1419722
1419722
المنوعات

السلطان الراحل اهتم برعاية الشباب وإعدادهم الإعداد السليم

16 يناير 2020
16 يناير 2020

الحكومة أولت القطاع الرياضي والشبابي أهمية خاصة -

يعتبر تكامل البنية الأساسية للمرافق الرياضية أساسا مهما للنهوض بالنشاط الشبابي والرياضي، ومنذ بدايات العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه - أولى رعايته الكريمة للعمل على تطوير البنية الأساسية والمرافق الرياضية لتكون منتشرة في ربوع هذا الوطن الغالي كافة، ونفتخر بما وصلت إليه البنية الأساسية الرياضية من مرافق وتجهيزات، وهذا التطور إنما يندرج في سياسات متكاملة؛ حيث أولت الحكومة عناية خاصة بتطوير البنى الأساسية لمختلف القطاعات التنموية في السلطنة منذ بزوغ عصر النهضة المباركة، وذلك من خلال التخطيط السليم المبرمج بالخطط الخمسية للتنمية، إدراكا من الحكومة أن إيلاء البنية الأساسية عناية على هذا النحو إنّما هو أمر غاية في الأهمية؛ باعتبارها القاعدة الأساسية، والأرضية الصلبة، التي تقوم عليها مظاهر التنمية الشاملة.

مـن النطق السامي لجـلالـة الســلطـان قابوس - طيـب الله ثـراه :- 

وتبعا لذلك، فقد خُصصت نسبة عالية من إيرادات الدولة لتحقيق هذه الغاية، على اعتبار أن ما يُصرف على البنية الأساسية، بجانب كونه يشكل علامة بارزة من علامات تطور البلد، ستكون له عائدات اقتصادية مع تطور مختلف القطاعات التنموية، وستكون مدعاة لتحريك الاقتصاد من خلال نمو شركات القطاع الخاص، وإيجاد فرص عمل لها محليا، إضافة إلى جلب الاستثمارات الأجنبية لتحقيق ذات الغرض، وبالتالي تحقيق مساهمة القطاع الخاص في التنمية الشاملة إلى جانب جهود الحكومة.

وبالنظر إلى هذه الخطط التنموية الخمسية، نجد أنها جميعا، ومنذ الخطة الأولى، أولت القطاع الرياضي والشبابي أهمية خاصة، وخصّصت الاعتمادات اللازمة لتنميته مرحليا، باعتباره من القطاعات الواعدة التي تسهم بشكل مباشر، أو غير مباشر، في تنمية الشباب العماني، وبناء قدراتهم الفكرية والبدنية، وإفساح المجال أمامهم لإبراز قدراتهم بمشاركاتهم في أنشطة رياضية وشبابية، تلامس تطلعاتهم، وتحقق طموحاتهم، وتغرس فيهم مبادئ المواطنة الصالحة ومفاهيم الأعمال التطوعية لخدمة المجتمع المحيط بهم.

من أجل ذلك، سارعت الحكومة، وبتوجيهات سديدة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه - لإنشاء الأندية الرياضية، والمراكز الشبابية، والمجمعات الرياضية والشبابية، التي تتوفر فيها المقومات الأساسية والبيئة المناسبة للممارسة الرياضية. فزُوّدت بالمرافق الرياضية وفق الأسس العلمية والفنية العالمية، وبالكوادر التدريبية المؤهلة لبناء جيل قادر من الرياضيين في تحقيق الإنجازات الرياضية في مختلف المشاركات في المحافل الرياضية إقليميا وآسيويا ودوليا. والمتتبع لخارطة المنشآت الرياضية (عام 2015)، يجد أنها تغطي مختلف محافظات السلطنة وولاياتها. فقد انتشرت المجمعات الرياضية ذات الجودة العالية في مستوى التجهيزات الرياضية، والأندية، والمراكز، مما سهل على الاتحادات الرياضية وضع برامج التدريب والتأهيل وإقامة معسكرات التدريب للاعبي المنتخبات الوطنية في المحافظات المختلفة.

