adil
adil
أعمدة

أتطلع حولي

05 فبراير 2020
05 فبراير 2020

عادل محمود -

ـ 1 ـ

مرة أراد كسرى، ملك الفرس، أن يطّلع على بعض الشعر العربي. فترجموا له مطلع قصيدة للأعشى:

أرقتُ وما هذا السهاد المؤرّقُ *** وما بي من سقم وما بي معشقُ

فقال كسرى: لا تكملوا. إن كان قد سهر لغير سقمٍ ولا عشقٍ فما هو إلا... لص.

ـ 2 ـ

جاء مرة كاتب مبتدئ إلى برنارد شو، وقال له: أنا أكتب من أجل الشرف، فيما أنت تكتب من أجل المال. فأجابه برنارد شو: كل يبحث عما ينقصه.

ـ 3 ـ

قالوا لأبي تمام الشاعر، وقد تجمع حوله خصومه الشعراء والنقّاد:

لماذا لا تقول ما يُفهم (إشارة إلى قوله: لا تسقني ماء الملام فإنني صبٌّ قد استعذبت ماء بكائي). فردّ أبو تمام: تفضّل اعطني ريشة من جناح الذل ، إشارة إلى الآية: «واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا»

لماذا لاتفهم ما يقال.

ـ 4 ـ

«اللغة بيت الكائن» ...فيها يقيم الإنسان حلماً وواقعاً، لقاءً ووداعاً، صرخة ولادة وضحكة حياة.

اللغة الأخيرة... جملة وداع طويلة في عنق طائرالبجع.

حينما يدركه الموت يطير عالياً ثم يهوي، ويظل صوت مزمار حنجرته يتناثر نايا حزينا في الفضاء الرحب ، حتى يرتطم في أحضان أمنا الأرض.

ـ 5 ـ

«أتطلع حولي. كل إنسان يبكي .

أتطلع مرة أخرى، فلا أرى شيئاً: عيناي غائمتان بالدموع، مثل البقية.

إحدى وصايا كازنتزاكي اليوناني العظيم: « يجب أن نقدم الهواء النظيف، والألعاب، والتعليم لأطفال الأرض جميعاً. ويجب أن نقدم الحرية والحب للنساء جميعاً، والود واللطف لرجال الأرض جميعاً.

ويجب أن نقدم حبة من القمح لهذه الفرس المنهكة التي تهز ذيلها... قلب الإنسان»!