Hamad
Hamad
أعمدة

عين على الثقافة المرورية :شارع الشرقية السريع .. وعنوسة العق!

23 يناير 2020
23 يناير 2020

حمد بن سالم العلوي -

ـ إن التَّرحيب بافتتاح طريق الشرقية السريع، واجب على كل من ذاق مرارات زحمة الشاحنات، وتعرجات وادي العق، وذلك على مدى ما يقارب نصف قرن من الزمن، فهذا الطريق الرائع البديع الجديد، يُعد أحد مفردات النهضة المباركة، وهو يمثل بذلك؛ واحدة من مفردات شبكة الطرق الاستراتيجية على طول البلاد وعرضها، ولهذا الطريق تميز خاص بالأنفاق البكر على الأرض العُمانية، وكذلك بعض جسوره بلغت 90 متراً في ارتفاعه، وهذا ارتفاع قياسي يسجل أول مرة في السلطنة، فإنه باستكماله والانتهاء من شارع نزوى - صلالة «وقد أنجز منه الكثير ولم يتبق فيه إلا القليل» وبإتمام ذلك الطريق نزوى/‏‏ صلالة، سيكون في عُمان مجموعة ذهبية من شبكة الطرق الرائعة، وبأحدث مواصفات السلامة العالمية، والتي ستضيف رونقا جميلا تزهو به الحضارة العُمانية، وتعد رافدا كبيرا للصناعة السياحية، وذلك قبل كل نشاطات أخرى من الصناعية والتجارة والاجتماعية.

ـ إن فرحتنا بالوافد الجديد، لا توصف وخاصة أولئك الذين كاد صبرهم أن ينفد من كثرة تلويات العق وصحبه المماثل له في التعرجات، والذي سيشجع على التواصل المكثف مع محافظات الشرقية والوسطى، فهذه المحافظات تحتوي على مفاتن السياحة والمغامرات فيها من وديان ومياه وخضرة الطبيعة الخلابة ورمالها الذهبية، خاصة صنف السياح الأوروبيين، الذين ملُّوا الاخضرار والمباني الشاهقة في بلدانهم، وجذبتهم طبيعة الرمال العُمانية الصافية، فعشقوا زيارتها دون انقطاع، ولكن علينا أن نعلم أن هذا الطريق الشاب، قد عمق مأساة الشائب وادي العق، وحرمه من نعمة الزواج، حتى على الطريقة المارونية المعروفة بواحدة وكفى، فبذلك سيدخل طريق وادي العق مرحلة العنوسة الأبدية.

ـ لقد كتبت قبل سنوات بعنوان «أما آن الأوان لتزويج العق حتى لا يصاب بالعنس» والصحيح إن تلك المقالة قد حركت مشروع الطريق، وقد ظننت أنه محض صدفة في بداية الأمر، ولكن الأيام التي تلت نشر المقالة، ساقت لي الخبر الأكيد، أن تلك المقالة الساخرة، قد بعثت المشروع إلى حيِّز الوجود، فأخرجته من رفوف الإهمال إلى واقع التنفيذ، وها نحن اليوم نراه أمامنا حقيقة ماثلة للعيان، فقد كانت علاقتي بوادي العق، علاقة المضطر إلى الضرورة، يوم كنت أعمل في الشرقية، فكان العق يجبرني على المرور بكل ألواذ الوادي، وأسلم على كل سدراته وغافاته المنتصبة في وداعة تامة على ضفتيه، فيأخذني في كل مرة في جولة سياحية إجبارية، حول طبوغرافية الوادي المحاذي للطريق، وقد يشدني الشوق إليه لزيارته من جديد وفاء وعرفانا مني له، وذلك بعدما أحيل للتقاعد الاعتيادي اعتبارا من 20 يناير 2020م، فحظه في ذلك من حظ بقية الخلق من البشر، ولكن في الوادي ذكرى السفرجل وبقية ثمار الوطن .. فهل سيكون لأولئك الناس حظ مع تطور الطريق يبقي لهم مصدر رزقهم؟!.

  • أعلم أخي السائق:

    {إن السياقة «فن، وذوق، وأخلاق» وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة بل عقلها بيد سائقها، وعليك أخي السائق؛ أن تتجنب أخطاء الآخرين، فخذ حاجتك من الطريق وأتركه آمناً لغيرك كونه ملك الجميع}.

(*) - خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور - مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.