العرب والعالم

مقتل 4 مهاجمين وخسائر مادية في هجوم «للشباب» على قاعدة عسكرية بكينيا

05 يناير 2020
05 يناير 2020

انسحاب 1000 جندي إفريقي من الصومال الشهر المقبل -

مقديشو- (د ب أ)-(أ ف ب): شنّ مسلحون من حركة الشباب الإسلامية الصومالية صباح أمس هجوما على قاعدة عسكرية تديرها قوات أمريكية وكينية في لامو (جنوب شرق كينيا) قرب الحدود الصومالية.

واستهدف الهجوم قاعدة تعرف باسم «معسكر سيمبا» في خليج ماندا قرب جزيرة لامو السياحية. وهو الأخير من نوعه منذ أرسلت نيروبي قوات إلى الصومال في عام 2011 لمكافحة تنظيم حركة الشباب الصومالية التابع لتنظيم القاعدة.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الكيني الكولونيل بول نجوغونا في بيان «جرت محاولة اختراق أمن المدرج الجوي في ماندا». وأضاف: «تم صد محاولة الاقتحام بنجاح وحتى الآن، عثر على جثث أربعة إرهابيين ومدرج الإقلاع لم يمس. بعد هذه المحاولة الفاشلة (التي قام بها الشباب)، اندلع حريق في خزانات وقود واقعة على المدرج». مشيرا إلى أنه تمت السيطرة على الحريق و«يجري حاليا تطبيق تدابير أمنية اعتيادية».

وفي بيان، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (افريكوم) الهجوم «الذي تم في مطار ماندا باي»، مشيرةً إلى أن المنطقة «لا تزال قيد التأمين». وأشار بيان «أفريكوم» كذلك إلى وقوع أضرار مادية. وتحدث تقرير للشرطة عن تدمير مروحيتين وطائرتين و«عدة آليات» أمريكية في المدرج.

وأعلن مسؤول الشرطة المحلية إيرونغو ماشاريا اعتقال خمسة أشخاص قرب المعسكر واستجوابهم. ولا يعرف بعد ما إذا وقع ضحايا بين العسكريين الكينيين أو الأمريكيين.

وأغلق المطار المدني الواقع على مقربة من خليج ماندا، الذي منه يصل السياح الراغبون في زيارة جزيرة لامو، لساعات بعد الهجوم، وفق إدارة الطيران المدني في كينيا. وغالبًا ما تطاول عمليات حركة الشباب منطقة لامو الواقعة على الحدود مع الصومال. وتنفذ الحركة هجمات متكررة على طول الحدود تستهدف خصوصًا قوات الأمن، عبر زرع قنابل على حافة الطرقات.

وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم أمس. وأكدت في بيان أنها «نجحت في مهاجمة القاعدة العسكرية المحصنة بشدة وباتت تسيطر حاليا على جزء منها». وتحدثت عن سقوط ضحايا كينيين وأميركيين، لكن لم يتم تأكيد هذه المعلومات.

وأوضحت الحركة أن هذا الهجوم يندرج في إطار حملتها تحت شعار «القدس لن تهوَّد أبدا»، وهي عبارة استخدمت للمرة الأولى في هجوم على مجمع دوسيت الفندقي الراقي في نيروبي في يناير 2019، أسفر عن سقوط 21 قتيلا. واتهمت القيادة الأمريكية الحركة المتطرفة بإعطاء معلومات خاطئة لوسائل الإعلام.

وأكدت في بيان أن «الشباب نشروا العديد من البيانات للإعلام، فيها مبالغة بشأن الوضع الأمني على الأرض. وهذه ممارسة معتادة بالنسبة لهذه المنظمة الإرهابية».

وشنّ مقاتلو الشباب هجمات واسعة عديدة داخل كينيا، مؤكدين أنهم يردّون بذلك على إرسالها قوات إلى الصومال في 2011 لمحاربة هذه الجماعة، وكذلك لاستهداف المصالح الأجنبية في كينيا.

ورغم الجهود الدولية للسيطرة على الحركة، تمكن الشباب في 28 ديسمبر الماضي من تنفيذ أكثر الهجمات دمويةً خلال عقد في الصومال، أدى إلى مقتل 81 شخصًا بتفجير سيارة مفخخة في مقديشو. وتظهر هجمات حركة الشباب قدرتها على إلحاق أضرار بالغة في الصومال والمنطقة، رغم خسارتها للسيطرة على مناطق مدنية رئيسية في الصومال.

وخسر الشباب أبرز معاقلهم بعد طردهم من مقديشو في عام 2011. إلا أنهم ما زالوا يسيطرون على مناطق ريفية واسعة، يقودون انطلاقا منها حرب عصابات وينفذون هجمات انتحارية. ويقدّر عدد المقاتلين في صفوف الحركة بين 5 آلاف و9 آلاف مقاتل.

وأشار خبراء في الأمم المتحدة حول الصومال في تقرير نشر في نوفمبر الماضي إلى «العدد غير المسبوق» من الهجمات بالمتفجرات وبأساليب أخرى التي شنت على طول الحدود الكينية-الصومالية بين يونيو و يوليو 2019. وقتل الخميس الماضي ثلاثة أشخاص بكمين يشتبه بأن مقاتلي الشباب نصبوه ضد حافلة في تلك المنطقة.

وذكر مركز الدراسات الأمنية، مركز الأبحاث الإفريقي، أن الولايات المتحدة تملك 34 قاعدة عسكرية معروفة في إفريقيا، تطلق منها «عمليات بطائرات مسيرة»، وتنظم كذلك «تدريبات ومناورات عسكرية» و«أنشطة إنسانية».

وكثفت الولايات المتحدة منذ أبريل 2017 هجماتها الجوية في الصومال منذ وافق الرئيس دونالد ترامب على توسيع قدرات الجيش الأمريكي في إطلاق عمليات لمكافحة الإرهاب، ميدانيا أو جويا.

وفي أبريل الماضي، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا أنها تمكنت من قتل 800 مقاتل في 110 هجمات جوية منذ أبريل 2017 في البلد الواقع في القرن الإفريقي.

من جانب آخر، أكد ممثل رئيس الاتحاد الإفريقي في الصومال ورئيس بعثة الاتحاد، السفير فرانسيسكو ماديرا انسحاب 1000 من جنود بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال «أميصوم» عن الصومال في فبراير المقبل.

ونقل موقع «الصومال الجديد» أمس عن ماديرا قوله إن 1000 من جنود الحكومة الصومالية المجهزين سيحلون محل الجنود الذين سينسحبون وفقا لخطة الانسحاب التدريجي للقوات الإفريقية من الصومال الذي بدأ في عام 2018 وينتهي في2021 .

يشار إلى أن بعض البلدان المساهمة بقوات في بعثة الاتحاد الإفريقي تعارض خطة الانسحاب التدريجي بحجة أن التهديد الذي تشكله حركة الشباب على بلدانهم وعلى المنطقة ما زال قائما، وأن الحكومة الصومالية غير قادرة على تجهيز قوات تستلم المسؤولية الأمنية من القوات الإفريقية.