1430596
1430596
العرب والعالم

عباس يتحدث أمام مجلس الأمن في 11 الجاري وترامب يطلب جلسة مغلقة

04 فبراير 2020
04 فبراير 2020

أكد الرفض الفلسطيني والعربي والإسلامي لـ«صفقة القرن» -

نيويورك - رام الله - عمان - وكالات:-

يتحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن «صفقة القرن» المزعومة، خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي، في 11 فبراير الجاري، فيما طلبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقد جلسة مشاورات مغلقة حول هذه الخطة وفق رئاسة المجلس.

وقال رئيس مجلس الأمن السفير البلجيكي مارك بيكستين: «تلقينا طلبًا رسميًا بعقد جلسة خاصة لمجلس الأمن، يوم 11 فبراير الجاري، حيث سيستمع أعضاء المجلس لكلمة الرئيس عباس، حول خطة السلام، التي طرحتها الولايات المتحدة».

وبحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتانياهو، أعلن ترامب، من واشنطن الثلاثاء الماضي، خطة تتضمن إقامة دولة فلسطينية في صور «أرخبيل» تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها «في أجزاء من القدس الشرقية»، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة لإسرائيل .

ورفضت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة ترامب، باعتبار أنها «لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وتخالف مرجعيات عملية السلام».

وأضاف بيكستين، خلال مؤتمر صحفي بمناسبة تولي بلجيكا الرئاسة الدورية الشهرية للمجلس، أن «واشنطن طلبت عقد جلسة مشاورات مغلقة هذا الأسبوع غدا (الخميس)، لإطلاع مجلس الأمن على مضمون الخطة، وسيقدم جاريد كوشنر (مستشار ترامب) إفادة لأعضاء المجلس عن الخطة، ويجيب عن أسئلتهم».

وأوضح أن «جلسة المشاورات المغلقة ستكون قصيرة، وأعتقد أن أعضاء المجلس سيذكرون خلالها أن هناك قرارات لمجلس الأمن ومحددات متعلقة بتحقيق السلام ينبغي لأية خطة سلام أن تستند إليها».

وأمس أكد عباس، على الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي الرافض للخطة الأمريكية للسلام مع إسرائيل.

وقال عباس، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عقب استقباله في رام الله ألكسندر لافرنتيف مبعوث الرئيس الروسي: إن الخطة الأمريكية «تخالف كل قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي».

وأضاف: إنها تخالف كذلك «الأسس التي قامت عليها العملية السياسية لإنهاء الاحتلال وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967». وثمن عباس مواقف روسيا الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، خاصة موقفها من «صفقة القرن»، وتأكيدها على ضرورة الالتزام بالمرجعيات الدولية وفق حل الدولتين كأساس لحل القضية الفلسطينية، مشيدًا بالدور الذي تلعبه روسيا في سوريا «حفاظًا على وحدة أراضيها وإرساء السلام فيها».

ونقلت الوكالة عن مبعوث الرئيس الروسي، تأكيده موقف بلاده «الداعم لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وأن الصفقة التي أعلنتها الإدارة الأمريكية غير قابلة للحياة».

وفي السياق، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، أنه لن يتم القبول باستمرار احتكار وحصرية الرعاية الأمريكية لعملية السلام والمفاوضات مع إسرائيل.

ودعا أشتية في بيان صدر عن مكتبه عقب لقائه في رام الله المبعوث الياباني لعملية السلام في الشرق الأوسط ماساهارو كونو، إلى رعاية دولية ومؤتمر سلام دولي يشمل أمريكا في أي مفاوضات مستقبلية واستئناف عملية السلام، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومجلس الأمن والمبادرة العربية للسلام.

وجدد أشتية تأكيده رفض القيادة الفلسطينية «صفقة القرن» الأمريكية «خاصة أنها لا تشمل القدس، واعتبارها عاصمة لإسرائيل، وإخراج اللاجئين منها، إضافة لعدم وجود تواصل جغرافي طبيعي حقيقي في أراضي الدولة الفلسطينية، وعدم السيطرة على الحدود والمنافذ البرية».

