيناريو.

وخلافا للكثير من المنتجين في تلك الحقبة، رفض دوجلاس أن يخفي ذلك وأورد اسم ترومبو الأصلي في الفيلم.

وقالت غابرييل كاكرتيريس رئيسة نقابة الممثلين في هوليوود إن دوجلاس «كان صوتا قويا ساعد في إنهاء القائمة السوداء في أوساطنا وكان ممثلا رائعا».

إلا أن كيرك دوجلاس لم يفز بأي جائزة أوسكار عن دور أداه رغم ترشيحه ثلاث مرات. وقد رشح دوجلاس للفوز بجائزة أوسكار عن دوره كملاكم في «تشامبيين» (1949) وكمنتج سينمائي لا يرحم في «ذي باد أند ذي بيوتيفل» (1952) ومؤديا دور الرسام الهولندي فينست فان جوخ في «لاست فور لايف» (1956).

لكن الأكاديمية منحته أوسكارا فخريا عن مجمل مسيرته العام 1996 بعد أشهر قليلة على إصابته بجلطة دماغية لأنه كان «على مدى خمسين عاما قوة إبداعية وأخلاقية في أوساط السينما».

ولد كيرك دوجلاس في عائلة مهاجرين يهود من روسيا، في نيويورك العام 1916 وبدأ ممثلا مسرحيا في سلاح البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية.

وانتقل إلى السينما عندما وقع عقدا مع هال واليس منتج «كازابلانكا» العام 1946 واستحال نجما بتأديته دور ملاكم خائن ومحب للنساء في «تشامبيين» العام 1949.

وقال كيرك دوجلاس لصحيفة «نيويورك تايمز» في مقابلة العام 1984 «لطالما انجذبت إلى شخصية الوغد».

طفولة صعبة

ولد دوجلاس في نيويورك في التاسع من ديسمبر 1916 لوالدين أميين يهوديين مهاجرين من روسيا وكان الصبي الوحيد بين ست شقيقات.

وقد واجه صعوبات كثيرة بسبب الفقر ومعادة السامية وادمان والده الكحول ما جعل هذا الأخير يعمل في جمع الخرق.

وقال في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» «لطالما شعرت بأنني دخيل وأنظر من الخارج. فهذه خلفيتي. كان والدي مهاجرا روسيا أميا يجمع الخرق، أي في أسفل السلم الاقتصادي».

وكان يحلم بالخروج من طفولته الصعبة من خلال التمثيل وقد بدأ ذلك في المدرسة الثانوية وانضم لاحقا إلى الأكاديمية الأمريكية للتمثيل.

وعمل نادلا وعاملا في الحقول وحمّالا لكي يتمكن من كسب لقمة العيش. في العام 1941، انتقل إلى برودواي إلا أن مسيرته الفنية الناشئة توقفت بسبب خدمته في البحرية خلال الحرب العالمية الثانية.

مغامراته العاطفية كانت كثيرة وشملت نجمات مثل ريتا هايوورث ومارلين ديتريش وجون كروفرد وآفا جاردنر.

وقد خاض أبناؤه الأربعة أيضا مجال التمثيل.

وأنجب كيرك دوجلاس، ابنه المخرج والممثل الحائز جوائز أوسكار مايكل فضلا عن جويي من زواجه من الممثلة ديانا ويبستر التي طلقها العام 1951.

وبعد ثلاث سنوات، اقترن بالأمريكية من أصل بلجيكي آن بادنس وانجب منها بيتر ومن ثم إريك الذي توفي من جرعة زائدة من المخدرات العام 2004.

وقد واجه كيرك دوجلاس الموت أيضا فنجا من تحطم مروحية العام 1991 ومن جلطة دماغية خطرة العام 1996 حرمته من القدرة على الكلام بشكل جيد.

وعند بلوغه سنة المائة العام 2016، عزا كيرك دوجلاس، عمره المديد إلى زواجه الثاني.

وقال لمجلة «كلوسر ويكلي» التي تعنى بأخبار المشاهير «كنت محظوظا بالتعرف على توأم روحي قبل 63 عاما وأنا أؤمن أن زواجنا الرائع والساعة التي نخصصها ليليا لمناقشة الأمور، ساعدتني على تحمل كل شيء».