1413779
1413779
العرب والعالم

السراج يبحث في الجزائر سبل تجاوز الظروف العصيبة و«الأوروبي» يحذر من «تصعيد للعنف» بليبيا

06 يناير 2020
06 يناير 2020

قوات حفتر تسيطر على مواقع استراتيجية وتركيا ترسل خبراء ومستشارين عسكريين -

عواصم-(وكالات): وصل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج،أمس إلى الجزائر على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة تستمر ساعات.

وكانت الرئاسة الجزائرية أكدت في بيان لها أمس أن اللقاء الذي سيجريه السراج مع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يندرج ضمن «المشاورات الدائمة والمتواصلة مع الإخوة الليبيين وسيسمح بتبادل وجهات النظر حول تفاقم الأوضاع في ليبيا وبحث السبل الكفيلة لتجاوز هذه الظروف العصيبة».

وبدأ وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني الليبي، محمد الطاهر سيالة، زيارة إلى الجزائر أمس حيث كان في استقباله بمطار هواري بومدين الدولي نظيره الجزائر صبري بوقادوم، بحضور وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود.

ويرافق سيالة إلى الجزائر في الزيارة التي تسبق وصول رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا.

وأكد وزير الخارجية المفوض بحكومة الوفاق الوطني محمد سيالة في تصريح لقناة ليبيا الأحرار أن «حكومة الوفاق أبلغت وفد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي يعتزم زيارة ليبيا بتأجيل زيارتهم».

وكان من المقرر أن يقوم وزراء خارجية: بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا وإيطاليا بزيارة طرابلس غدا والتباحث مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج حول الأزمة الليبية والتصعيد المتمثل في طلب حكومة طرابلس الاستعانة بالقوات التركية في الحرب الجارية مع قوات المشير خليفة حفتر، على مشارف العاصمة الليبية.

ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس إلى حل سياسي في ليبيا حيث أعلنت تركيا بدء نشر قوات ميدانية، كما حذر من «تصعيد وشيك للعنف» حول طرابلس.

وقال بوريل في بيان إنّ «الأحداث الأخيرة في ليبيا تشير إلى أنّ تصعيد العنف حول طرابلس يمكن أن يكون وشيكا». وأضاف في وقت يتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا حول ليبيا بطلب من روسيا «اليوم أصبح العمل الحقيقي على حل سياسي للأزمة في ليبيا ملحا أكثر من اي وقت مضى». وتابع أنّ «الاتحاد الأوروبي يدعو كل الأطراف إلى المضي في مسار سياسي برعاية الأمم المتحدة».

ومن المتوقع أن تثار خلال جلسة مجلس الأمن قضية تصاعد النزاع بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس التي تعترف بها الأمم المتحدة، وبين قوات رجل شرق ليبيا المشير خليفة حفتر الذي يسعى منذ ابريل الماضي للسيطرة على العاصمة طرابلس.

وقتل 30 شخصا وأصيب 33 آخرون بجروح السبت الماضي في غارة جوية على مدرسة عسكرية في العاصمة الليبية، بحسب ما أعلنت حكومة الوفاق.

وقال جوزيب بوريل «إننا ندين الهجمات على غرار غارة السبت الماضي على مدرسة عسكرية، التي لا يمكن أن تأتي إلا بمزيد من العنف والمعاناة». مشيرا إلى أنّ الاتحاد الأوروبي «سيستمر في بذل كل الجهود لإيجاد حل سلمي وسياسي» في ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط معمر القذافي في 2011.

ووافق البرلمان التركي الأسبوع الماضي على مذكرة تقدّم بها الرئيس رجب طيب اردوغان تتيح إرسال قوات إلى ليبيا طبقا للاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين انقرة وطرابلس.وأعلن اردوغان الأحد أنّ جنوداً أتراكا بدأوا «تدريجا» التوجه إلى ليبيا.

إلى ذلك بحث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس سبل إحلال السلام في ليبيا.

وذكرت الرئاسة الجزائرية، في بيان صحفي أمس، أن الرئيس تبون تلقى مكالمة هاتفية من المستشارة الألمانية استعرضا خلالها «تطور العلاقات الثنائية بين البلدين واتفقا على إعطائها دفعا جديدا في كل المجالات لاسيما المجال الاقتصادي».

