صحافة

الفرنسية: انتهاء دور الدولة «كبش المحرقة»

01 فبراير 2020
01 فبراير 2020

يوم الجمعة الماضي خرجت بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي، بعد أن صوَّت البرلمانيون الأوروبيون بأغلبية ساحقة على قانون خروج هذه الدولة العظمى من إطار الوحدة الأوروبية. بعد التصويت ودَّع النواب بعضُهُم بعضاً في جو مشحون بالعواطف والذكريات. الصحف الأوروبية الصادرة يومي الخميس والجمعة الماضيين، تناولت هذا الحدث التاريخي متسائلة عن تطور العلاقات المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. كتبت يومية وست فرانس أنَّ البرلمانيين الأوروبيين ودَّعوا زملاءهم البريطانيين وهم ينشدون أغنية تعني أن ما يحصل ليس بوداع بل تأكيد على عودة مرتقبة ولقاء قد يتجدد. في البداية بدأ بعض النواب بالإنشاد بشكل خجول لكن ما لبث أن تطور الأمر بسرعة فوقف الجميع وأنشدوا «اولد لونغ سينس» باللغة الفرنسية أولاً ثم بالإنجليزية، وقد صورتهم البرلمانية الأوروبية الفرنسية «مانون اوبري»، ونشرت الصور عبر حسابها تويتر. أغنية «أولد لونغ سينس» هي أغنية تقليدية يرددها الكثيرون في بريطانيا بخاصة في ليلة رأس السنة. إنّ آخر يوم من شهر يناير 2020 يمثّل فعلياً بداية فترة انتقالية ستستمر حتى نهاية السنة الحالية. يشير هذا التاريخ فقط إلى بدء المفاوضات بين لندن وبروكسل حول شكل علاقاتهما المستقبلية والجزء الأكثر صعوبة: المرحلة الثانية من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. خلال فترة المفاوضات هذه يُصارُ إلى تطبيق المعايير ذاتها المتَّبعة سابقاً من حيث التجارة والتوظيف وحرية تنقُّل الأفراد.

من جهتها جريدة لوموند الفرنسية كتبت في عددها الصادر يوم الخميس الماضي أن بريطانيا كانت تُستخدَم ككبش فداء من قِبَل المسؤولين الأوروبيين وبعد خروج هذه الدولة العُظمى من إطار الوحدة سيتعين على الطبقة السياسية الأوروبية تحمل المزيد من المسؤولية عن أفعالها، فلن يكون هناك كبش فداء أوروبي تتلطَّى وراءه، أو تتحجَّج به.

إذا نجحت بريطانيا وازدادت ازدهاراً بعد خروجها من الاتحاد، فهنيئاً لها. لكن إذا فَشِلَت وتدهورت حالتها وأصبحت رجُلَ أوروبا المريض، فلن تلومَ إلَّا نفسها. المسؤولية سوفَ تكون جليَّة وفي السياسة جيد جداً أن تتحدد المسؤوليات.

لقد كانت بريطانيا تُوصَف أوروبياً بأنها كبش محرقة، تلام على مواقفها عندما يجب وعندما لا يجب. الآن لم يعد لدى بروكسل أيَّ كبش محرقة. لذلك على أوروبا الموحدة ان تُعمِّقَ تعاضدها في مجالات عديدة كي تتمكَّن من مواجهة التحديات العالمية الخطيرة على كل المستويات، بخاصة الاقتصادية، والدفاعية، والاجتماعية، وحتَّى الصحية. وإذا فَشِلت، لن يكون «الحق على الطليان.....» و لن يكون الحق على الإنجليز. في السياسة الدولية كتبت جريدة لوموند الفرنسية مقالاً مفادُهُ أنَّ موسكو وباريس تريدان العمل على أن تُعقدَ دورياً قمة دولية بحلة جديدة مغايرة لتلك المعروفة باسم قمة الدول العشرين أو قمة مجموعة الدول السبع. الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون راغبان بقمة دورية تجمع الدول الكبرى الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. قمة تنهي نهائياً استبعاد موسكو عن قمم المجموعات الدولية.

الملفت في السياق ذاته أنَّ الرئيس الروسي ألقى خطاباً أمام مجلس العموم الفيدرالي الروسي في الخامس عشر من يناير الماضي، و قال إن الدول الكبرى الخمس المخولة حق النقض في مجلس الأمن، عليها أن تجتمع و تتوافق على اتخاذ التدابير التي تزيل كلياً مسببات أية حرب عالمية جديدة.