1409488
1409488
العرب والعالم

إخلاء السفارة الأمريكية في بغداد بعد احتجاجات تنديدا بضربات جوية

31 ديسمبر 2019
31 ديسمبر 2019

ترامب يحمّل إيران مسؤولية «تنسيق» الهجوم -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي - وكالات -

بغداد : هاجم محتجون السفارة الأمريكية في بغداد أمس فيما أُجلي السفير وبقية الموظفين بعدما تحول الغضب الذي أطلقت شرارته ضربات جوية أمريكية على أهداف بالعراق إلى العنف.

وفي واشنطن اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران بتنسيق التوتر وقال إنه سيحمل طهران المسؤولية.

وقال شهود إن محتجين ومقاتلي جماعة مسلحة اقتحموا نقطة أمنية عند مدخل السفارة الأمريكية وأضرموا النار فيها لكنهم لم يقتحموا المجمع الرئيسي حيث أطلقت قوات الأمن وحراس السفارة قنابل صوتية على المحتجين. ورشق المحتجون بوابة المبنى بالحجارة بينما هتف آخرون «بشعارات».

وانتشرت قوات خاصة عراقية حول البوابة الرئيسية لمنع المحتجين من دخول السفارة قبل أن تلقى تعزيزا من قوات مكافحة الإرهاب التي دربتها وجهزتها الولايات المتحدة.

وذكرت مصادر أمنية أن عشرات المحتجين أصيبوا جراء إطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق المحتجين المحتشدين أمام السفارة.

ونفذت الطائرات الأمريكية ضربات يوم الأحد ضد قواعد لجماعة مسلحة مدعومة من إيران في خطوة تهدد بدفع العراق أكثر إلى صراع بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران في وقت يشهد احتجاجات حاشدة ضد نظامه السياسي.

وجاءت الضربات ضد كتائب حزب الله ردا على مقتل متعاقد مدني أمريكي في هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية بالعراق.

وكتب ترامب على تويتر «قتلت إيران متعاقدا أمريكيا وأصابت العديدين، قمنا بالرد بقوة وسنفعل ذلك دوما».

واستكمل «الآن تنسق إيران هجوما على السفارة الأمريكية في العراق. نحملهم المسؤولية كاملة. وإضافة إلى ذلك نتوقع أن يستخدم العراق قواته لحماية السفارة».

وقال مسؤولان في وزارة الخارجية العراقية إن السفير الأمريكي وموظفين آخرين قد أٌجلوا لكنهما لم يذكرا متى تم ذلك وأضافا أن بعض العاملين القائمين على حماية السفارة بقوا فيها.وبعد ساعات قليلة من بدء الاحتجاج أطلقت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع خارج السفارة الأمريكية لتفريق المحتجين وحث مقاتلو فصائل مسلحة الحشد على التفرق باستخدام مكبرات الصوت. وقال أحد الأشخاص عبر مكبر صوت «أبلغنا رسالتنا، من فضلكم غادروا المنطقة لتجنب إراقة الدماء».

وقال المتحدث باسم كتائب حزب الله جعفر الحسيني، في تصريح صحفي إنه «لا نية أبداً لاقتحام أو الاعتداء على السفارة الأمريكية في بغداد، وانما اعتصام مفتوح الى أن تغلق السفارة ويطرد السفير».

ووجه رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، بإعلان حالة الحداد العام على أرواح شهداء القصف الأمريكي في قضاء القائم بمحافظة الأنبار. وقال المكتب الإعلامي ل‍عبد المهدي في بيان، إن الأخير «وجه بإعلان حالة الحداد العام لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من أمس الثلاثاء على أرواح شهداء قواتنا المسلحة من منتسبي اللواء 45 و 46 ومنتسبي الجيش والشرطة إثر الاعتداء الآثم الذي تعرضوا له أمس الأول في منطقة القائم».

ويخرج العراقيون إلى الشوارع بالآلاف كل يوم تقريبا للتنديد بالجماعات المسلحة، مثل كتائب حزب الله الذين يساندون حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إلى جانب أمور أخرى.

لكن أمس كانت هذه الجماعات المسلحة هي من كتب على أبواب السفارة الأمريكية أنها مغلقة بأمر الشعب وحطموا كاميرات المراقبة حول المبنى بالطوب والحجارة. ونصب بعضهم خياما استعدادا لاعتصام.

وكان قيس الخزعلي، زعيم جماعة عصائب أهل الحق ، وزعماء فصائل مسلحة آخرون من بين المشاركين في الاحتجاجات.

وقال الخزعلي «الأمريكان غير مرغوب بهم في العراق. انهم مصدر الشر ونحن نريد منهم الرحيل».

وكان من بين المشاركين في الاحتجاج جمال جعفر إبراهيمي المعروف أيضا باسم أبو مهدي المهندس وهادي العامري قائد منظمة بدر.

وأكدت وزارة الدفاع، حرص الحكومة على حماية السفارات والبعثات الدبلوماسية داخل العراق.

وقالت الوزارة في بيان، إن الوزارة تنفي ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن وصول وزير الدفاع الى مبنى السفارة الأمريكية، مبينا أن الوزير متواجد في مقر عمله بمقر وزارة الدفاع في حين، حذرت السفارة الامريكية في بغداد، المواطنين الامريكيين من الاقتراب من مبنى السفارة في بغداد، بسبب استمرار التظاهر قربه. وقالت السفارة في بيان، إنه «بسبب نشاط الاحتجاج المستمر، لا ينبغي على المواطنين الامريكيين الاقتراب من السفارة الامريكية في بغداد». وأضافت: «يجب على الامريكيين مراجعة أمنهم الشخصي وتأهبهم في حالات الطوارئ، وسوف نواصل تقديم تحديثات على هذا الحساب حسب الحاجة».