وبحسب بيان الرئاسة، وجهت المستشارة الألمانية دعوة رسمية إلى الرئيس تبون لزيارة ألمانيا وحضور الندوة الدولية حول ليبيا المزمع تنظيمها في برلين.ودعا الرئيس تبون والمستشارة الألمانية إلى التعجيل بإيجاد حل للأزمة القائمة في ليبيا والوقف الفوري للنزاع المسلح والتدخل العسكري هناك.

وأكد الرئيس الجزائري أمس الأول خلال أول اجتماع لمجلس الوزراء، على تمسك بلاده بعدم التدخل العسكري في الشؤون الداخلية للدول، مشددا على تفعيل السبل المساعدة على حل الأزمة الليبية سلميا بحكم أنها من دول الجوار ويربطها حدود جغرافية مع بلاده.

كما أكدت الرئاسة الجزائرية أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، سيشرع في زيارة للجزائر على رأس وفد رفيع المستوى لمدة يوم واحد.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان أمس عن اجتماع يضم وزراء خارجية مصر وفرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص يعقد غدا لبحث تطورات الشأن الليبي، غداة إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن انتشار جنود أتراك في ليبيا.

وقال بيان الوزارة المصرية إن القاهرة سوف تستضيف «اجتماعاً تنسيقياً وزارياً يضم وزراء خارجية كلّ من فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص، وذلك لبحث مُجمل التطورات المتسارعة على المشهد الليبي مؤخراً».

وأضاف البيان أن الاجتماع سيناقش «سبل دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة تتناول كافة أوجه الأزمة الليبية، والتصدي إلى كل ما من شأنه عرقلة تلك الجهود».

ميدانيا:أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية أمس أنها تتعامل مع مليشيات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر تحاول التقدم إلى البوابة 17 شرق مدينة سرت.صرح ذلك الناطق باسم قوة حماية وتأمين سرت (غرب)، طه حديد، نشره المركز الإعلامي لعملية «بركان الغضب» عبر صفحته على موقع «فيس بوك». وأضاف حديد أن قواتهم «ستضرب دون هوادة كافة المليشيات الإرهابية التي تهدد أمن مدينة سرت».

كما سيطرت قوات ما يسمى بالجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بالكامل أمس على ميناء سرت الواقع بين مدينة طرابلس وبنغازي.

وقال موقع «ليبيا» 218 الإخباري إن قوات حفتر شنت أمس هجوما مباغتا على التشكيلات المسلحة داخل الحدود الإدارية لمدينة سرت، وتمكنت بوقت قياسي من تحقيق مكاسب والسيطرة على مواقع استراتيجية في المدينة.

وخاضت قوات حفتر اشتباكات مع مجموعات مسلحة قرب بوابة العشرين شرق سرت، قبل أن تتمكن من السيطرة عليها.

وواصلت القوات تقدمها، وسيطرت على معسكر كتيبة الساعدي في بوهادي جنوب سرت، قبل أن تُحكم السيطرة على كامل منطقة بوهادي.

ونقل موقع ليبيا 218عن آمر الكتيبة 192 مشاة التابعة لحفتر النقيب عمر ابسيط، في تصريحات من وسط معسكر الساعدي، إن القوات تقدمت بناء على تعليمات القيادة العامة، مضيفا «سيطرنا منطقة بوهادي في سرت». وأظهرت صور متداولة سيطرة قوات «حفتر» على معسكر كتيبة الساعدي بمنطقة بوهادي جنوب سرت.وبعدها واصلت قوات «الجيش الوطني» تقدمها وسيطرت على قاعدة القرضابية بالكامل، ثم جزيرة السواوة محور البحر، وجزيرة سرت قرب جامعة المدينة. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس إن تركيا سترسل خبراء عسكريين وفرقا تقنية لدعم الحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا وذلك بعد يوم من قول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن وحدات عسكرية من بلاده تتحرك إلى طرابلس. وقال أردوغان أمس الأول إن وحدات عسكرية تركية بدأت في التحرك إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني. وقال جاويش أوغلو ردا على طلب الكشف عن تفاصيل تصريح أردوغان إن تركيا سترسل خبراء ومستشارين وفرقا تقنية بمقتضى اتفاق تعاون عسكري تم توقيعه مع حكومة الوفاق الوطني الليبية في نوفمبر الماضي.وسمح مشروع قانون وافق عليه البرلمان التركي الأسبوع الماضي بنشر قوات.

وقال جاويش أوغلو «ستقرر الحكومة بقيادة الرئيس كيف ومتى سيحدث ذلك».