المنوعات

جالواي الأيرلندية عاصمة الثقافة الأوروبية 2020

28 ديسمبر 2019
28 ديسمبر 2019

جالواي - «د.ب.أ»: تعد الأمطار الغزيرة المنهمرة، والموسيقى الأيرلندية المميزة، وصخب الحانات التقليدية هي أبطال المشهد الدائمة في مدينة أجواء جالواي. وقد تم اختيار هذه المدينة الأيرلندية إلى جانب مدينة رييكا الكرواتية، لتكونا عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2020.

المدينة الساحرة الواقعة على الساحل الغربي لا يضاهيها شيء آخر في طابعها الإيرلندي المميز، فهي تعتبر معقل الموسيقى الريفية التقليدية. ويهدف الحصول على لقب عاصمة الثقافة الأوروبية أيضًا إلى المساهمة في الحد من التوترات في الجزيرة نظرا للانسحاب الوشيك للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في إطار عملية البركزيت.

تشع المدينة الجامعية الصغيرة بالسحر، ويقال إنها المدينة الأصغر والأكثر ودا وموسيقى في أيرلندا. يتناقض مناخها المتطرف مع المنازل الملونة وأجواء المرح التي ينشرها الموسيقيون في زوايا كل الشوارع. تقول المخرجة الإبداعية هيلين ماريادج بمناسبة تقديم عرض البرنامج الثقافي لعام 2020: «جالواي مثل برشلونة مع المطر، لأنها تمطر هنا 240 يومًا في السنة». وأكدت أيضًا أن جالواي هي موقع استثنائي بري يقع في نهاية أوروبا وتطل على المحيط الأطلسي: «من هنا، المحطة التالية هي القارة الأمريكية».

ويتزايد باستمرار عدد الشباب الأيرلندي الذين يشاركون في فولكلور بلادهم، ولهذا تحظى المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها 80 ألف نسمة بشعبية كبيرة بسبب مهرجاناتها الصيفية، وليس فقط بين الأيرلنديين. وفقا لماريادج فإن برنامج جالواي كعاصمة للثقافة الأوروبية لعام 2020 يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية: اللغة، الطبيعة والهجرة. وفي هذا السياق، فإنه من المقرر أن تكون اللغة الأيرلندية محورا لثلاثين من إجمالي 154 فعالية يتضمنها البرنامج. أما موضوع الهجرة فسيتم استعراضه من منظور التاريخ الأيرلندي وعلاقته بالتنوع الثقافي الأوروبي. توضح ماريادج أن الغرض هو «التعبير عما يعنيه أن نكون بلدا أوروبيا في أوقات عصيبة».

تقع جالواي على مسافة نحو 160 كيلومترا من الحدود مع أيرلندا الشمالية، الدولة المكونة للمملكة المتحدة، والغارقة الآن في حالة من عدم اليقين بشأن خروجها المحتمل من الاتحاد الأوروبي. يخشى المنتقدون أن تندلع مرة أخرى التوترات بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، والتي ستبقى في الاتحاد الأوروبي. يذكر أنه خلال الصراع في أيرلندا الشمالية، والذي دام لثلاثة عقود، واجه الجمهوريون الكاثوليك، الذين سعوا إلى الوحدة مع أيرلندا، النقابيين البروتستانت الذين أرادوا البقاء جزءًا من المملكة المتحدة. قتل وأصيب عشرات الآلاف من البشر في تلك الحرب الأهلية.

وقال أدريان أونيل، السفير الأيرلندي في لندن «تأتي هذه الاحتفالية في الوقت المناسب»، مضيفا «نحن بحاجة إلى الثقافة الآن أكثر من أي وقت مضى». بمناسبة إعلان البرنامج الرسمي لعام 2020 ، أكد السفير أن المبادرة وفعالياتها يمكن أن تؤدي إلى تغييرات مهمة في سلوك السكان.

كما ألمح الرئيس الأيرلندي مايكل هيجنز إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن الاحتفالية تستهدف «المجتمعات المحلية والوطنية والأوروبية التي ننتمي إليها جميعًا».

ومن المقرر أن يكون أحد الأعمال الفنية العديدة التي سيتم عرضها في جالواي كعاصمة للثقافة الأوروبية، نصبًا مؤقتًا سيطلق عليه «Borderline»، أو «الخط الحدودي»، شارك فيه سكان مقيمون شمال وجنوب الحدود الخضراء التي تفصل أيرلندا عن أيرلندا الشمالية. أما فيما يتعلق بفعاليات الطبيعة، في جالواي 2020 فسيتم العمل على صبغ سلاسل كونيمارا، القريبة من المدينة باللون الأخضر في 17 مارس للاحتفال بيوم القديس باتريك في عرض فني بديع باستخدام المؤثرات الضوئية من تنفيذ الفنان الفنلندي كاري كولا.

وفي الوقت نفسه، من المقرر أن تدب الروح من جديد في ملحمة الشاعر الإغريقي الأعمى هوميروس الأوديسا، من خلال سلسلة من القراءات على شواطئ جالواي. كما ستشارك في برنامج الفعاليات، الكاتبة الكندية مارجريت أتوود التي حصلت مؤخرًا على جائزة البوكر المرموقة في الرواية.

جدير بالذكر أن فعاليات منح مدينة لقب عاصمة الثقافة الأوروبية، هي مبادرة من الاتحاد الأوروبي.

وفي كل عام يتم تعيين مدينتين، واحدة من دول الاتحاد الأوروبي السابقة وواحدة من الأعضاء الجدد.

وقد حصلت مدينتا بلوفديف في بلغاريا وماتيرا في جنوب إيطاليا على اللقب هذا العام. وتضم بلوفديف معالم أثرية مهمة للغاية، وتعد من المقاصد السياحية الأوروبية المعروفة. أما مدينة ماتيرا الإيطالية فتشتهر بآثار ما قبل التاريخ التي توجد بها ومن أبرزها الكهوف المحفورة في الطبقات البركانية المتراكمة منذ العصر الحجري القديم.

وتعتبر جالواي حالة واضحة من التباين المناخي الواضح مع هاتين المدينتين المشمستين. وتتوقع المخرجة ماريادج في يوم الافتتاح، هبوب الرياح وهطول الأمطار، ومع ذلك تقول تعتبر «ولكن سيكون الأمر ممتعًا».

يصنف دليل السفر «لونلي بلانيت» مدينة جالواي بالفعل بين المدن العشر التي تستحق الزيارة في عام 2020، ولكن بالتأكيد بعد مدن مثل سالزبورج وواشنطن والقاهرة.