1410424
1410424
العرب والعالم

كــوريا الشمــالية ستواصــل تطــوير ســـلاح استراتيجي جــديد

01 يناير 2020
01 يناير 2020

سول حثتها على عدم إجراء اختباره وواشنطن تريد السلام -

عواصم -(د ب أ): أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أن بلاده أنهت الوقف الاختياريّ للتجارب النووية وتجارب الأسلحة البالستية العابرة للقارات، متوعداً بفعل «مروع» ضد الولايات المتحدة التي جاء ردها معتدلاً.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أمس عن كيم قوله امام مسؤولين في حزبه الحاكم «ليس لدينا اي سبب لمواصلة الارتباط بشكل أحادي بهذا الالتزام». وأضاف «سوف يكتشف العالم في المستقبل القريب سلاحا استراتيجيا جديدا».

وقال كيم: إن بيونج يانج ستواصل تطوير مثل هذا السلاح ما لم تغير الولايات المتحدة سياساتها تجاهها، حسب بيان نقلته يونهاب عن وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، ولم يغلق كيم الباب أمام المفاوضات، قائلا إن منظور «الردع النووي» للبلاد سيعتمد على مبدأ واشنطن.

وكان كيم اعلن في عام 2018 ان كوريا الشمالية لم تعد بحاجة إلى إجراء مزيد من الاختبارات النووية او اختبارات الصواريخ العابرة للقارات.وفي السنوات الماضية، نفذت كوريا الشمالية ستة اختبارات نووية وأطلقت صواريخ قادرة على الوصول إلى الأراضي الأمريكية.

وتهدد تصريحات كيم أمس الدبلوماسية النووية التي اعتُمدت خلال العامين الماضيين، مع إشارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراراً إلى «الوعد» الذي قطعه له الزعيم الكوري الشمالي.

وقال الرئيس الأمريكي من جديد أمس الأول لقد وقّعنا اتفاقا يتحدث عن نزع السلاح النووي. كانت هذه الجملة الأولى، وقد تم ذلك في سنغافورة. أعتقد ان (كيم) رجل يلتزم بكلامه»، في إشارة إلى القمة التاريخية التي جمعتهما في سنغافورة في عام 2018.

لكن المحادثات بين البلدين وصلت إلى حائط مسدود إثر انهيار القمة الثانية بين كيم وترامب في فبراير 2019.

ونقلت الوكالة عنه قوله «إن الولايات المتحدة تقدم مطالب مخالفة للمصالح الأساسية لدولتنا وتعتمد أسلوباً مثل أسلوب العصابات».

وتابع كيم أن واشنطن «أجرت عشرات التدريبات العسكرية المشتركة (مع كوريا الجنوبية) والتي كان الرئيس (دونالد ترامب) وعد شخصيًا بوقفها» وأرسلت معدات عسكرية عالية التقنية إلى الجنوب وصعدت العقوبات على الشمال بحسب قوله.

واردف «لا يمكننا أبدا ان نبيع كرامتنا»، مشيرا الى ان بيونج يانج ستقوم بعمل «مروع لجعل (الولايات المتحدة) تدفع ثمن الآلام التي عاناها شعبنا». وعلى غرار ترامب، جاء ردّ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو معتدلاً أيضاً.

وأكد أن الولايات المتحدة تريد «السلام وليس المواجهة» مع كوريا الشمالية وذلك في مقابلة مع قناة سي بي إس الأمريكية.

وأضاف «نريد ان نستمر في ترك الباب مفتوحا أمام احتمال أن يتخذ زعيم كوريا الشمالية الخيار الأفضل بالنسبة له ولشعبه».

واعتبر أنه «إذا تخلى الزعيم كيم عن التزاماته التي قطعها للرئيس ترامب، فسيكون ذلك مخيبا للآمال. آمل ألا يتبع هذا المسار».

وأكدت من جهتها وزارة الوحدة الكورية الجنوبية أن اختبار كوريا الشمالية لأسلحة استراتيجية «لن يكون عاملاً مساعداً في مفاوضات نزع الأسلحة النووية». وللمرة الأولى منذ عام 2013، لم يلق كيم أمس خطابه التقليدي بمناسبة نهاية العام.

وبحسب خبراء، فإن خيار كيم عدم إلقاء الخطاب يأتي بهدف تفادي الإقرار بهفوات في سياسته الدبلوماسية مع واشنطن.

يرى هاري كازيانيس الباحث في مركز «ناشيونال إنترست» للأبحاث في واشنطن أن «كيم جونج أون يلعب لعبة جيوسياسية خطرة».

ويعتبر كازيانيس أن تصريحات كوريا الشمالية «أشبه بوضع صاروخ باليستي عابر للقارات برأس دونالد ترامب على أمل أن تحصل على تنازلين تريدهما بشدة: تخفيف العقوبات وضمانات أمنية».

ويوضح الباحث «يبدو أن تهديدها بأن تظهر من جديد قدرتها على ضرب الأراضي الأمريكية بسلاح نووي تدفع الولايات المتحدة إلى تقديم تنازلات إضافية»، لكنه يرى أن تلك الاستراتيجية لن تكون ناجعة على الأرجح، لأن من المحتمل أن ترد واشنطن «بمزيد من العقوبات، وتعزيز حضورها في شرق آسيا، ومزيد من التهديدات عبر حساب ترامب على تويتر».

إلى ذلك حثت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية على عدم إجراء اختبارها الذي هددت به لسلاح «استراتيجي جديد» أمس قائلة إن مثل هذا العمل لن يساعد في مفاوضات نزع السلاح النووي وجهود بناء السلام في شبه الجزيرة الكورية.

وأصدرت سول النداء بعد ساعات من إعلان زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، نقلته وسائل الإعلام الكورية الشمالية أنه لا يرى أي سبب لمواصلة تعليق اختبارات الصواريخ النووية والباليستية عابرة للقارات وحذر من أن العالم سيشهد قريبا «سلاحا استراتيجيا جديدا».

وقالت وزارة الوحدة «توضح الحكومة أنه إذا نفذ الشمال ذلك، لن يساعد ذلك في مفاوضات تفكيك البرنامج النووي وجهود بناء السلام في شبه الجزيرة الكورية».

كما ذكر موقع إلكتروني لرصد حركة الطيران أن طائرتي تجسس أمريكيتين حلقتا فوق شبه الجزيرة الكورية في اليوم الأول من العام الجديد أمس.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء اليوم عن موقع «إيركرافت سبوتس» الإلكتروني قوله إن طائرة من طراز آر.سي135- دبليو ريفت جوينت التابعة لسلاح الجو الأمريكي انطلقت من قاعدة «كادينا» الجوية اليابانية في الساعة الثامنة و25 دقيقة صباحا (بالتوقيت الكوري) في مهمة في البحر الشرقي، بينما توجهت طائرة طراز «إي.بي3- إي» تابعة للبحرية الأمريكية أيضا فوق كوريا الجنوبية بارتفاع 25 ألف قدم.

جاء ذلك بعد أن ذكر الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون أنه ليس هناك أي سبب للوفاء بتعهده لوقف التجارب النووية والصاروخية طويلة المدى وسيشهد العالم «سلاحا استراتيجيا جديدا» تملكه كوريا الشمالية في المستقبل القريب.