1430741
1430741
المنوعات

وردة السلطان قابوس تزهر في الحر والبرد وترسل المحبة للعالم

05 فبراير 2020
05 فبراير 2020

حمراء قانية وزكية الرائحة وطويلة الساق -

بشاير السليمية -

في كل مرة يمر فيها الموكب الميمون حاملا أعز الرجال وأنقاهم، ملوحا بيده الكريمة للشعب المصطف على اليمين واليسار، تصبح الأرض بساطا من الورد الأبيض والأحمر، وتصير الأيادي نافورات ورد تتقاذف على الواجهة الأمامية لسيارته اللاندروفر الخضراء.

كان الناس يحرصون على حمل أكياس من الزهر ينثرونه حبا على موكبه السامي، حتى تحجبه تلك الزهور عن أولئك الذين ينتظرون طلته من خلف الشاشات. وأذكر في سمائل، كان من حسن حظنا أن زرعت البلدية قريبا من البيت نوعا من الزهر كنا نسميه «ورد البلدية»، وفي كل مرة نعرف فيها عن مروره بالقرب منا كنا نذهب حاملين أكياسنا لنملأها من «ورد البلدية».

وعلاوة على احتفاء شعبه به بورود تسيل في كل طرقات عمان، كان اهتمامه بالورود جليا، وشغفه بتصويرها ورسمها واضحا للمراقبين مذ كان طفلا، حتى أطلقت جمعية الورود العالمية بهولندا، اسم السلطان قابوس على زهرة فريدة من نوعها، سميت بـ«وردة السلطان قابوس»، تعد خلاصة أبحاث مطولة عمل فيها العلماء لاستخلاص صنف جديد من الورود يتميز بلونه الأحمر القاني، ورائحته الزكية، وساقه الطويل، كما أنه يستطيع الإزهار في الأجواء الحارة والباردة على حد سواء. واستلم جلالة السلطان قابوس الوردة في العيد الوطني العشرين في عام 1990م، التي أتت تكريما وتقديرا عالميا لجهود جلالته ــ طيب الله ثراه ــ في تنمية العلاقات الدولية وتوثيقها واهتمامه بالبيئة. وحسب ما ذكر الطنبور والنعيمي في كتابهما «جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم..عمان تاريخ وحضارة» فقد ظهرت هذه الزهرة رسمياً لأول مرة في أبريل سنة 1990 م في معرض أوساكا الحدائق باليابان، حيث حصلت السلطنة على أهم ثلاث جوائز، وهي الميدالية الفضية والبرونزية، بالإضافة إلى جائزة الصداقة الدولية بالمعرض.

كما أشارا إلى أنها خطفت الأنظار في معرض تشلسي للزهور بلندن في مايو ١٩٩٠، لجمال لونها الأحمر القاني ورائحتها الزكية، إضافة إلى قدرتها على النمو والتفتح في البساتين العربية والأوروبية على حد سواء.

واحتفاءً بالوردة، أُصدرت العديد من الطوابع والبطاقات البريدية التي تحمل صورتها كرسالة محبة من السلطان الراحل إلى العالم، كما احتفلت جامعة طوكيو في حرم كومابا بزراعة ثلاث شتلات لوردة السلطان قابوس بن سعيد، وذلك بمناسبة إنشائه كرسيا دائما في كلية الدراسات العليا للآداب والعلوم بجامعة طوكيو، إضافة إلى جعل الوردة أحد العناصر الرئيسية المكونة لشعار الاحتفال بمرور أربعين عاما على العلاقات الدبلوماسية بين عمان واليابان في عام 2012م، إلى جانب زرعها في العديد من الحدائق الوطنية الرائدة في اليابان، منها حديقة إيكوتا للورود في محافظة كاناجاوا.

وفي يونيو من العام المنصرم، نجح مركز بحوث الزراعة النسيجية من إكثار وردة السلطان قابوس نسيجيا عن طريق الإكثار بالبراعم الجسدية. وحسب ما نشرته جريدة عمان في الـ16 من يونيو 2019 فإن النجاح في إكثار الوردة جاء نتيجة لأبحاث مطولة نفذها المركز للتوصل إلى الوسط المناسب لنموالوردة وإكثارها داخل غرف النمو بالمختبر. ثم بدأت محاولات التوصل لوسط التجذير، تلاها التوصل للظروف المناسبة لأقلمة الوردة على ظروف النمو في البيوت الزجاجية والمحمية، حتى أصبحت جاهزة للزراعة في الحقل.

وقد استغرقت عملية إكثارها ما يقارب ستة أشهر من دخولها إلى المختبر حتى جاهزيتها للزراعة في الحقل، حيث يمكن إكثارها نسيجيا بأعداد كبيرة. وقد عدّ المركز إكثار وردة السلطان قابوس بمثابة نقلة نوعية لتسخير تقنية زراعة الأنسجة في الإكثار الكمي لهذه الأنواع المميزة من أشجار الزينة.