humaid
humaid
أعمدة

توعويات: بشائر «العق» وأمنيات «حيبي»

01 يناير 2020
01 يناير 2020

د. حميد بن فاضل الشبلي -

[email protected] -

مشاركتنا الأخيرة في ملتقى ولاية بدية، كانت فرصة سانحة لنا للتعرف على أخر أخبار مشروع طريق وادي العق، هذا المشروع الحيوي الهام الذي ينتظره المجتمع بفارغ الصبر، والذكريات المؤلمة التي سجلتها ذاكرة هذا الطريق الذي يربط محافظتي الشرقية مع محافظة الداخلية وامتدادا للعاصمة مسقط، حيث أنه مسار نشط تمر به المركبات الصغيرة والكبيرة وأصعبها الشاحنات، إلا أنه تكثر فيه المنعطفات الحادة ويصعب فيه عملية التجاوز لكونه طريق غير مزدوج، كما أنه يمر بين الجبال ويقطع معابر كثير من الأودية، ولذلك عاش مستخدمي هذا الطريق فترة طويلة من مشاهد الحوادث الأليمة، مما دفع وزارة النقل في تشييد طريق جديد لوادي العق، يمتاز بمواصفات عالمية عالجت فيه تلك السلبيات التي كانت موجودة في الطريق القديم المرعب، وخلال مرورنا عبر هذا الطريق لاحت لنا البشائر بقرب إنجاز هذا المشروع، الذي تميز بوجود أنفاق طويلة تعد الأولى من نوعها في السلطنة، حيث استخدمت فيه أحدث أساليب الحفر، كما زود بمنشآت لتصريف مياه الأمطار من عبارات وجسور تؤمن انسيابية الحركة المرورية، كذلك تم تصميم المشروع ليكون مساراً بعيداً عن الأودية ومتفادياً للمنحدرات الصعبة، لذلك العمل فيه قائم بواقع 24 ساعة متواصلة، كما يحظى بمتابعة شخصية في الموقع نهاية كل أسبوع من كبار المسؤولين في الوزارة بهدف سرعة الإنجاز.

وانطلاقا من الأهمية الكبيرة التي أولتها الحكومة ممثلة في وزارة النقل لطريق وادي العق، ها نحن اليوم نقدم مناشدة المجتمع ومستخدمي طريق وادي حيبي الذي يربط محافظة شمال الباطنة بمحافظة الظاهرة، الذي نتمنى أن يكون أول أجندة الوزارة لهذا العام، طريق وادي حيبي يستحق التعجيل في تشييده بشهادة جميع من مر به سواء من داخل السلطنة أو الزائرين من الخارج، هذا الطريق من المؤسف أن يبقى إلى الآن بدون تجديد، على الرغم أنه يفتقد لكثير من شروط السلامة الواجب توافرها في الطرق الحيوية، ويمكن الرجوع لسجلات شرطة عمان السلطانية وسجلات مراكز ومستشفيات وزارة الصحة لمعرفة عدد المصابين وكذلك الذين فارقوا الحياة عبر هذا الطريق، وإذا غفل السائق ولو لثانية لوجد نفسه في عمق أحد الأودية لعدم وجود أي أكتاف جانبية للطريق تحميه من أي تدهور أو انحراف للمركبة، وطريق حيبي من ضمن خططه انه يربط ميناء صحار التجاري بمحافظة الظاهرة، وكذلك المسار المؤدي لمركز السعودية البري والمتوقع افتتاحه قريباً بإذن الله، فهل يعقل أن يبقى على حاله ونحن نناشد بدعم التجارة والسياحة في السلطنة؟

نحن على قناعة تامة بمعرفة وزارة النقل لمدى الخطورة التي يتعرض لها مستخدمي هذا الطريق، وربما أن الأزمة المالية التي تمر بها كثير من الدول هي التي أخرت البدء في تشييد الطريق بشكل جديد، إلا أن الوضع الحالي الخطير له قد وصل لوصفه بأنه أصبح (أزمة) تفوق تداعيات الأزمة المالية، والسبب يعود في الأرواح البريئة التي تزهق والحالات الصعبة المصابة التي يتم تحويلها إلى المستشفيات، والخسائر المادية الكبيرة من جراء الحوادث المرورية، كما أن خطورته قللت من نشاط الحركة السياحية والتجارية بين الولايات التي يوصل بينها هذا المسار، وأخيراً هذا الطريق يعبر به كثير من المتوجهين إلى عملهم لخدمة الوطن، لذا من الواجب أن نبث الطمأنينة في قلوبهم وقلوب أهاليهم الذين ينتظرون عودتهم سالمين، وذلك من خلال تشييد مسار جديد يحمل مواصفات تتسم بالأمن والسلامة. وكلنا أمل في الله ومن ثم بتفهم المعنيين بوزارة النقل حول التعجيل في تشييد طريق وادي حيبي تحقيقا للمصلحة العامة للمجتمع، وأن يكون أول المشاريع التي سيعلن عنها هذا العام بإذن الله، وهذا ما عودتنا عليه وزارة النقل من الوقوف مع المناشدات المجتمعية التي تطالب بسهولة تنقل الأفراد عبر طرق تتصف بالأمان.