البنية الأساسية للأندية الرياضية

لم تغفل الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه - النهوض بمستوى البنية الأساسية للقطاع الرياضي عموماً، والأندية الرياضية على وجه الخصوص، إدراكا من جلالته -طيب الله ثراه ـ بأهمية دور الأندية في احتضان شباب هذا الوطن وتوفير سبل الممارسة الرياضية والشبابية. ومن أمثلة هذه الأوامر السامية نذكر: صدرت التوجيهات السامية في عام 2008م بمنح أرض سكنية - تجارية بمساحة 500 متر مربع تقريبا لكل نادٍ في منطقة غلاء الصناعية بمحافظة مسقط، بالتزامن مع تخصيص مبلغ (100.000) مائة ألف ريال عماني لكل نادٍ لاستثمارها؛ سواء في هذه الأرض، أو بإقامة مشاريع استثمارية في محيط النادي، أو بشراء عقار قائم، بهدف زيادة المداخيل المالية للأندية بما يمكّنها من رفع مستوى خدماتها، والتوسع في أنشطتها المختلفة المحددة في أنظمتها الأساسية، ويتجلى حجم التطور والنمو في مشاريع البنية الأساسية الرياضية والشبابية من خلال الإنفاق المتصاعد في خطط التنمية الخمسية المشار إليها آنفا؛ حتى تجاوزت مخصصات هذا القطاع في الخطة التنموية الثامنة مائة وثلاثة وثلاثين مليون ريال عماني (130.000.000 ر.ع)، متضمنة مبالغ الأوامر السامية المخصصة لتعزيز البنية الأساسية للأندية الرياضية بواقع مليون ريال عماني لكل نادٍ. كما لا يجب أن نغفل في هذا السياق، الإشارة إلى أن الأوامر السامية قضت خلال هذه الخطة باعتماد مشروع إنشاء أكاديمية السلطان قابوس للقدرات الرياضية بتكلفة تقديرية تتجاوز ثمانين مليون ريال عماني (80.000.000 ر.ع)، وفقاً لتقديرات المكتب الاستشاري، وهو مشروع وطني هام من شأنه أن يحدث النقلة النوعية المبتغاة لتطور القطاع الرياضي في السلطنة.

مرحلة جديدة لبناء الشباب

ولعلّ أبرز ما ميّز هذه المرحلة هو؛ تخصيص عام 1993م للاحتفال بعام للشباب: فكانت هذه المناسبة تقييما لمرحلة مضت وانطلاقة لمرحلة جديدة من العطاء الشبابي وقد تم تجسيد ذلك في عدد من الفعاليات التي تنوعت كما وكيفا، وتمثلت في المسابقات الثقافية بشتى أنواعها ومجالاتها والمسابقات العلمية من خلال النادي العلمي والأنشطة المسرحية، حيث كان للمسرح دور كبير حيث غطت نشاطاته العديد من المحافظات إضافة إلى مسقط التي أقيم فيها عرض مسرحي هام، والأنشطة الاجتماعية حيث تبلورت بشكل جديد من خلال رحلة قافلة عمان لمختلف المحافظات. كما قامت مختلف الهيئات الرياضية بالاحتفاء بهذه المناسبة ببرامج ومسابقات، واختتمت الفعاليات بمهرجان الشباب العماني والذي تفضل برعايته حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه - بكلمة عبر خلالها عن ارتياحه لما وصل إليه الشباب، وحثهم على مواصلة الجهد والعطاء، وقد تمثل المهرجان في تلاحم العديد من اللوحات التعبيرية بدءا من الطفل إلى المواطن بمشاركة رائعة كان فيها للكلمة معنى كبير وللموسيقى والرقصات التعبيرية معاني الولاء، وقد كتب كلمات الأغاني الشاعر الغنائي: عبدالسلام أمين، ألحان الموسيقار: عمار الشريعي.

وقد شهد كذلك عام 1993م المشاركة المميّزة في رحلة سفينة (شباب العالم) التي بدأت رائدة، واستمرت ناجحة للتأكيد على هدفين ساميين هما: الدور العماني الأصيل في التراث والحضارة، ومتابعة هذا الدور عن طريق إتاحة الفرصة أمام الشباب العماني للاحتكاك واكتساب الخبرة وإبراز الدور العماني الأصيل في إطار التعاون الودّي بين الشعوب.

وفي المرحلة الرابعة التي تغطي العشرية من 2000 إلى 2010م فقد شهدت توسعا في إعداد الكوادر العمانية المتخصصة في شتى مجالات رعاية الشباب، وتأهيلها وتدريبها، لتلبية الحاجات الجديدة، ومواجهة زيادة عدد الأعضاء ومتطلبات العمل الإداري والتنظيمي من الدراسات والبحوث وعمليات المسح والإحصاء، والتوثيق والبرمجة، في المجالات الشبابية من أجل مزيد من التخطيط والبرمجة للأنشطة.

