1425549
1425549
العرب والعالم

الفلسطينيون يطالبون المجتمع الدولي بمقاطعة خطة السلام الأمريكية

27 يناير 2020
27 يناير 2020

الفصائل تعلن «يومي غضب» رفضا لصفقة القرن -

أشــــتية : الخطــة للتفاوض بين جــانتس ونتانياهو وليســت أساسا للحل -

رام الله- (الأراضي الفلسطينية)- (أ ف ب): أكد مسؤولون فلسطينيون أمس رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس محاولات عدة قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة خطة السلام المرتقبة التي طالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي بمقاطعتها.

ومن المتوقع أن يعلن ترامب خلال الساعات المقبلة خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويستقبل ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وزعيم المعارضة بيني جانتس في واشنطن.

وقال المسؤولون: إن البيت الأبيض حاول خلال الأشهر الأخيرة إجراء اتصالات غير مباشرة مع الرئيس الفلسطيني، لكنها قوبلت جميعها بالرفض.

وأضاف مسؤول فلسطيني طلب عدم كشف اسمه: «لن يكون هناك نقاش مع الأمريكيين. والرئيس متمسك بحل على أساس دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

وطالبت الحكومة الفلسطينية أمس المجتمع الدولي بمقاطعة الخطة الأمريكية المرتقبة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي التي لطالما أعلن الفلسطينيون رفضهم لها متهمين إدارة ترامب بالانحياز للدولة العبرية.

وكانت إسرائيل وصفت الخطة بأنها «تاريخية»، في حين التزم الفلسطينيون برفضهم لها، وأعلنوا في وقت سابق أنهم لم يتلقوا دعوة لحضور الاجتماعات في واشنطن. وتبقى تفاصيل الخطة الأمريكية التي بدأ الحديث عنها في عام 2017 محض تكهنات.

ويقول الفلسطينيون: إن الخطة الأمريكية ستتناول ضم إسرائيل لغور الأردن، وهي أراض زراعية تمثل حوالي 30 % من أراضي الضفة الغربية المحتلة. وبهذا الصدد، قام وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي أمس بجولة في غور الأردن.

وقال درعي: «بصفتي وزيرا للداخلية، أود أن أخبركم بأننا بدأنا بالاستعداد للضم، وتجهيز الأوراق».

كذلك يقول الفلسطينيون: إن الخطة ستتضمن الاعتراف الرسمي بالقدس باعتبارها العاصمة الوحيدة لـ«الكيان الصهيوني»، وبـ«ضم مستوطنات الضفة الغربية».

وقام الرئيس الأمريكي بعدة خطوات تكشف عن مدى دعمه لإسرائيل التي تصفه بأنه «أعظم صديق»، ولطالما تباهى هو نفسه بتأييده لإسرائيل.

ففي 6 ديسمبر 2017 خرج عن عقود من الإجماع الدولي واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وفي نوفمبر، سددت الإدارة الأمريكية ضربة جديدة للتوافق الدولي حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين بإعلانها أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة غير شرعية. وسبق ذلك اعتراف واشنطن بسيادة الدولة العبرية على الجولان السوري المحتل.

حماية ترامب ونتانياهو

طالبت الحكومة الفلسطينية أمس المجتمع الدولي بمقاطعة الخطة الأمريكية التي لطالما أعلن الفلسطينيون رفضهم لها ويرون أنها منحازة إلى الدولة العبرية.

وقال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد أشتية قبيل اجتماع الحكومة أمس: «هذه الخطة لا تعترف بالقدس أرضًا محتلةً بل تعطيها لإسرائيل، وأصحابها يشنون حربًا علينا وعلى وكالة غوث اللاجئين، وتغلق مكتب فلسطين في واشنطن، وتعمل على تجفيف المصادر المالية للسلطة». وأكد رئيس الوزراء على رفض الخطة معتبرًا إياها «تصفية للقضية الفلسطينية». وقال أشتية: إن الإعلان عن هذه الخطة في هذا التوقيت ما هو إلا «لحماية ترامب من العزل وحماية نتانياهو من السجن، وليس خطة سلام للشرق الأوسط».

وأضاف: «هذه الخطة أصبحت للتفاوض بين جانتس ونتانياهو وليست أساسًا للحل بين إسرائيل وفلسطين».

ويرى أشتية أن خطة السلام الأمريكية المرتقبة «تعطي لإسرائيل كل ما تريده على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني».

وبحسب رئيس الوزراء فإن الخطة المرتقبة «تقصف أسس الحل العربية، وخاصة مبادرة السلام العربية».

ودعا الدول العربية إلى «أن تكون درعا واقيا لحماية فلسطين من المؤامرة الكبرى وصون حقوق أهلها».

من جهة ثانية، أشار اشتية إلى أن محمود عباس سيدعو إلى اجتماع للقيادة الفلسطينية «لمناقشة كيفية وشكل ومحتوى الرد على هذه المؤامرة، وسيقول شعبنا أيضا كلمته بأعلى صوته ضدها». وصرح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لوكالة فرانس برس أمس الأول عن إمكانية انسحاب الفلسطينيين من اتفاقية أوسلو التي تحدد العلاقة مع إسرائيل.

لن تمر

أعلن المجلس الثوري لحركة فتح في بيان له أمس أن الحركة ستبقى في حالة «استنفار» كامل على مستوى الأطر «لمواجهة هذا التحدي المفروض علينا».

ودعت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية المحتلة إلى التظاهر في المدن الفلسطينية اليوم وغدا رفضا لـ«صفقة القرن» بالتزامن مع إعلانها في واشنطن.

وقال منسق القوى الوطنية في مدينتي رام الله والبيرة عصام بكر «وجهت دعوة للتظاهر في الوقت الذي من المفترض أن يعلن فيه ترامب خطته».

وفي قطاع غزة، أعلنت الفصائل أمس اعتبار اليومين المقبلين «يومي غضب» رفضًا لصفقة القرن الأمريكية.

وأكدت الفصائل، في بيان للجنة المتابعة العليا عقب اجتماع لها في غزة، على رفض الصفقة الأمريكية «بوصفها حلقة من حلقات التآمر الأمريكية على الشعب الفلسطيني وقضيته».

وقال البيان: إن «هنالك إجماعًا فلسطينيًا رافضًا لهذه الصفقة، وإصرارًا على مواجهتها بكل الأشكال حتى إسقاطها، ولن نتنازل عن أي حق من حقوقنا الوطنية المشروعة في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».

وأضاف: إن «الإدارة الأمريكية بإعلانها عن هذه الصفقة المرفوضة تنصب نفسها عدوًا مباشرًا لشعبنا، وشريكًا للاحتلال في إرهابه وجرائمه على شعبنا وقضيته». ودعا البيان إلى اعتبار يومي الثلاثاء والأربعاء أيام غضب في جميع الساحات «يواجه خلاله شعبنا الفلسطيني موحدًا من خلال فعل ميداني واسع واشتباك مفتوح مع الاحتلال في جميع مواقع التماس، رفضه القاطع للصفقة الأمريكية».

يأتي ذلك فيما تظاهر عشرات الفلسطينيين قبالة مقر الأمم المتحدة في غزة للتنديد بالخطة الأمريكية، وخطط إسرائيل لضم مناطق من الضفة الغربية إلى سيادتها.

وأكد متحدثون خلال التظاهرة على رفض الصفقة الأمريكية باعتبارها «مؤامرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية»، داعين إلى تحرك عربي وإسلامي مضاد لإسقاطها.