1406047
1406047
المنوعات

مراد فوغالي.. فنان يستخدم الألوان والأشكال الهندسية لترجمة النُّور النفسي

27 ديسمبر 2019
27 ديسمبر 2019

الجزائر «العمانية»: يقدم التشكيليُّ الجزائريُّ مراد فوغالي، في معرضه المُقام بجاليري عائشة حداد، أول تجربة له مع الفن التجريدي، حيث يكشف أمام الجمهور 21 لوحة يقارب من خلالها موضوع «النور النفسي».

ويقول صاحب المعرض الذي يستمر حتى 31 ديسمبر الجاري، إنّ أعماله تسعى إلى إيصال رسالة اجتماعية مفادُها أنّ الثقة معادلٌ طبيعيٌّ للاطمئنان، والعكس صحيح. كما أنّ الثقة لا تُشترى بالمال، وهي ثمرةٌ لا تجنيها إلا المجتمعات الصادقة الواعية.

ويرى فوغالي أنّ الفن التجريدي يقتربُ أكثر من سواه من هموم المجتمع وانشغالاته، وهذا ما يُمكن استنتاجُه من اللّوحات التجريدية التي يضمُّها المعرض، حيث تُعبّرُ ثلاثُ لوحات عن الثقافة الأمازيغية، وتطرح لوحتان فكرة الحركة الإيجابية، وتتناول لوحات أخرى ثيمة النور النفسي الذي يُمكن أن نجده في وجه إنسان، أو في منظر طبيعي، وهو عبارة عن طاقة غير مرئية، «لا تُقدّر بثمن» بحسب تعبير الفنان.

وينزعُ فوغالي في مُجمل لوحاته، إلى استخدام الأشكال الهندسية، كالدوائر والمربعات، لأنّه يعمل مهندساً معمارياً، حيث يرى في هذا الشأن، أنّ الفنون الجميلة والهندسة المعمارية من المجالات العلمية التي تتكامل فيما بينها؛ ولهذا فهو ينتقد فكرة الفصل بين المدرسة العليا للفنون التشكيلية وكلية الهندسة المعمارية التي قرّرتها السلطات في ستينات القرن الماضي. فبحسبه، أدّى ذلك القرار إلى التأثير بشكل سلبي، على جماليات العمارة في الجزائر، وتجلّى ذلك، أيضاً، في نوعية البنايات والمدن الحديثة التي نشأت بشكل عشوائي «لا يحترمُ أدنى الشروط الجمالية والفنيّة».

والهندسة المعمارية، في نظر فوغالي، ليست ترفاً، أو مجرّد مواد دراسية يحشو بها طلبة هذه المعاهد المتخصّصة عقولهم، وإنّما هي «أسلوبُ حياة، وترجمة حقيقية للخصوصية الاجتماعية». ولهذا، لا يُمكن الفصل بينها كتخصُّص علميّ، وبين الفنون الجميلة، خاصة وأنّهما على علاقة غير مباشرة، بمجالات حسّاسة لصيقة بحياة الإنسان، مثل التربية والأخلاق والأدب والذوق العام.

ولا يتردّد فوغالي في الاستعانة، من أجل إنجاز أعماله، بكلّ الفنون التي قد تشحنه عاطفيّاً وإبداعيّاً؛ حيث يقول إنّ الشّعر يُساعده على أن يعيش أجواء سرياليّة، وهو يعكف على إعداد ديوان باللُّغة الفرنسية للنشر. كما يستخدم الموسيقى أحياناً، لأنّها تنقله إلى عوالم خيالية، كما تُساعده على التفكير في مواضيع جديدة.

أمّا عن الجوانب التقنية التي تتميّز بها أعمال مراد فوغالي، فتتلخّص في التعبير عن طريق الألوان الدافئة والباردة، وهذا وفقاً للفكرة أو الرسالة التي يُريد إيصالها إلى الجمهور، كما يلجأ، في بعض المرّات، إلى استعمال عدد من الأشكال الهندسية، كالدوائر؛ والتي يُعبّر بها عن بُعد نظر الإنسان وشموليته، أو المربعات التي يستخدمُها في تجسيد النظرة المحدودة والقاصرة لبعض البشر.