الفنان العماني «مؤيد اليافعي» يودِّع الساحة الفنية راحلا إلى مثواه الأخير

تاركا وراءه مسيرة حافلة بالإنجازات المسرحية والتلفزيونية -

كتب: عامر بن عبدالله الأنصاري -

ودعت الساحة الفنية العمانية مساء أمس الأول الأربعاء الفنان العماني «مؤيد بن سالم بن عبدالرب اليافعي» بعد صراع طويل مع المرض، ويعد الفنان الراحل مؤيد اليافعي من أبرز الممثلين على الساحتين المسرحية والدرامية على مستوى السلطنة والخليج بشكل عام وعلى مستوى محافظة ظفار على وجه الخصوص حيث ينتمي لها.

صلالة الأهلية

وفي حديث لـ «عمان» عن الراحل قال المخرج والكاتب المسرحي الدكتور مرشد بن راقي بيت سليم: «مؤيد كان زميلا وشريكا حينما أسسنا فرقة صلالة الأهلية مع مجموعة من الشباب الطموحين نهدف إلى إنشاء فرقة مسرحية تقدم فنًا حقيقيًا هادفًا، واستمر مؤيد اليافعي مع فرقة صلالة بعطاءاته وجهوده والخبرة التي بناها لنفسه، وحقيقة أقول إنني والكثير غيري سنفتقد مؤيد اليافعي، فهناك نوعية من الفنانين لا يمكن أن تتكرر ومؤيد من هؤلاء الفنانين».

وتابع: «حينما نريد أن نشير إلى نخبة من الفنانين، فلا بد أن نشير إلى مؤيد اليافعي من ضمن النُخب، له بصمة واضحة وكبيرة في مجال الفن، وخصوصا الفن المسرحي، إلى جانب اشتغالاته بالأعمال التلفزيونية والإذاعية، لكن أعماله المسرحية ذات الكم والكيف متساويتان، ولا يقبل بالأعمال المتواضعة، دائما كان يبحث عن الأدوار التي تصنع الفارق، بداية مؤيد كانت -إذا لم تخن الذاكرة- في 1995 في عمل مسرحي بعنوان (الكابتن ماجد) للمؤلف والمخرج زكريا الغساني، وتوالت الأعمال بعدها مع المخرج محمد المردوف والدكتور عماد الشنفري، ومعي أنا كذلك، وكان أول عمل اشتغلناه معا في عام 1996 بعمل مسرحي بعنوان (البث التجريبي) وأعقبت تلك المسرحية أعمال أخرى منها (ثروة أبو سالم) و (مجنون ولا مديون)، و(كلمات) التي شاركنا فيها بالقاهرة، وبرأيي أرى أن مسرحية (مجنون ولا مديون) هي النقلة الحقيقية للفنان الراحل مؤيد، لأن العمل كان كوميديا اجتماعيا هادفا، وكان عدد الجمهور لا يقل عن 5000 متفرج في كل عرض، وعرضنا العمل 13 مرة، مؤيد كان يغرد خارج سرب العمل المسرحي، فقد كان يؤدي دورا تراجيديا في هذا العمل الكوميدي، والجمهور كان ينتظر دخوله المليء بالشجن والحزن، وكانت الصالة تمتلئ بالتصفيق، تلك من المشاهد الجميلة التي ترسخت في ذاكرتي، بعد ذلك سلط الضوء على مؤيد اليافعي كفنان يستطيع تأدية مختلف الأدوار الفنية، واسأل الله أن يكتب له المغفرة وأن يبدله دارا خيرا من داره، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان».

مسرحي وتلفزيوني

كما تحدثت «عمان» مع المخرج المسرحي خالد الشنفري، حيث قال: «ترك الفنان الراحل مؤيد اليافعي الساحة الفنية العمانية راحلا إلى مثواه الأخير، نسأل الله له المغفرة والرحمة، وفي رصيده العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، وقد كانت بدايته الفعلية في المسرح مع بداية التسعينيات، حيث شارك بمسرحية بعنوان (الكابتن ماجد)، وبعدها أثبت قدرته المسرحية كفنان واعد، وتوالت بعدها الأعمال المسرحية التي شارك فيها، ومنها مسرحية بعنوان (مستشفى 2000 الخاص)، ومسرحية بعنوان (عين الحسود)، ومسرحية بعنوان (حمران العيون)، ومسرحية (سمهري)، وغيرها من الأعمال المسرحية المتنوعة».

وتابع الشنفري: «لم يتوقف اليافعي عند المسرح، بل دخل عالم الأعمال التلفزيونية، وقدم أعمالا تلفزيونية متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر المسلسل التلفزيوني (أيام الندم) في جزئه الثاني، وشارك في العمل التلفزيوني (الشعر ديوان العرب)، و(عمان في التاريخ) ومسلسل (الغريقة)».

واسترسل المخرج خالد الشنفري بقوله: «خلال مسيرة الفنان الراحل مؤيد اليافعي توِّج بعدد من الجوائز، حيث نال جائزة أفضل ممثل دور ثان في المهرجان المسرحي الخليجي التاسع في إمارة أبوظبي عن مسرحية (حمران العيون)، كما نال جائزة المركز الأول كأفضل تمثيل في أدوار مساندة عن مسلسل (الغريقة) في مسابقة الإجادة الإعلامية، وحاصل على أفضل ممثل في المهرجان الخليجي المسرحي للفرق المحترفة عام 2003».

واختتم الشنفري حديثه بقوله: «عاش الفنان مؤيد اليافعي أو كما يحب يطلق عليه أبوسالم حياة مكافحة وخاصة بالمسرح، وكان له دور بالنقلة المسرحية بصلالة وقاد المسيرة بقوة وصلابة، وكان من الرجال الذين يحبون المنافسة وكان من المميزين القلائل، وله العديد من العروض المسرحية بمهرجان صلالة السياحي ويعتبر من أوائل من مثلوا على خشبة مسرح التراث بصلالة وخشبة المسرح الرئيسي بالمهرجان».

مواقع التواصل

ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر حساباتهم آيات التعازي والمواساة للراحل، ومنهم الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم، حيث قال في منشور له عبر حسابيه في تويتر والانستجرام: «نعزي الزملاء في سلطنة عمان بوفاة الفنان الشاب مؤيد اليافعي.. نسأل الله له الرحمة والمغفرة ولأسرته وصحبه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون».

وقال المغرد عبدالرحمن العويسي عبر حسابه في تويتر: «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا مؤيد لمحزونون،، الفنان العُماني مؤيد_اليافعي في ذمة الله، دعواتكم له بالرحمة والمغفرة».

وغيرها من التغريدات.