العرب والعالم

رئيس أوكرانيا يعلن عملية تبادل أسرى مع الانفصاليين الموالين لروسيا

28 ديسمبر 2019
28 ديسمبر 2019

يعد انفراجا للنزاع المسلّح الوحيد في أوروبا -

موسكو - وارسو - (أ ف ب - د ب أ): أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس عن عملية تبادل أسرى بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا شرق أوكرانيا من المتوقع أن تتم اليوم ما سيشكل في حال حصوله خفضًا للتصعيد في النزاع المسلّح الوحيد الجاري في أوروبا. وقال زيلينسكي للصحفيين إن «تبادل (الأسرى) يفترض أن يتم (اليوم). إننا نتوقع ذلك. لم تنته عملية التعرف إلى كل الأشخاص في الوقت الحاضر»، وفق ما ذكر بيان صادر عن الرئاسة الأوكرانية.

من جهتها، أعلنت الوسيطة في حكومة دونيتسك المعلنة من طرف واحد داريا موروزوفا التوصل إلى اتفاق بين كييف والانفصاليين لتبادل أسرى اليوم.

وقالت إن منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين ستتسلمان 87 شخصا لم تحدد هوياتهم.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن التبادل سيتم عند مركز حدودي على الخط الفاصل.

وبحسب معلومات أوردتها وسائل إعلام أوكرانية ولم تؤكدها السلطات، فقد يقوم الانفصاليون بشكل أساسي بإطلاق سراح أسرى حرب أوكرانيين، بالإضافة إلى ناشطين وصحفيين مؤيدين لكييف.

ومن الجانب الأوكراني، قضت محكمة في مدينة خاركيف أمس بالافراج عن ثلاثة أشخاص حكم عليهم بالسجن مدى الحياة بتهمة الإعداد لاعتداء في فبراير 2015، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس.

ونقلت وكالة إنترفاكس عن المدعي العام الأوكراني فلاديمير ليمار قوله خلال الجلسة إنه تم إطلاق سراح الثلاثة لكونهم مشمولين في عملية التبادل.

كما ذكرت وسائل إعلام أوكرانية أخرى أن العملية قد تشمل عناصر سابقين في شرطة مكافحة الشغب محتجزين في أوكرانيا بسبب ضلوعهم في حملة القمع الدموية ضد المتظاهرين في ساحة ميدان عام 2014 ، والتي أطاحت آنذاك بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش.

وأثار هذا الاحتمال سخط عائلات الضحايا الذين دعوا الرئيس الأوكراني الجديد إلى العدول عن ذلك.

بداية انفراج

وبادر الرئيس الأوكراني إلى المطالبة بعملية التبادل هذه في 9 ديسمبر خلال قمة باريس للسلام في أوكرانيا.

وشكلت القمة التي جمعت الرئيس الأوكراني مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة بإشراف فرنسي ألماني، تقدما وإن لم يفض الاجتماع سوى إلى عدد قليل من القرارات الملموسة.

وسجل انفراج طفيف في العلاقات مع روسيا منذ انتخاب زيلينسكي.

ففي سبتمبر، قامت كييف وموسكو بتبادل 70 محتجزًا، ولا سيما المخرج الأوكراني أوليغ سينتسوف الذي أطلقت موسكو سراحه.

وبعد ذلك تم التوافق على وقف لإطلاق النار وانسحاب لطرفي القتال من ثلاثة قطاعات على خط الجبهة، فيما قررت قمة باريس أن تتم انسحابات جديدة .

كما أعادت موسكو لكييف سفنا حربية استولت عليها ، بينما عبّر العديد من المسؤولين الروس وعلى رأسهم بوتين عن تقديرهم لزيلينسكي.

وأسفر النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا عن مقتل اكثر من 13 الف شخص منذ عام 2014. ويتهم الغرب وأوكرانيا موسكو بتمويل وتسليح المتمردين، وهو ما تنفيه روسيا مؤكدة أنها تؤدي دورًا سياسيًا إنسانيًا لحماية السكان المحليين في هذه المناطق الناطقة باللغة الروسية.

تعثر التسوية السياسية

وأتاحت اتفاقات مينسك للسلام في 2015 تراجعا كبيرا للعنف إلا ان وقف إطلاق النار المقرر لم يتم تطبيقه ، واستمرت الاشتباكات بشكل شبه يومي، فيما بقيت التسوية السياسية للنزاع متعثرة.

ولم تحرز المفاوضات التي جرت في باريس بين بوتين وزيلينسكي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أي تقدم، سواء بشأن سحب الأسلحة الثقيلة أو استعادة كييف السيطرة على حدودها مع روسيا، أو منح الأراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين حكما ذاتيا أوسع أو تنظيم انتخابات محلية في هذه المناطق.

كما تبدي مختلف الأطراف مواقف لا يمكن التوفيق بينها.

واستبعد زيلينسكي أي اقتراع وأي حكم ذاتي طالما أن الجماعات المسلحة، من الانفصاليين وداعميهم الروس، موجودة بشكل «غير قانوني» على الأراضي الأوكرانية.

من جانبه جدد بوتين دعمه القوي للمتمردين في 10 ديسمبر، مستبعدا استعادة كييف السيطرة على الحدود. وقال «يمكنني ان أتصور ما سيحدث فيما لو حصل ذلك. سريبرينيتسا!» في إشارة إلى المذبحة التي ارتكبها الجيش الصربي في البوسنة عام 1995 وراح ضحيتها 8 آلاف شخص.

استدعاء السفير الروسي

في سياق منفصل ذكر نائب وزير الخارجية البولندي أن بلاده استدعت السفير الروسي للاحتجاج على ما صرح به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الحرب العالمية الثانية.

وقال مارسين برزيداتش في تغريدة أمس: «نحن مستعدون لتوضيح الحقائق التاريخية للدبلوماسيين الروس ، مهما سيستغرق الأمر من وقت ليفهموا أن العالم لن ينسى أبدا المعنى الحقيقي لاتفاق مولوتوف-ريبنتروب».

وكان بوتين قد انتقد أوائل الشهر الجاري قرار البرلمان الأوروبي الذي نص على أن اتفاق عدم الاعتداء لعام 1939 بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفييتي المسمى على اسم الدبلوماسيين اللذين وقعاه في موسكو «مهد الطريق لاندلاع الحرب العالمية الثانية».

وقال برزيداتش لوكالة الأنباء البولندية (بي ايه بي) إنه خلال اجتماع مع السفير سيرجي أندريف، أعربت وزارة الخارجية البولندية عن احتجاجها القوي على «التلميحات التاريخية» التي أدلى بها بوتين ورئيس البرلمان الروسي، فياتشيسلاف فولودين. ووصف أندريف الذي جرى استدعاؤه إلى وزارة الخارجية البولندية أمس الأول المحادثات بأنها «صعبة ولكن متحضرة». وفي تصريحاته الأخيرة، نفى بوتين أن الاتحاد السوفييتي لعب دورا في إشعال فتيل الحرب العالمية الثانية وحاول إلقاء بعض اللوم في الصراع على بولندا.ورفض بوتين أيضا فكرة أن روسيا السوفييتية غزت بولندا في 1939، مشيرا إلى أنها لم تدخل إلا عندما فقدت بولندا السيطرة على أراضيها وقواتها العسكرية.