وخلال هذه البرامج حقق العمل الشبابي في سلطنة عمان تطورا كميّا ونوعيّا، ممّا ساعد على تنفيذ إنجازات كثيرة في قطاع الشباب، وهى إنجازات بمعنى الإنتاج في الماضي والحاضر، وهى كذلك نوع من التخطيط للمستقبل، لأنّ ما تحقّق من إنجازات في المراحل الأساسية التي مرّ بها العمل الشبابي، منذ السبعينات، جاء متزامنا مع الخطط الإنمائية لرعاية الشباب منذ الخطة الأولى عام 1976، وهذا التزامن بين التخطيط والإنتاج يتجلّى على حقيقته في الخطة القومية المتكاملة لرعاية الشباب العماني التي تربط العمل الشبابي بعملية التنمية الاجتماعية الشاملة، الهادفة إلى إيجاد المجالات المناسبة لتشغيل الشباب بالأسلوب الذي يحقق طموحات هذا البلد في أبنائه. ويمكن القول إنّ أهمّ ما وسم هذه المرحلة من إنجازات هو: صدور النظام الأساسي للهيئات الخاصة العاملة في مجال أنشطة الشباب الرياضية والثقافية (الأندية والاتحادات واللجان الأولمبية) عام2001م. وإصدار لائحة التكريم في أنشطة الشباب الرياضية والثقافية. تخصيص كأس السلطان قابوس للشباب للنادي الحاصل على أعلى درجات التقييم في مختلف الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية.

وفي المرحلة الخامسة من إنجازات النهضة المباركة في مجال الأنشطة الشبابية، والتي تمتدّ من 2010 وحتى يومنا الحاضر، فقد تميّزت بالعديد من الأنشطة الشبابية التي طرحتها وزارة الشؤون الرياضية- التي أنشئت بموجب المرسوم السلطاني رقم (112/‏‏2004) بتاريخ 20 أكتوبر 2004م- حيث تأتي هذه البرامج تلبية لرغبات الشباب واستثمارا لوقت فراغهم، خصوصا في الفترة الصيفية، كما طرحت الوزارة عددا من البرامج الشبابية التي تعنى بتحفيز الشباب، وإبراز إنجازاتهم المتنوعة في مختلف المجالات الشبابية.

تطور الأنشطة الشبابية

كما إن رعاية الشباب في السلطنة كانت وما تزال مستمرّة، على مدى سنوات النهضة، ركيزة أساسية في مسيرة النهضة المباركة، ونالت من الدعم والتشجيع ما يتناسب وأهمية الشباب باعتباره ثروة وطنية لا تقدّر بثمن. وهذا ما ساعد على دعم مسيرة العمل الشبابي، والاهتمام بقطاع الشباب، وإيجاد المجالات المناسبة لتشغيله وتوجيهه بالأسلوب الذي يحقق طموحات هذا البلد في أبنائه. وهذا التزامن بين الإنجازات والتخطيط يحدّد الإطار العام للخطة القومية المتكاملة لتطوير الأنشطة الشبابية. وتتكامل الأنشطة الشبابية الثقافية منها والعلمية والفنية والاجتماعية مع الأنشطة الرياضية في السلطنة من أجل بناء الشخصية المتكاملة للشباب وتنمية مهاراتهم واستيعاب طاقاتهم في أنشطة قادرة على التجاوب مع هواياتهم العديدة والمتنوعة. ومن هنا وجب توفير وتوسيع مشاركات الشباب العماني في مختلف الفعاليات والأنشطة الثقافية والعلمية والاجتماعية داخل السلطنة وخارجها، وفتح المجالات أمامهم لممارسة هواياتهم في مناخ وبيئة مناسبين. وقد عملت السلطنة على الاهتمام بالشباب العماني ورعايتهم وتنمية مواهبهم وإعدادهم للمستقبل في كافة المجالات، وقد مرت رعاية الشباب في سلطنة عمان خلال الحقبة الماضية بالعديد من المراحل التي من شأنها الرفع من مستوى الاهتمام بهم، ونشر الوعي بضرورة رعاية ما تحقق من أجلهم، من خلال الأندية والجمعيات المدنية المعنية بأنشطة الشباب بالوزارات الحكومية، حيث تكاتفت تلك الجهات ونظمت العديد من الفعاليات الشبابية على المستوى المحلي والعالمي لدعم الشباب. وتزامنت رعاية الشباب في السلطنة مع بداية النهضة المباركة منذ عام 1970م، ونمت وتطورت من أجل بناء دولة عصرية حديثة؛ قوامها إنسان متطور واعٍ بدوره، ومن أجل العمل على إعلاء شأن الوطن، ورفع مستوى المواطن في مجالات الحياة كافة.

