1424893
1424893
العرب والعالم

الجيش السوري يواصل زحفه باتجاه مواقع المسلحين بريف إدلب

26 يناير 2020
26 يناير 2020

فتح 3 ممرات إنسانية لخروج المدنيين -

دمشق - عمان - بسام جميدة:-

تابع الجيش السوري زحفه باتجاه معاقل المعارضة المسلحة في إدلب وأريافها، واستعاد أمس قرية وادي الضيف في ريف إدلب الجنوبي بشمال سوريا وسط تقدمه باتجاه معرة النعمان الاستراتيجية التي بات يفصله عنها حوالي 500 متر تقريبا، من أجل تحريرها من سطوة الإرهابيين.

وأفاد مصدر ميداني لـ(عمان) أن «وحدات الجيش السوري تواصل خوضها المعارك العنيفة وتقصف مواقع المسلحين من اجل استعادة كامل الأراضي السورية، في مواجهة عنيفة ضد مسلحي جبهة النصرة ودخلت حوالي 150 مترا من الجهة الشرقية لمعرة النعمان، وقد استعادت قرية الغدفة من المسلحين وتقوم بملاحقة فلولهم في ريف معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي بعد تكبيد المسلحين خسائر بالأفراد والعتاد».

وكان الجيش قد تمكن أمس الأول من تحرير عدد من القرى والبلدات والتلال الاستراتيجية، منها، معر شمارين وتقانة وتلمنس ومعرشمشة، في ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي، وبات على مشارف معرة النعمان الاستراتيجية، أحد أهم معاقل جبهة النصرة في الشمال .

وفي ديسمبر 2014 سيطر مسلحو «جبهة النصرة»على معسكر وادي الضيف بعد هجوم عنيف دام عدة أيام وأسفر عن خسارة الطرفين في عديدهم وعتادهم .

وعادت جبهة حلب للاشتعال من جديد عقب الخروقات المتتالية للمسلحين على المدنيين ومواقع الجيش ، وأفاد مصدر ميداني أن الطيران الحربي عاود تحليقه في سماء المدينة وريفها وأن جبهات ريفي حلب الشمالي والغربي تشهد تمهيدا ناريا كثيفا منذ ليل السبت ، ويُسمع بوضوح دوي الانفجارات يتردد في مختلف أحياء حلب، بسبب رمايات المدفعية الثقيلة والراجمات الصاروخية باتجاه مواقع تنظيم جبهة النصرة وحلفائه على محاور «كفر حمرة» و«خان العسل» و«المنصورة» و«تلة شويحنة» و«حريتان» و«الليرمون» و«الراشدين» و«كفرناها» شمال وغرب المدينة، وأكد المصدر أن التمهيد الناري المتواصل يعتبر الأعنف منذ تحرير الجيش السوري لإحياء مدينة حلب الشرقية من المجموعات المسلحة نهاية عام 2016، مما يدلل على حزم الجيش السوري لمواصلة عملياته العسكرية لدحر الإرهابيين من كامل أرياف حلب بالتوازي مع ما يحدث على جبهة إدلب، وطال القصف المتواصل مواقع المسلحين في قرية بشقاتين في ناحية دارة عزة بريف حلب الغربي ما أدى إلى تدمير مستودع كبير للذخيرة أنشأته التنظيمات الإرهابية ضمن معمل النشاء في القرية.

وردًا على خروقات التنظيمات واعتداءاتها على الأحياء الآمنة في حلب نفذت وحدات من الجيش استهدافات واسعة ووجهت ضربات مركزة بسلاحي المدفعية والصواريخ ضد أوكار وتحصينات المجموعات المتطرفة في كفر حمرة والراشدين والمنصورة وخان العسل ومحيط كفر ناها غرب حلب أدت إلى انهيارات واسعة في صفوفهم على طول الخط الممتد من جمعية الزهراء وصولا إلى مناطق الراشدين غرب حلب.

وأكد مصدر عسكري تصميم الجيش السوري على وضع حد نهائي لخروقات واعتداءات تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التي تتبع له على المدنيين في المناطق الآمنة ومواقع الجيش في حلب وإدلب.