ونقل البيان عن المبعوث الياباني تأكيده استمرار دعم بلاده لحل الدولتين وفق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967.

من جهته، أعلن وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي أمس أنه يتم التحضير لطرح مشروع قرار فلسطيني على الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن رفض الخطة الأمريكية للسلام مع إسرائيل.

وقال المالكي، للإذاعة الفلسطينية الرسمية: إن التحرك الفلسطيني سيتواصل لتمكين الموقف الفلسطيني، وصولا للعودة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند «متحدون من أجل السلام»، من أجل طرح مشروع قرار لتعزيز وتثبيت الموقف الفلسطيني.

وأوضح أن مشروع القرار المذكور سيتضمن «التأكيد على حق شعبنا في تقرير مصيره، وتجسيد دولته، وإنهاء الاحتلال، وتبني مفهوم حل الدولتين، والتأكيد على السلام كخيار استراتيجي للشعوب».

وأضاف: إن القرار سيتضمن كذلك أن «أية مبادرة تنتقص من حق شعبنا ولا تعتمد على الشرعيات الفلسطينية مرفوضة» ، في إشارة إلى الخطة الأمريكية.

واعتبر المالكي، أن عزم مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر المعد لـ«صفقة القرن» طرحها على مجلس الأمن الدولي قبل إلقاء كلمة للرئيس محمود عباس أمام المجلس خطوة تعبر عن «قلق وتخوف بالغين».

وقال المالكي: إن «قيام كوشنر بطرح الصفقة على مجلس الأمن خطوة استباقية لتخفيف التأثير الذي سيتولد من خلال كلمة الرئيس عباس أمام المجلس».

وأضاف المالكي: إن الإدارة الأمريكية تعي أن هناك حراكا فلسطينيا قويا يتوسع بشكل كبير ويأخذ معه الدعم المطلوب عربيا وإسلاميا، مشيرا إلى تخوف الإدارة الأمريكية من حجم التأثير الكبير للسياسية الفلسطينية.

وتابع: «لا يمكن خداع أي أحد عبر مصطلحات قد ترمى هنا أو هناك من قبل كوشنير وغيره، لأن دول العالم قرأت الصفقة وما جاء فيها، فكل من قرأ الصفقة سيصل إلى نفس النتيجة التي وصلنا إليها بأنها تتبنى طرف واحد ولا تعترف بالشعب الفلسطيني كأمة تستحق الدولة وتقضى على حل الدولتين».

وذكر أنه بناء على نتائج جلسة الأمن ومخرجاتها سيتم تحديد الخطوات اللاحقة التي بدأتها القيادة الفلسطينية في اجتماع وزراء الخارجية العرب، ومنظمة التعاون الإسلامي.

وأوضح أنه يجري العمل على عقد اجتماعات منها لحركة عدم الانحياز، والحديث أمام الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية، وأمام البرلمان الأوروبي، إلى جانب زيارات لعدد من الدول المؤثرة، لحشد مزيد من الدعم الدولي لمواجهة مخاطر الخطة الأمريكية.

من جهته، دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إلى رفض دولي شامل للخطة الأمريكية «كونها تتناقض مع القانون الدولي والشرعية الدولية ومبدأ الدولتين».

جاء ذلك لدى لقاء عريقات في رام الله المبعوث النرويجي لعملية السلام تور فنيسلاند، والمبعوث الياباني لعملية السلام ماساهور كونو والقنصل البريطاني العام فيليب هول كل على حدة، إضافة إلى اجتماع مشترك مع سفراء وقناصل عدة دول غربية وعربية.

وقال عريقات إنه «اتضح للمجتمع الدولي مضمون ما يسمى بصفقة القرن وعليه أن يعلن رفضه لكل ما يتناقض مع القانون الدولي والشرعية الدولية ومبدأ الدولتين على حدود 1967، وحل قضايا الوضع النهائي كافة استناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، إذ أن كل ما طرح جاء خارج هذه الأطر».

وأضاف: إن «مجرد وجود طرح أمريكي رسمي يشرعن الاستيطان والضم والاحتلال والأبرتايد يعتبر دعوة لكل من يملك القوة المادية التوسع على حساب جيرانه والدول الأخرى».