1413576
1413576
العرب والعالم

جيش الاحتلال يتَكتُم على الاعتقالات

06 يناير 2020
06 يناير 2020

رام الله - (عمان) -

على مدار سنوات الطويلة الماضية، عكف الإعلام العبري صبيحة كل يوم على استفتاح صحفه وقنواته وإذاعاته ومواقعه الإخبارية، بخبر الاعتقالات للمواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، والتي كان يوردها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

ولكن في الآونة الأخيرة، لوحظ اختفاء هذا الخبر من جميع المنصات الإعلامية الإسرائيلية، وبات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يتجاهله ويتكتم عليه، الأمر الذي أثار تساؤلاً حول السر وراء التكتم عن هذا الخبر، رغم أن الاعتقالات مازالت مستمرة بالوتيرة نفسها، وفق ما يؤكده إعلاميون فلسطينيون في الضفة الغربية.

الصحفية الفلسطينية المختصة بشؤون الأسرى فيحاء شلش، أكدت أن ملف الاعتقالات الإسرائيلية متواصل في كل يوم، وحتى في أيام الأعياد اليهودية والإجازات الرسمية (أيام السبت).

وقالت شلش: إن عدم ذكر الجيش الإسرائيلي لأخبار الاعتقالات مؤخرًا، يُقرأُ على عدة صُعد، الأول هو الصعيد الأمني، حيث أن الجيش الإسرائيلي ربما يقوم باعتقال بعض الفتية والشبان ضمن خلايا يعتبرها عسكرية أو خلايا إلقاء حجارة أو ما شابه، ويحاول ألا يذكر أسماء المعتقلين للضرورة الأمنية لديه حتى لا يعلم باقي أفراد الخلية أن أحدهم قد اعتُقل وبالتالي يحصل على معلومات أكثر من خلال ذلك.

على الصعيد الثاني وفق شلش، لا تريد إسرائيل أن يتحرك الإعلام، سواء المحلي أو الدولي حول قضايا الاعتقال، خاصة وأنه بات يعتقل بشكل مكثف في الفترة الأخيرة الفتية والأطفال والنساء، وبالتالي هو لا يريد أن يظهر بصورة الذي يعتقل هذه الشريحة الضعيفة في المجتمع الفلسطيني، ولا يريد أن تكون هناك تحركات على مستوى الإعلام .

أما الصعيد الثالث، «فالجيش الإسرائيلي يتعامل مع الأسرى الفلسطينيين على أنهم أرقام فقط، فمثلا يقول: اعتقلنا عشرة (مخربين)، ولا يذكر أسماءهم أو هوياتهم؛ لذلك نحن نذكر هذه الأسماء حتى نبين للاحتلال بأن أسرانا ليسوا أرقامًا وأن كل شخص يُعتقل له هوية وله اسم وله مكان سكن وظروف اعتقال كانت قاسية وما شابه»، على حد قول الصحفية فيحاء شلش.

وأشارت شلش، إلى أنهم باتوا يواجهون صعوبة في آليات البحث عن المعتقلين، وذلك بسبب هيمنة السلطات الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها «فيسبوك»، حيث أنها باتت تحجب الانتهاكات الإسرائيلية خاصة ما يتعلق بالاقتحامات والاعتقالات.

ولفتت إلى أن هناك صعوبةً كبيرةً في البحث عن أماكن الاعتقال وأسماء المعتقلين، ذلك أن إسرائيل تحاول أيضًا منع معلومة الاعتقال من الوصول إلى وسائل الإعلام.

من جهته، لاحظ المختص في الشأن الإسرائيلي مهران ثابت، اختفاء خبر الاعتقالات من وسائل الإعلام العبرية، معتبرًا أن ذلك ربما يحمل عدة احتمالات.

الاحتمال الأول وفق ثابت، هو أن جهاز المخابرات العام الإسرائيلي، ربما يخطط لعملية أمنية في الضفة الغربية، تطال خلية مقاومة، وبالتالي هو يخفي خبر الاعتقالات كي لا تصل معلومات إلى أفراد الخلية بأن أحدهم قد اعتقل، الأمر الذي يكسبه قدرا أكبر من المعلومات ويساعده في الوصول إلى باقي أفراد الخلية.

أما الاحتمال الثاني، فتوقع ثابت بأن إسرائيل تريد تخفيف حدة التوتر في الضفة الغربية، حيث إن خبر الاعتقالات ونشر أسماء المعتقلين، وما يحمله ذلك من دلالات على استباحة أراضي الضفة، ربما يؤجج الشارع الفلسطيني ويزيد من عدد المظاهرات ويشكل دافعًا للشبان الفلسطينيين للخروج في الليل والتصدي للاقتحامات وعمليات الاعتقال.

وكان الجيش الإسرائيلي، يصدر بيانًا صباح كل يوم، يعلن فيه اعتقال عدد من المواطنين الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، واقتحام عدة مدن ومصادرة أسلحة وأموال، لكن في الفترة الأخيرة، بات الجيش الإسرائيلي يتكتم على هذا الخبر، حيث أن وسائل الإعلام العبرية لم تعد تتطرق إليه.