وقال المصدر: «إن تنظيم جبهة النصرة يستمر والمجموعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل معه بخروقاتهم المتكررة في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب وغرب حلب مستهدفين باعتداءاتهم اليومية المناطق السكنية ومواقع قواتنا المسلحة بالقذائف الصاروخية المتنوعة والمفخخات التي تؤدي إلى ارتقاء شهداء وتنشر الموت والدمار والخوف في أوساط المدنيين الآمنين وهذا ما لا يمكن السماح باستمراره.

وأضاف المصدر: إن حياة المدنيين الأبرياء أمانة يعتز الجيش العربي السوري بحملها وهو مصمم على وضع حد نهائي لهذه الخروقات المتكررة والعمل على إعادة الحياة الطبيعية إلى تلك المناطق.

وأكد المصدر أن «أعمال الجيش لن تختزل بالرد على مصادر نيران التنظيمات الإرهابية المسلحة بل ستشمل عمليات ميدانية كاسحة لا تتوقف قبل اجتثاث ما تبقى من الإرهاب المسلح بكل مسمياته وأشكاله.

وفي خضم المعارك الدائرة هناك أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن فتح 3 ممرات إنسانية لخروج المدنيين من منطقة إدلب لخفض التصعيد شمال غرب سوريا.

وقال مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سوريا والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء يوري بورينكوف: «بسبب تأجيج تنظيم هيئة تحرير الشام والتشكيلات المتحالفة معه الأعمال القتالية، ظهر في منطقة إدلب لخفض التصعيد خطر على أمن الأهالي المدنيين».

وأفاد بورينكوف بتسجيل 108 حالات قصف نفذتها التشكيلات المسلحة في منطقة إدلب خلال الساعات الـ24 الماضية، لافتا في هذا السياق إلى أن مركز حميميم نظم، بهدف منع سقوط قتلى بين السكان المدنيين، وبالتعاون مع القوات الحكومية السورية وأجهزة السلطة المحلية، عمل 3 معابر إنسانية، وهي الحاضر في حلب وأبو الضهور في إدلب والهبيط في حماة.

وهذه المعابر تم فتحها في 12 يناير الحالي لتمكين المدنيين من مغادرة أراضي سيطرة المسلحين في المنطقة، لكن استئناف الأعمال القتالية بوتيرة متصاعدة أدى إلى إغلاقها.

وبهذا الصدد، أعلنت وزارة الخارجية السورية، أن العمليات التي يخوضها الجيش السوري في محافظتي حلب وإدلب، تأتي ردًا على إرهاب المسلحين ولن تتوقف.

وقالت الوزارة، في رسالتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي: إن المجموعات الإرهابية وعلى رأسها «هيئة تحرير الشام - جبهة النصرة» تستمر هجماتهم ضد المدنيين في محافظتي حلب وإدلب السوريتين.

وأوضحت الوزارة أن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل عدد كبير من المواطنين أغلبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، وتدمير الكثير من البنى الأساسية المدنية، مشيرة إلى سقوط 23 قتيلا بين المدنيين خلال الأسبوع الماضي فقط في قصف نفذته تلك المجموعات على حي السكري وأحياء مجاورة له بمدينة حلب في 16 يناير الجاري.

وأكدت الخارجية أن «العمليات العسكرية الدقيقة والمدروسة» التي ينفذها الجيش وحلفاؤه «تأتي استجابة لمناشدات المواطنين السوريين في هاتين المحافظتين، وكذلك ردا على تلك الجرائم الممنهجة التي ترتكبها تلك المجموعات الإرهابية المسلحة وذلك في ظل استغلال هذه المجموعات للدعم العسكري واللوجيستي اللامحدود الذي توفره لها الدول الغربية وأدواتها في المنطقة». وبحسب الوزارة فإن المسحلين يواصلون «حصارهم للمدنيين لمنعهم من الخروج عبر الممرات الإنسانية، التي افتتحتها الجهات المعنية في أبو الظهور والهبيط والحاضر بريفي إدلب وحلب، واستهدافهم للمدنيين الأبرياء الذين يحاولون التخلص من الممارسات الإجرامية لهذه المجموعات، وذلك رغم مضي نحو أسبوعين على افتتاح تلك الممرات».

وختم البيان بالقول: إن العمليات العسكرية ضد المسلحين «لن تتوقف حتى القضاء على هؤلاء الإرهابيين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين السوريين».