1410459
1410459
العرب والعالم

انسحاب متظاهري الحشد الشعبي من أمام السفارة الأمريكية في العراق

01 يناير 2020
01 يناير 2020

عبدالمهدي لترامب: مستمرون في حماية البعثات الدبلوماسية -

بغداد ـ «عمان» ـ (أ ف ب):-

نددت السلطات الثلاث والأوساط السياسية في العراق، أمس بمحاولة متظاهري الحشد الشعبي من اقتحام السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، فيما بدأت الجموع الغاضبة أمام السفارة الأمريكية بالانسحاب، ظهر أمس.

وكانت هيئة الحشد الشعبي، دعت المتظاهرين أمس، أمام السفارة الأمريكية في بغداد إلى الانسحاب احترامًا لقرار الحكومة العراقية.

ويأتي ذلك بعد مرور يوم من الاعتصام أمام السفارة الأمريكية ونصب الخيم، إثر هجوم نفذه محتجون غاضبون تنديدا بالغارات الجوية التي استهدفت كتائب حزب الله، والمنضوي ضمن الحشد الشعبي، وأسفرت عن سقوط 25 قتيلا.

وقال الحشد في بيان: إن «الحشد الشعبي يدعو الجماهير الموجودة قرب السفارة الأمريكية إلى الانسحاب احترامًا لقرار الحكومة العراقية التي أمرت بذلك وحفاظًا على هيبة الدولة ونقول للجماهير الموجودة هناك أن رسالتكم وصلت».

وأضاف «ويثمّن في الوقت نفسه موقف القائد العام للقوات المسلحة والشخصيات السياسية والدينية والثقافية والشعبية الرافضة والمستنكرة للعدوان الأمريكي الغاشم على قطعات الحشد الشعبي، ويدعو الجميع للمشاركة في مجالس العزاء الخاصة بالشهداء في بغداد والمحافظات».

وتوجه المتظاهرون إلى مخارج المنطقة الخضراء المحصنة حيث مقر السفارة وساروا وهم يهتفون «حرقناهم»، فيما قامت شاحنات بنقل هياكل حديدية وخيم استخدمها المتظاهرون للاعتصام المفتوح الذي كانوا أعلنوه أمس الأول عند محيط السفارة.

وأكد رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، أمس أن القوات العراقية مستمرة في حماية السفارة الأمريكية وباقي البعثات الدبلوماسية، فيما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ثقته بأهمية دور العراق وقيادته.

وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان: إن «رئيس مجلس الوزراء عادل عبدالمهدي تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي استفسر عن الأوضاع في العراق وعن التطورات المحيطة بالسفارة الأمريكية في بغداد».

وأضاف: إن «عبدالمهدي شرح أن الأحداث جاءت بعد الأحداث الأخيرة المؤلمة وأنه سبق وأن وضح -قبل يومين- لوزير الدفاع الأمريكي اسبر خطورة تبعاتها»، مشيرا إلى أن «عبدالمهدي أوضح أن القوات الأمنية العراقية مستمرة في القيام بواجبها في حماية السفارة الأمريكية وباقي البعثات الدبلوماسية والممثليات».

وكان وزير الخارجية الأمريكي بومبيو ومساعده ديفيد هيل قد اتصلا لمتابعة آخر التطورات في العراق.

وفي موقف مشابه، أكد الرئيس العراقي، برهم صالح، أن أي اعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات الأجنبية سيعاقب عليه القانون.

وقال في بيان: إن «العراق يتعرض إلى تحديات خطيرة على مستوى تهديد أمنه وسيادته ومستقبل شعبه. فمحاولة اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد يعد تجاوزًا للسياقات والاتفاقات الدولية الملزمة للحكومة العراقية».

