صحافة

بوليتيكو: عمالقة التكنولوجيا تمارس التخويف ضد اللاعبين الصغار

21 يناير 2020
21 يناير 2020

شركات التكنولوجيا الكبرى تمارس تخويفا للشركات الأصغر من خلال تكتيكات تؤدي إلى خنق المنافسة.

وتقوم شركات مثل أمازون وآبل وجوجل ببسط سيطرتها على الأسواق من أجل النيل من الشركات الأصغر حجما العاملة في قطاع التكنولوجيا مع قدرتها على الإفلات من العقاب.

وقد شهد مسؤولو تلك الشركات الأصغر بذلك أمام الكونجرس مؤخرا خلال جلسة استماع تضمنت إفادات بوجود ممارسات ضد المنافسة في هذه الصناعة.

وفي توبيخ علني نادر لكبرى الشركات القوية في هذا القطاع، استعرض مسئولو الصغيرة تفاصيل يزعمون فيها تعرض شركاتهم لسرقات الملكية الفكرية ومحاولات منعها من دخول بعض المنصات والجهود الرامية لطردهم خارج سوق الأعمال.

ويقول باتريك سبينس المدير التنفيذي لشركة سونوس للخدمات الصوتية الذكية «إن مسؤولي هذه الشركات تستخدم منصاتهم وسيطرتهم الطاغية على أسواق معينة من أجل الإضرار غير العادل بالمنافسين وسحق المنافسة المحتملة»، وجاء هذا التصريح خلال جلسة استماع في اللجنة الفرعية حول مراجعة الممارسات التعسفية في صناعة التكنولوجيا.

وجــــــاء هذا في سياق انتقاداته ضد شـــــركات جوجل وآبل وأمازون بصورة عـــــــــلنية على نحو قد يـــــــعرضه لانتقام شركات تسيطر على معظــــم سوق المنتجات الرقمية في الأسواق العالمية.

ويقول سبينس «أشعر أن هذه قضية كبرى على نحو كاف ويحتاج الناس لدراستها، ومن المهم أن مثل تلك القضايا تأتي في الصدارة»، ويضيف «علينا مسؤولية الحديث عن أولئك غير القادرين على الوصول والحديث للآخرين».

وبالإضافة إلى مؤسسة «سونوس» استمع المشرعون «إلى مسؤولي شركات إلكترونية أخرى مثل بوبسوكيتس وتايل وبيسكامب وغيرها من الشركات التي قدمت عددا من الشكاوى الصريحة ضد شركات التكنولوجيا العملاقة».

وقالت كريستين دارو نائبة الرئيس والمدير في شركة تايل «إنهم يضعون قواعد حول كيفية تشغيل المنصة، ومن لديه إمكانية الدخول وهم يعفون أنفسهم من جميع تلك القواعد» وذلك بشأن تطبيق شركة آبل «إيكوسيستم».

وقالت «نحن بحاجة إلى تطبيق القواعد بصورة ملتزمة على جميع الأطراف في المنظومة بما فيها آبل، وإلى إتاحة الدخول للنظام بصورة متساوية».

وكانت جلسة الاستماع التي عقدت مؤخرا في اللجنة الفرعية لمكافحة الاحتكار بمجلس النواب والتحقيق الجذري الذي تجريه حول احتمال وجود ممارسات ضد المنافسة في السوق الرقمي، وهو التحقيق الذي يصل إلى عمق ممارسات شركات آبل وأمازون وفيسبوك وجوجل.

وخلال تلك الجلسة قال ديفيد سيسيلين رئيس اللجنة إن المنصات الرئيسية قد نمت بصورة قوية لدرجة أن الشركات تقوم بدور المنظم بصورة فعالة، كما تزيد من استخدام سلطة فاتح البوابة بطرق تعسفية وقسرية.

ومنذ أن تولت رئاسة لجنة مكافحة الاحتكار بالمجلس في العام الماضي، برز دور سيسيلين كواحدة من أبرز المنتقدين لممارسات الشركات الكبرى في وادي السيليكون وللجهات الفيدرالية المكلفة بالإشراف عليها. و في إطار تحقيق اللجنة، وعلى مدى شهور، التقت سيسيلين بصورة شخصية ومعها عدد من المشرعين الآخرين بمسئولي بعض الشركات التي تعتقد أن منتجاتها تعرضت لممارسات خانقة من جانب شركات منافسة أضخم، وهي اتهامات تنفي الشركات العملاقة ارتكابها.

وتتعرض جوجل لتحقيق من جانب وزارة العدل الأمريكية وائتلاف من عدد من المدعين المحليين بسبب سيطرتها على سوق إعلانات التكنولوجيا وسيطرتها على عمليات البحث ومزاعم أخرى ذات صلة بنظامها الأندرويد.

كما تجري مراجعة شركة أمازون بشأن ممارساتها في السوق، وأفلتت حتى الآن شركة آبل من أي تحقيق في مجال مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، لكن هناك تحقيقا تجريه الدول الأوروبية بشأن شكوى من أن آبل تحصل على نسبة 30% عمولة على المبيعات عبر آبل ستور.

ومن أجل مواجهة هذه المخاوف بشأن المنافسة، فإن سيسيلين ولجنتها الفرعية تخطط للكشف عن مجموعة من التوصيات الخاصة بوضع سياسة محايدة غير منحازة حزبيا مع بدايات العام الجديد.

ومن المتوقع أن تستعرض هذه التوصيات إمكانية وكيفية تغيير المعايير الفيدرالية الخاصة بمكافحة الاحتكار والاتجاه نحو سياسة أفضل تستهدف مراقبة المخالفات في الأسواق الرقمية.