القبرصية:غاز إسرائيل إلى أوروبا عبر قبرص

في مستهل العام 2020، تناولت الصحف القبرصية والإيطالية واليونانية موضوع لقاء مسؤولين من اليونان وقبرص وإسرائيل في أثينا من أجل توقيع الاتفاق بخصوص بناء خط أنابيب غاز جديد باسم «ايستمد»، يبلغ طوله ألفي كيلومتر ينطلق من إسرائيل ليصل إلى إيطاليا عبر قبرص وجزيرة كريت في المياه الإقليمية اليونانية. خط أنابيب الغاز هذا سيسمح بنقل الغاز المستخرج من إسرائيل باتجاه أوروبا. جريدة سايبرس ميل القبرصية تمنت أن يكون توقيع هذا الاتفاق بمثابة رسالة واضحة موجَّهة للسلطات التركية. ما معنى أن ينعقد الاجتماع الثلاثي في الثاني من يناير 2020؟ إنَّ انعقاده في هذا التاريخ بالذات يعني أنَّه ردة فعل على التصرفات البحرية التركية في شرق البحر الأبيض المتوسط، وهي التصرفات والتحركات التي صدرت بحقها إدانات من مختلف دول العالم. قبرص واليونان وإسرائيل، دول ثلاث تحاول بناء معبر استراتيجي يحميها من العمليات التركية في البحر الأبيض المتوسط. الجريدة القبرصية تأمل أن تساهم تركيا في المستقبل القريب بإنهاء حالة التوتر السائدة في المنطقة بخاصة حول نقاط التنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية القبرصية. صحف أوروبية تناولت هذا الموضوع واعتبرت معظمها أنَّ «إيستمد» سيكون خطا للمصالح المشتركة. أن منفعة سياسية جمة لليونان وقبرص، ستنتج عن إنشاء خط الغاز «ايستمد» الذي يربط إسرائيل بأوروبا عبر قبرص واليونان ثم إيطاليا ودول جنوب أوروبا. بالنسبة لأثينا ونيقوسيا، إنَّ خط أنابيب الغاز هذا يشكّل منفعة استراتيجية إذ يحد من الطموحات التركية في السيطرة على شرق البحر الأبيض المتوسط. إنَّ المشروع يعطي اليونان وقبرص أداة قوية في أية مفاوضات مقبلة، بخاصة في ظل ما هو متوقَّع من تطورات في المنطقة.

إن الاتفاق الَّذي تتم مناقشته حالياً يفترض أن تكون هنالك حدود بحرية مشتركة بين كل من إسرائيل وقبرص واليونان. هذا الأمر تعارضه تركيا بطبيعة الحال. إنَّ خط أنابيب الغاز الممتد من إسرائيل حتى إيطاليا سيغير نهائيا خارطة مصادر الطاقة بالنسبة للأوروبيين. المشروع تقدَّرُ كلفته بسبعة مليارات يورو ويمكنه جر عشرة مليارات من الأمتار المكعبة للغاز في السنة، كلها ستصل إلى اليونان لتعود وتوزع على بلدان أوروبية جنوبية.