الرحلة لشباب دول مجلس التعاون

وبناء على توجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه - خلال انعقاد مؤتمر القمة الـ(16) لدول المجلس بمسقط تم تنظيم رحلة بحرية لشباب دول مجلس التعاون على متن السفينة السلطانية (فلك السلامة ) وذلك خلال الفترة من 20/‏‏11 - 9/‏‏12/‏‏1995م، حيث قامت الهيئة بإعداد برنامج الرحلة بالتعاون مع ديوان البلاط السلطاني وذلك بهدف زيادة أواصر الصداقة بين الشباب الخليجي والعمل على إتاحة الفرصة لشباب دول المجلس على اكتسـاب المهارات الفردية وتنميتها وإبراز المواهب القيادية والطاقات الإبداعية لديهم بالإضافة إلى خلق روح التعاون والألفة والإخاء بين الشباب المشـارك، وإحياء أمجاد دول المجلس البحرية. وقد أبحرت السفينة من ميناء (الشويخ) بالكويت بتاريخ 25/‏‏11/‏‏1995م وعلى متنها (95) شابا خليجيا حتى وصولها ميناء ريسوت في 6/‏‏12/‏‏1995م. وقد رست السفينة في رحلتها في أهم الموانئ الخليجية، وشمل برنامج الرحلة عددا من الفعاليات الاجتماعية والرياضية والثقافية. حيث قام المشاركون بتقديم مجموعة من المسرحيات والأنشطة الموسيقية والفنية إضافة إلى عرض أفلام عن منجزات الدول المشاركة في الرحلة وإقامة معرض وطني. ولقد تزامن وصول السفينة إلى السلطنة مع انعقاد مؤتمر القمة الخليجية الـ(16) لأصحاب السمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقد استقبل السفينة عند وصولها صاحب السمو السيد فيصل بن علي آل سعيد وزير التراث القومي والثقافة آنذاك وعدد من الوكلاء وسفراء الدول الخليجية بالسلطنة.

وهدفت رحلات سفينة شباب عمان إلى إحياء تراث عمان البحري، ونشر الوعي والمعرفة عن حضارة السلطنة وتاريخها وشعبها. حيث انطلقت أول رحلة للسفينة في عام 1984م ثم أبحرت في عام 1985م للمرة الثانية. وتعتبر رحلة عام 1986م هي أطول رحلة قامت بها السفينة؛ حيث انطلقت في 22/‏‏3/‏‏1986 متوجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في احتفالات مرور (100) عام على وجود تمثال الحرية بمدينة نيويورك، وقد امتدت الرحلة لمدة 7 أشهر ونصف قطعت فيها السفينة مسافة (20256) ميلا، وقد تكللت هذه الرحلة بالنجاح حيث بعث رونالد ريجان الرئيس الأمريكي السابق رسالة شكر إلى السلطنة في 24/‏‏7/‏‏1986م. وقد تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه - باستضافة الشباب في حفل شاي بمدينة صلالة في 12/‏‏10/‏‏1986م وذلك تقديرا لجهودهم. وقد استقبل السفينة عند عودتها صاحب السمو السيد ثويني بن شهاب الممثل الخاص لحضرة صاحب الجلالة آنذاك. وفي 17/‏‏10/‏‏1987 أبحرت سفينة شباب عمان إلى سيدني وذلك للاحتفال بالعيد المئوي الثاني بأستراليا في يناير 1988م حيث كانت السفينة العربية الوحيدة التي تشارك في هذا الحدث التاريخي، وقد زارت السفينة (11) ميناء في خمس دول على خط سيرها الذي بلغت مسافته (17825) ميلا، وقد عادت السفينة للسلطنة في 9/‏‏4/‏‏1988م. كما أبحرت السفينة في أبريل 1989م إلى فرنسا للاشتراك في احتفالاتها بالعيد المئوي للثورة الفرنسية والإعلان العام لحقوق الإنسـان، كما أبحرت في يوليو 1989م إلى لندن للمشـاركة في احتفال السفن الطويلة. وقد حظيت السفينة بتكريم حيث قلدت الحكومة الفرنسية قائد السفينة وساما بمناسبة الاحتفالات الفرنسية.