وأضاف: إن «الاحتجاج السلمي حق مشروع ومكفول حسب الدستور، لكن التعرض إلى البعثات الدبلوماسية المعتمدة في العراق يعد ضربًا لمصالح العراق وسمعته الدولية بوصفه دولة ذات سيادة تحترم تعهداتها واتفاقاتها وتحمي البعثات الدبلوماسية داخل حدودها، فهذا استهداف للعراق وسيادته ودولته قبل أن يكون استهدافًا لأي طرف آخر».وأوضح أن «واجبنا، واجب القوات الأمنية حماية البعثات الدبلوماسية والمؤسسات الرسمية والمصالح العامة والخاصة، وهذا من صميم واجبها، ومن واقع الحرص على الأمن العام ندعو المحتجين إلى الانسحاب من السفارة ومقترباتها وعدم تصعيد الموقف».

وتابع «ونؤكد على بلاغ القائد العام للقوات المسلحة، أن أي اعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات الأجنبية هو فعل ستمنعه القوات الأمنية بصرامة، وسيعاقب عليه القانون بأشد العقوبات». واعتبر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أن محاولة اقتحام السفارة الأمريكية «سلوك غير مقبول» يضر بمصالح العراق.

وقال الحلبوسي في تغريدة له في تويتر: إن «محاولة اقتحام السفارة الأمريكية والاعتداء على مقرها سلوك غير مقبول يضر بمصالح العراق العليا ويسيء لصورة شعبنا».

ودعا رئيس المنبر العراقي إياد علاوي، أمس إلى الإسراع في تعديل اتفاقية وجود القوات الأجنبية في العراق، أو إلغائها وتنظيم أخرى جديدة إن اقتضت الحاجة، مشددًا على ضرورة تحصين القرار السيادي العراقي.

وقال علاوي: «نشدد على ضرورة تحصين القرار السيادي العراقي وإبعاده عن أي تأثيرات جانبية»، مجددًا «رفضه القاطع لأن يكون العراق مسرحًا لصراع النفوذ والمصالح الخارجية بالوكالة، وأن يكون أبناؤه ضحيةً لذلك الصراع».

وحذّر علاوي، من أن «عدم تكوين جيش قوي، بعيد عن المحاصصة، يعني أن العراق سيبقى خاضعًا لقوى خارجية ولن يكون بمقدوره الوقوف ضد قوى الإرهاب والتطرف».

وفي طهران، تم استدعاء القائم بأعمال السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الأمريكية في إيران، للاحتجاج على تصريحات المسؤولين الأمريكيين «المثيرة للحروب» في العراق المجاور.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية: إن «القائم بالأعمال السويسري استدعي إلى وزارة الخارجية، على خلفية مواقف لمسؤولين أمريكيين فيما يتعلق بالتطورات في العراق».

وأضافت: إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية أبلغت احتجاج إيران الشديد على تصريحات المسؤولين الأمريكيين المنتهكة لميثاق الأمم المتحدة والمثيرة للحروب» وفق وكالة تسنيم للأنباء.

ويثير الاعتداء على السفارة والغارات الأمريكية التي سبقت ذلك، واستهداف مقرات تضم أمريكيين بقذائف، الخشية من تحوّل العداء الأمريكي-الإيراني إلى نزاع مفتوح في العراق، البلد الذي يتخذ في الوقت نفسه من الولايات المتحدة وإيران حليفين له.

واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران بالوقوف خلف الاعتداء على سفارة بلاده في بغداد، مهددًا بأنّها ستدفع «الثمن غاليا».

من جانبها، رفضت طهران هذه الاتهامات، وندد المرشد الإيراني علي خامنئي أمس بالغارات الأمريكية التي وصفها بـ«التصرف الخبيث».

وفي الأيام الأخيرة، وقع نحو مائة نائب عراقي على دعوة لإدراج موضوع طرد القوات الأجنبية من العراق في جدول أعمال البرلمان.

وقال متظاهر مناهض للسلطة في ساحة التحرير: «إننا واضحون جدًا منذ الأول من أكتوبر: يجب ألا يكون العراق ساحة للنزاعات بين إيران والولايات المتحدة»، مشيرا إلى تصميمه ورفاقه على مواصلة الاحتجاجات.